فيما لم يتأكد من مصادر يوثق بها اعتقال الرائد صالح ولد حننه أحد قائدي المحاولة الانقلابية الأخيرة في موريتانيا واصل الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع التغييرات التي بدأها في القيادات العسكرية بعد فشل المحاولة. وعين الرئيس الطايع المقدم عينينا ولد أبيه قائداً لأركان الحرس الوطني خلفاً للمقدم ولاد ولد حيمدون الذي لم تقدم معلومات عن أسباب إعفائه. وكان الرئيس الطايع أعفي قبل يومين قائد الدرك الوطني انه ولد عبدالمالك من منصبه وعين مكانه العقيد محمد محمود ولد الديه، العضو السابق في لجنة الخلاص الوطني التي حكمت موريتانيا قبل الديموقراطية. كما تم تعيين العقيد الهادي ولد الصديق قائداً لأركان القوات المسلحة خلفاً للعقيد محمد الأمين ولد انديان الذي قتل أثناء المحاولة الانقلابية. ولم يتأكد حتى مساء الأحد اعتقال الرائد صالح ولد حننه أحد قائدي المحاولة الانقلابية، وراجت في نواكشوط اشاعات نقلتها بعض وسائل الاعلام عن اعتقال بعض الهاربين من الانقلابيين في دولة السنغال المجاورة. وتعيش العاصمة الموريتانية موجة من الاشاعات منذ المحاولة الانقلابية التي اختلطت فيها الحقائق بالأكاذيب. وتتعقب السلطات العسكرية تسعة من قادة المحاولة تمكنوا من الهرب. وتجري تحقيقات مع عدد من العسكريين لاستجلاء الموقف. وعاد الهدوء الى العاصمة الموريتانية، وخففت القوات المسلحة من حضورها في المدينة واكتفت بالتفتيش ليلاً، وإبقاء حراسات أمام المواقع الاستراتيجية والأمنية المهمة. وهناك أنباء عن استئناف الحزب الحاكم نشاطات كان يقوم بها قبل المحاولة الانقلابية إعداداً لحملة الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وكانت وزارة الداخلية الموريتانية أعلنت مباشرة بعد احباط المحاولة ان الانتخابات في موعدها المحدد. ادانات الى ذلك أ ف ب، ذكرت وكالة الانباء الموريتانية الرسمية أمس ان الصين وبريطانيا وروسيا "دانت بشدة" محاولة الانقلاب التي استهدفت في الثامن من حزيران يونيو نظام الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع. واوضحت الوكالة ان هذه الدول الثلاث اعربت للرئيس ولد الطايع في بيانات منفصلة عن هذه "الادانة الشديدة" بالاضافة الى "دعمها له شخصياً". وبين ردود فعل الدول الكثيرة التي تبلغتها نواكشوط منذ الاعلان عن فشل محاولة الانقلاب العسكري، تورد الوكالة ردود فعل فرنسا - التي كان رئيسها جاك شيراك "اول رئيس دولة يتصل بالرئيس ولد الطايع هاتفياً" - والولايات المتحدة التي أعربت خصوصاً "عن ترحيبها لكون الحكومة الموريتانية المنتخبة شرعياً حافظت على سلطتها". واعتبرت الوكالة ان هناك بالتالي "ادانة جماعية" من جانب "الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي". وتمكنت القوات الموالية للنظام القائم، بعد 36 ساعة من المعارك، من السيطرة على محاولة الانقلاب التي نفذها في نهاية الاسبوع الماضي "ضباط في الجيش الوطني"، بحسب الرئيس الموريتاني.