اعترفت ايران أمس بأنها تحتجز "عناصر بارزة" في تنظيم "القاعدة"، وأكدت انها ستسلم بعضهم قريباً الى بلدانهم، وستحاكم الآخرين، لكن أياً منهم لن يسلم الى الولاياتالمتحدة. وقال وزير الاستخبارات الايراني علي يونسي في مؤتمر صحافي في طهران: "اعتقلنا، منذ سقوط نظام طالبان، عدداً كبيراً من تنظيم القاعدة. طرد عدد منهم أو سلموا الى دولهم، وما زلنا نعتقل عناصر آخرين، بارزين او غير بارزين، وسنحاكمهم بحسم". ورفض الدخول في اسماء المعتقلين وهل بينهم الرجل الثاني في "القاعدة" ايمن الظواهري والناطق باسم التنظيم سليمان ابو غيث والقائد الميداني سيف العدل مصر. وكانت معلومات سابقة ذكرت ان الايرانيين اعتقلوا لفترة سعد أسامة بن لادن، أحد أبناء زعيم "القاعدة". واتهم يونسي واشنطن واشنطن ب"الكذب والخداع" في مكافحة الإرهاب عبر سماحها باستمرار نشاط "مجاهدين خلق" في العراق. وأكد وزير الداخلية عبد الواحد موسوي لاري ان بلاده ستسلم بعض العناصر "قريباً" الى بلده، وستحاكم الاخرين. وشدد في تصريح الى "الحياة" على ان اياً من المعتقلين لن يسلّم الى الولاياتالمتحدة "اذ انه ليس هناك مسوّغ لتسليم رعايا الدول الجارة والصديقة الى دولة اخرى". ورداً على الاتهامات الأخيرة التي وجهها الرئيس جورج بوش الى ايران بايواء "ارهابيين"، قال موسوي لاري ان بلاده عملت وما زالت على مواجهة تنظيم "القاعدة" وانها "ستعتقل اي عنصر في التنظيم يدخل الأراضي الإيرانية، وستحاكم الذين يثبت قيامهم بمخالفات او اعمال عدائية ضد بلادنا". وأبدى استعداد ايران لتسليم المعتقلين لديها الى الدول التي ينتمون إليها كما فعلت سابقاً عندما سلمت عناصر الى السعودية واليمن ودول اخرى. لكنه رفض تحديد جنسيات المعتقلين ومستوى مسؤولياتهم، مؤكداً ان التعامل معهم سيتم بحسب الأطر القانونية. ولا تزال ايران التي تأخرت في الاعتراف باعتقال عناصر من "القاعدة"، تتجنب إعطاء ادنى توضيح حول سجنائها الذين تردد بقوة ان بينهم الناطق باسم "القاعدة" سليمان أبو غيث. وكانت مصادر أبلغت "الحياة" بوجود عناصر معتقلة من الصفين الثاني والثالث في "القاعدة". ويشكل ملف المعتقلين نقطة تجاذب مع الولاياتالمتحدة الى جانب الملف النووي. وفي هذا السياق كرر الرئيس محمد خاتمي أمس التأكيد أن ايران لا تسعى ابداً الى امتلاك اسلحة نووية او اسلحة دمار شامل. من جهة أخرى رويترز، قال رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية الالمانية أوغست هانينغ ان تنظيم "القاعدة" يعيد تجميع صفوفه ولا يزال يشكل تهديداً. وأعرب في حديث لصحيفة "موينشنر ميركور" عن اعتقاده بأن كلاً من الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وزعيم "القاعدة" أسامة بن لادن لا يزالان على قيد الحياة، وان الاستخبارات الالمانية تعتقد بأن بن لادن يختبئ في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان. وقال: "تنظيم القاعدة ضعف، لكنه لا يزال قادراً على العمل... القاعدة مشغولة ببناء هياكل جديدة. التنظيم يحاول اعادة تكوين نفسه، خصوصاً في أفغانستان وباكستان وجنوب شرقي آسيا".