اتهمت الحكومة الايرانية في شكل ضمني باكستان، بالوقوف وراء عمليات تسلل عناصر من تنظيم "القاعدة" الى الاراضي الايرانية، وطلبت من وزارة الخارجية اتخاذ الاجراءات المناسبة، بحسب ما قال الناطق باسم الحكومة عبدالله رمضان زاده الذي اضاف: "أن احدى الدول المجاورة تعمل على ادخال عناصر من تنظيم القاعدة الى ايران وأن هذه المعطيات جاءت في تقرير مشترك لوزارتي الاستخبارات والخارجية". لكن وزير الخارجية كمال خرازي نفى في تصريح صحافي وجود اي عنصر من "القاعدة" على الاراضي الايرانية، بيد انه اعلن "عن اعتقال اعداد كبيرة من "المهربين" بعدما عبروا الحدود". وأضاف: "لا بد من التحقيق في شأنهم"، وأوضح "انه من الممكن وجود اشخاص بين هؤلاء المعتقلين يحملون جنسيات عربية، لكن اياً منهم ليس من اعضاء القاعدة". وقال خرازي ايضاً: "انه لا يوجد اي شخص من قادة الطالبان او القاعدة على الاراضي الايرانية، واذا كان هناك اي مستند يشير الى غير ذلك فيجب اعطاؤه الى ايران للتحقق منه". وكان وزير الاستخبارات الايرانية علي يونسي دعا الايرانيين الى الابلاغ عن اي شخص مشبوه قد يلجأ الى الفنادق الايرانية، وذلك في ظل احتمال نجاح عناصر القاعدة في التسلل الى ايران، واتهم يونسي "باكستان بالوقوف وراء عمليات التسلل هذه". وأكد هذه المعطيات النائب محمس تركاشوند عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني الذي اشار الى نجاح بعض العناصر من "طالبان" و"القاعدة" في التخفي بين الافغان الداخلين والخارجين الى ايران وذلك عبر حيازتهم جوازات سفر وتأشيرات دخول مزورة زودتهم بها بعض اجهزة التجسس المعادية". وأكد النائب تركاشوند ان "عمليات التسلل هذه حصلت بعد انتهاء حكم طالبان وبداية عمل الحكومة الافغانية الموقتة وخلال العودة الكثيفة للأفغان الى بلادهم من ايران، وان السلطات الايرانية لم ولن تسمح لأي عنصر من طالبان او القاعدة بالدخول الى اراضيها". وأشار الى طول الحدود الايرانية مع كل من باكستان وأفغانستان وصعوبتها، وقال: "على رغم الجهود كافة المبذولة من جانب القوى الامنية والعسكرية الايرانية فإن احتمال دخول عناصر القاعدة يبقى وارداً، لكن القوى الامنية تسعى لاعتقالهم، وبالفعل اعتُقل بعضهم، وقد اشار وزير الاستخبارات الى ذلك". من جهة ثانية أ ف ب ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية ان اعضاء من "القاعدة" و"طالبان" تمكنوا من الفرار من القوات الاميركية في افغانستان وعبروا الحدود للوصول الى ايران. ونقلت الصحيفة عن رجل الدين المتشدد مولانا جواد ابراهيم وهو من الغالبية السنية في محافظة سيستان وبلوجستان الحدودية، انه ساعد اشخاصاً من العرب على اجتياز الحدود الباكستانية - الافغانية قرب مدينة براشينار القريبة من قاعدة تورا بورا، وأن هؤلاء العرب من تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن، عادوا بهدوء الى ديارهم وبذلوا ما في وسعهم من اجل الوصول الى الخليج". لكنه اوضح ان هذه العمليات تمت عبر شبكات من المهربين الذين قال عنهم إنهم "انطلقوا في تجارة جديدة لمساعدة هؤلاء الناس على الرحيل" وكان سفير "طالبان" السابق في نيويورك عبدالحميد مجاهد قال للصحفية البريطانية انه "من السهل على المسؤولين في الحركة مغادرة افغانستان سراً ومن الممكن ان يعبروا الحدود".