أعلنت السلطات الليبيرية أمس أن نحو 700 مدني قتلوا في هجوم المتمردين على مونروفيا في اليومين الماضيين اللذين شهدا أعنف قتال للسيطرة على العاصمة الليبيرية. راجع ص7 وخاضت القوات التابعة للرئيس تشارلز تيلور معارك ضارية مع متمردي "الليبيريون الموحدون من أجل المصالحة والديموقراطية" في حي سانت موزس شمال غربي المدينة قرب منطقة الميناء الاستراتيجية التي سيطر عليها المتمردون. كما احتدم القتال قرب مطار مونروفيا وفي ضاحية غاردنرفيل. وسقطت قذائف هاون في وسط العاصمة التي تعرضت لقصف عنيف لليوم الثاني على التوالي. كما جرت معارك عنيفة في فيا تاون شمال العاصمة. وسقطت قذائف على حي مامبا بوينت الذي يضم عدداً من السفارات والمؤسسات الدولية. وأعلن وزير الدفاع دانيال شيا ان "حصيلة القتلى بلغت 600 شخص وقد ترتفع إلى 700". وقال محمد شريف كبير الأطباء العسكريين في مستشفى "جون إف كينيدي" إن 250 شخصاً يعالجون في المستشفى. وذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" أن أطباءها ظلوا يعملون طوال الليل في علاج المصابين. ووصفت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة الأوضاع بأنها "مروعة"، وأعربت عن قلقها البالغ على مصير عشرات الآلاف من السكان المذعورين المحاصرين في العاصمة، في وقت احتشد مئات المدنيين أمام السفارة الأميركية ووضعوا جثث 20 قتيلاً على الأرض من قبيل الاحتجاج وطالبوا بتدخل الولاياتالمتحدة. وقال وزير الدفاع الليبيري إن ارتفاع عدد القتلى في العاصمة ألقى بظلال من الشكوك على تعهد الرئيس تشارلز تيلور التنحي بمجرد وصول قوات حفظ السلام. وقال: "وافق الرئيس تيلور من حيث المبدأ على الرحيل وما حصلنا عليه في مقابل ذلك هو هجوم على المدينة. ولا يهم الآن إذا كان سيرحل أم لا". وأعلن المتمردون إثر اجتماع مع وسطاء المجموعة الافريقية بقيادة الرئيس النيجيري السابق عبد السلام ابو بكر في أكرا رفضهم توقيع مشروع اتفاق سلام اقترحه الوسطاء. وتأتي هذه التطورات في وقت ألقت الإدارة الأميركية العبء على دول غرب أفريقيا في التحرك، وقال الرئيس جورج بوش للصحافيين في مزرعته في تكساس: "إننا نعمل مع المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا لتحديد متى يكونون مستعدين لإدخال قوات لحفظ السلام التي قلت إننا سنكون مستعدين لمساعدتها في دخول ليبيريا". فيما بدأ قادة الجيوش في دول غرب أفريقيا أمس محادثات تستمر يومين ل"تقويم" الأوضاع والبحث في إمكان إرسال قوات سلام. وفي لاغوس، اكد ناطق باسم الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسانجو ان قوة السلام الافريقية لن تنشر في ليبيريا ما لم يتم التوصل الى وقف دائم لاطلاق النار.