سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحكومة السودانية لا تريد أي تفاوض على وثيقة الوسطاء والمتمردون يرفضون التفاوض على غيرها . الخرطوم تؤكد التزامها وساطة "إيغاد" وقرنق يتهمها ب"ابتزاز" حركته
قال مستشار الرئيس السوداني لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين عتباني إنه ابلغ الرئيس الكيني مواي كيباكي في لقائهما بأن الحكومة السودانية ملتزمة مبادرة دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا إيغاد، وتريد اعطاءها فرصة لحل المشكلة السودانية، على رغم الازمة الناجمة عن رفض الخرطوم اقتراحات الوسطاء الاخيرة. وقال في تصريحات الى "الحياة" إن الوقت لا يزال مبكراً لتحديد نتائج تحركه بعد فشل الجولة السابقة من المفاوضات، لكنه اعتبر ان "هناك اجماعاً سودانياً على رفض اقتراحات ايغاد ويشمل ذلك قوى جنوبية. والوثيقة التي طرحها الوسطاء لا تحظى بتأييد إقليمي اذ اعربت دول مثل مصر عن موقفها بوضوح من هذه الاقتراحات". وأوضح رداً على سؤال عما اذا كان طلب من الرئيس الكيني تغيير كبير الوسطاء الكيني لازاراس سيمبويو الذي راج ان الحكومة تحمله المسؤولية عن هذه الاقتراحات: "نتجنب جعل الأمور شخصية. نحن فعلا نرى أن الوثيقة بعيدة كل البعد عن المنطق ومعيبة لدرجة لا يمكن معها اصلاحها، وتقدح في معديها. واذا ثبت أنه اصبح عبئاً على عملية السلام فسيكون من حقنا ان نعترض على من نشاء. لكننا لم نسجل اعتراضنا حتى الآن". وقال في اجابة على سؤال عما اذا كانت الحكومة ستتجه نحو القوى السياسية الشمالية الكبيرة من اجل رص الصف الوطني في هذه المرحلة: "لا اعتراض علينا على المبدأ، ومددنا ايدينا للأحزاب وسنظل نرحب بأي جهد في هذا الاتجاه. غير ان هناك مشاكل متعلقة بهذه القوى، فهي لم تحسم قرارها الداخلي بالتعامل مع الحكومة، وبعضها يعاني مشاكل تنظيمية. هذا الامر يقيد الخيار الوطني. أنا مسلِّم بهذا المبدأ الوفاق، ولا نترك وسيلة الا واتخذناها كلما سنحت بادرة". من جهة أخرى، استقبل وزير الخارجية الكيني كولنزو موسوكا أمس، زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق، وأبلغه تأجيل الجولة السابعة من مفاوضات السلام الى الثالث من الشهر المقبل. وقال الناطق باسم الحركة ياسر عرمان إن اللقاء درس نتائج زيارة عتباني الى نيروبي. وأوضح أن قرنق "انتقد وثيقة الوسطاء"، لكنه "أكد تمسك الحركة بالوثيقة كأساس للتفاوض". واوضح أن "عدداً من جوانب الوثيقة لا يلبي مطالب الحركة الشعبية". وتابع أن حركته "غير مستعدة لمناقشة أي وثيقة جديدة سوى وثيقة الوسطاء التي عرضت في الجولة الماضية". واتهم الخرطوم ب"ممارسة عملية ابتزاز للمجتمع الدولي والحركة الشعبية".