يسلم طرفا النزاع السوداني الى وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا إيغاد اليوم السبت ردودهما على اقتراحات لمعالجة القضايا العالقة في مفاوضات السلام السودانية. واعرب مصدر في "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق، يشارك في المفاوضات في منطقة ناكورو الكينية أمس، عن الارتياح الى اقتراحات الوسطاء، معتبراً انها تفتح الباب لانجاز اتفاق السلام. وقال المصدر لوكالة "رويترز": "نحن سعداء بالاقتراحات" التي ستكون اساساً للتسوية الشاملة التي يأمل الوسطاء في تحقيقها بحلول منتصف الشهر المقبل بين الحركة والحكومة السودانية. واضاف: "بالنسبة إلينا نراها طريقا للتقدم الى الامام في الاتفاق. نحن سعداء جداً بالمسودة" التي سلمها الوسطاء الى الطرفين لدى بدء الجولة الحالية من مفاوضات السلام. لكنه اضاف إن هذا "لا يعني اننا نتفق مع جميع النقاط التي طرحتها، وانما نعتبرها اساساً" للتسوية. واتهم المصدر الحكومة السودانية بالمماطلة في المفاوضات، موضحا ان الوفد الحكومي "ليس راغبا في تقديم تنازلات". وقالت مصادر في الوفد الحكومي للوكالة انها لن تستطيع طرح وجهات نظرها في المسودة قبل تسليم ردها الرسمي اليوم الى الوسطاء. وحذر محللون يتابعون المفاوضات من ان الاتفاق النهائي قد لا يتحقق في الموعد الذي حدده الوسطاء منتصف الشهر المقبل، نتيجة لتعقيد القضايا المطروحة للتفاوض، وقالوا ان تحقيق اتفاق نهائي يتطلب وقتا اطول، بسبب كثير من التفاصيل والمشاكل التي تنتظر المفاوضين. واعلن الوسطاء انهم سيقررون خطة عملهم للمرحلة المقبلة في ضوء ردود الطرفين. وقال كبير الوسطاء الجنرال الكيني لازاراس سيمبويو: "لا استطيع اتخاذ قرار قبل رؤية ردود الطرفين. هذه ليست الاتفاقية النهائية. نحن نتحدث الآن عن جزء من التسوية هو القضايا العالقة". على صعيد آخر، عادت الى الصدور في الخرطوم أمس، الصحيفة الوحيدة الناطقة بالانكليزية، بعد توقف استمر شهرين نتيجة قرار قضائي. وكانت محكمة في الخرطوم دانت الصحيفة في ايار مايو الماضي بتهمة التشهير وتضليل الرأي العام بعد نشرها مواد اعتبرت السلطات انها تثير الفتنة الدينية. وكان بين هذه المواد تقرير اكد ان الخمر ليست محرمة في الاسلام. وقررت المحكمة وقف صدور الصحيفة لمدة شهرين وتغريمها مليون جنيه سوداني 400 دولار. وتركز الصحيفة على قضية جنوب السودان.