واصلت الحكومة السودانية حملتها على وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد، بعدما رفضت اقتراحاتها لإحلال السلام في جولة المفاوضات السادسة بين الخرطوم و"الحركة الشعبية لتحرير السودان". وجددت رفضها للوثيقة التي طرحتها "ايغاد" لمعالجة قضايا اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية، وأعطت اشارات متناقضة في شأن الاستمرار في المبادرة الافريقية، لكنها أكدت أنها ستذهب الى جولة المحادثات السابعة التي تبدأ الأربعاء المقبل. واعتبر الرئيس عمر البشير ان وثيقة وسطاء "ايغاد" "أسوأ من قانون سلام السودان" الذي أقره الكونغرس الأميركي، واعتمده الرئيس جورج بوش. ويهدد القانون بفرض عقوبات ديبلوماسية واقتصادية وعسكرية على الخرطوم في حال عدم إحراز عملية السلام تقدماً، موضحاً أن الوثيقة "تكرس الانفصال وتسلم جنوب السودان كاملاً الى الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يقودها العقيد جون قرنق. وأعلن البشير الذي كان يتحدث أمام القيادات السياسية في مدينة ود مدني في وسط البلاد ليل الاثنين الثلثاء، سعي حكومته الى "ايجاد طرق أخرى للسلام عبر التفاوض في منبر غير ايغاد"، إذا لم تعدل وثيقتها التي طرحتها في جولة التفاوض الأخيرة. وأكد ان حكومته "ستذهب الى الجولة الجديدة وتأمل في أن تجد وثيقة جديدة". وأضاف ان حكومته "لن تتفاوض تحت الضغوط وتسعى الى ديموقراطية راشدة واجراء انتخابات حرة بعد عام من توقيع اتفاق السلام حتى يحكم الشعب من يختاره". وأضاف: "نحن مستعدون للجلوس في مقاعد المعارضة إذا كان ذلك هو خيار الشعب، وسنعمل لتقديم درس للأحزاب عن كيفية المعارضة الوطنية التي لا ترتمي في أحضان الأجنبي". وهاجم البشير زعماء المعارضة الذين وقعوا "اعلان القاهرة" وقال انهم "ضيعوا الشريعة وقبضوا الثمن"، في اشارة الى رئيس حزب الأمة الصادق المهدي والحزب الاتحادي الديموقراطي محمد عثمان الميرغني، اللذين وقعا اتفاقاً مع زعيم "الحركة الشعبية" جون قرنق في القاهرة أخيراً. غير أن النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه أكد تمسك حكومته بمبادرة "ايغاد". وقال خلال لقاء مع المبعوث الفرنسي الى السلام في السودان السفير هنري دنوا أمس، ان الخرطوم "ملتزمة بإيغاد، مع تعديل وثيقتها الأخيرة". وأكد دنوا التزام باريس بدعم عملية السلام في السودان وإعمار الجنوب بعد توقف الحرب الأهلية. الى ذلك، أوضح وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان المبعوث الرئاسي الأميركي الى السلام في السودان جون دانفورت سيصل الخرطوم اليوم لاجراء محادثات مع المسؤولين لتسريع عملية السلام. سيمبويو الى الخرطوم وعلم أن الوسيط الكيني الجنرال لازاراس سيمبويو سيزور الخرطوم وجوبا قريباً في اطار مهمته لإنجاح جولة المحادثات الجديدة، كما سيزور مستشار الرئيس لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين نيروبي خلال أيام ناقلاً رسالة الى الرئيس مواي كيباكي. على صعيد آخر، اتهم فريق حماية المدنيين متعدد الجنسية "الحركة الشعبية" باحتجاز قافلة حكومية تحمل معونات انسانية في منطقة ملوال قبل الافراج عنها بعد يوم عدا أربع ناقلات لا تزال رهن الاحتجاز. وفي تطور آخر، صادرت السلطات السودانية أمس صحيفتي "أخبار اليوم" و"ألوان" المستقلتين بعد طباعتهما من دون إبداء أسباب. وأبلغت السلطات ادارتي الصحيفتين انها صادرت صحيفتيهما لنشرهما مقالاً كتبه وزير الدولة للإعلام السابق الطيب مصطفى يدعو فيه الى فصل جنوب البلاد. واعتبر مصطفى، وهو خال الرئيس السوداني، ان هذا هو موقف الرئيس عمر البشير الحقيقي.