كشف مسؤولون أميركيون أن كوريا الشمالية ربما أقامت منشأة سرية ثانية لانتاج البلوتونيوم المستخدم في تصنيع الأسلحة كجزء من مساعيها لتوسيع ترسانتها النووية، ما يمكن أن يؤدي إلى تصعيد في المواجهة الديبلوماسية بين واشنطن وبيونغيانغ حول برنامج الأخيرة للأسلحة النووية. في غضون ذلك، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن الأزمة النووية الكورية الشمالية تحتاج إلى تعامل بحساسية خاصة من طريق الحوار، واستبعد حلاً عسكرياً. وقال الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون بعد محادثات مع بلير إن الوضع الناجم عن طموحات كوريا الشمالية النووية أصبح أكثر استقراراً عنه منذ ستة شهور وأن آراء الدول المعنية بدأت تتقارب. وأكد المسؤولون الأميركيون ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" عن مؤشرات قوية تدعو إلى الاعتقاد بأن كوريا الشمالية تمكنت من إنشاء مصنع نووي ثان ينتج بلوتونيوم للاستخدام العسكري. وأفادت الصحيفة على موقعها على الإنترنت مساء أول أمس، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وآسيويين اطلعوا على معلومات جديدة في هذا الشأن، أن هذه الأنباء قد تضر بسير المحادثات بين الجانبين الأميركي والكوري الشمالي. وأوضحت أن المستويات العالية لمادة "الكريبتون 85" غاز ينبعث من محروقات مستعملة يمكن أن يتحول إلى بلوتونيوم التي سجلت في شبه الجزيرة الكورية تدعو إلى الاعتقاد بأنها لا تأتي من مفاعل يونغبيون المعروف، بل من مفاعل آخر سري في مكان ما في الجبال. وفي حال تأكدت هذه المعلومات، تكون كوريا الشمالية تمتلك مصنعين على الأقل قادرين على إنتاج المواد الضرورية لصنع أسلحة نووية. وذكرت "نيويورك تايمز" أن المسؤولين الأميركيين لم يتمكنوا من تحديد مكان هذا المصنع الذي لم يكن منذ سنوات قليلة في مرحلة التشغيل. ونقلت عن تقديرات لأجهزة الاستخبارات الأميركية أن كوريا الشمالية تملك بين 11 و15 ألف موقع صناعي عسكري تحت الأرض. إلى ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني إثر محادثات مع الرئيس الكوري الجنوبي أن الملف النووي الكوري "يجب علاجه بحساسية خاصة، ولكنه يحتاج إلى التعامل معه"، داعياً إلى "حل هذه القضية". ومن جهته، قال روه إن "الجميع يؤكدون على الحل السلمي لهذه المسألة. وأعتقد أن كل الأطراف المعنية تتفق على هذه الفكرة. لذا مقارنة بالوضع قبل ستة شهور أعتقد أننا في مرحلة مستقرة للغاية. وأعتقد أن وصف هذا الوضع بالأزمة غير صحيح". وكان بلير وصف كوريا الشمالية في مقابلة مع قناة "سكاي" الإخبارية البريطانية بأنها "تهديد وخطر حقيقيان".