أشارت الولاياتالمتحدة إلى أن عقد المحادثات الثلاثية مع كوريا الشمالية كما هو مرتقب الأسبوع المقبل في بكين بات أمراً غير مؤكد، بعد إعلان النظام الكوري الشمالي البدء بإعادة معالجة الوقود النووي المشع. فيما أكدت كوريا الجنوبية أن المحادثات ستعقد في موعدها المقرر. وأعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض كلير بوشن أن واشنطن ستقرر ما إذا كانت سترسل ممثلاً إلى بكين الأسبوع المقبل للمشاركة في محادثات مقررة مع كوريا الشمالية في شأن برنامجها النووي بعد استشارة حلفائها في هذا الصدد. وقالت: "ما أن يصبح لدينا انطباع واضح عما يجرى ونحصل على آراء أصدقائنا وحلفائنا، سنتخذ قراراً في هذا الشأن". وأكدت وزارة الخارجية الأميركية من جهتها أن إعلان بيونغيانغ "غير واضح" وأن واشنطن ما زالت تدرسه. وبدا الناطق باسم الخارجية ريتشارد باوتشر غامضًا في شأن مصير محادثات بكين، مؤكدًا أن "لا شيء جديدًا في هذه المرحلة لنقوله" عن هذه المحادثات تاركاً كل الخيارات مفتوحة، سواء لجهة تأكيدها أم تأجيلها أو مجرد إلغائها. وتسمح إعادة معالجة الوقود النووي المشع بإنتاج البلوتونيوم للاستخدام العسكري. لكن المترجمين الأميركيين لفتوا إلى بعض الاختلاف بين الصيغتين الإنكليزية والكورية للإعلان الذي بثته وسائل الإعلام الرسمية في بيونغيانغ، ما يبعث على الاعتقاد بأن معالجة الوقود لم تبدأ فعلاً. واعتبر مسؤول في الخارجية الأميركية أن "ذلك يدل على ما يبدو إلى أنهم لم يبدأوا فعلاً بإعادة معالجة" الوقود، مؤكداً أن ترجمة دقيقة للنسخة الكورية تقل جزماً عن النسخة الإنكليزية وتتحدث عن مرحلة أخيرة "تقود" إلى إعادة المعالجة. وعلى رغم الغموض عن إمكان عقد الاجتماع، قالت الناطقة باسم الرئاسة الكورية الجنوبية لي جيون: "على حد علمي لا يوجد تغيير في خطط عقد المحادثات في بكين الأسبوع المقبل. الحكومة على اتصال وثيق بالولاياتالمتحدة". وصدرت عن المسؤولين الأميركيين طوال نهار أول من أمس تصريحات متناقضة عن عقد اجتماع بكين ما يدل إلى اللبس والارتباك الذي كان سيد الموقف على ما يبدو في واشنطن بخصوص هذا الملف. وقال مسؤول أميركي "إن الأمور تتطور بسرعة بقدر ما نتقدم في تحليل ما يقوله الكوريون الشماليون". وكانت كوريا الشمالية أعلنت أول من أمس أنها تعيد وبنجاح معالجة الآلاف من قضبان الوقود المشع في مصنع يونغبيون النووي. ونقلت وكالة كوريا الشمالية الرسمية عن ناطق باسم الخارجية الكورية الشمالية قوله إن الولاياتالمتحدة أبلغت بالأمر في بداية آذار مارس الماضي. وجاء قرار عقد هذا الاجتماع الثلاثي نتيجة تسوية بين كوريا الشمالية التي كانت تشترط عقد محادثات ثنائية مع واشنطن، والولاياتالمتحدة التي تريد إطارًا أوسع لكي لا تبدو هذه الأزمة وكأنها مواجهة بين واشنطن وبيونغيانغ. ورغبت واشنطن أيضاً بأن يتمكن البلدان المعنيان مباشرة بهذه الأزمة، أي كوريا الجنوبية واليابان، من المشاركة سريعاً في المحادثات. من جهة أخرى، عرضت كوريا الشمالية استئناف المحادثات الكورية - الكورية واقترحت اجتماعاً وزارياً من 27 إلى 29 الشهر الجاري في بيونغيانغ، وفقاً لما ذكرته وزارة الوحدة الكورية الجنوبية. وجاء الاقتراح في رسالة بعث بها كيم ريونغ سونغ، كبير الموفدين إلى المحادثات الوزارية، إلى نظيره الكوري الجنوبي وزير الوحدة جيونغ سي-هيون. وقال ناطق باسم الوزارة: "سنعقد مفاوضات مع الوكالات الحكومية ذات الصلة عن هذا المقترح ونبعث بجواب في موعد قريب".