الهجوم الواضح المبطن الذي شنّه مخرج برنامج "سوبر ستار" ناصر فقيه على مخرج "استوديو الفن" سيمون أسمر في إذاعة "الشرق" التابعة لمؤسسة "المستقبل" الاعلامية أثار ردود فعل عدة نظراً الى الإتهامات التي تضمنها... والمقصود عقود الاحتكار التي ينظمها مكتب "استوديو الفن" مع بعض الهواة الذين يفوزون في نتائج البرنامج النهائىة، وبها يدير المكتب اعمالهم. فإذا كانت عداوة الكار هي التي حركت ناصر فقيه ليقول ما قال ضد سيمون أسمر باعتبار الأول مخرج "سوبر ستار" مكتشف المواهب الغنائية العربية، والثاني مخرج "استديو الفن" مكتشف المواهب الغنائية اللبنانية التي غزت العالم العربي... فإن من المبكر جداً على ناصر فقيه ان يشعر بأنه ينافس سيمون أسمر، على الأقل للأسباب الآتية: أولاً: ان "استوديو الفن" برنامج يبلغ من العمر ثلاثين عاماً ربما هي عمر المخرج فقيه وقدّم للجمهور اللبناني والعربي أقوى الأسماء الغنائية في دورات متعاقبة، وخلال ما لا يقل عن عشرين عاماً منه لم ينظم اي عقود احتكار وإدارة اعمال مع "خريجيه"، فهذه العقود بدأت منذ عشر سنوات تقريباً ودرّت ارباحاً كبيرة على موقعيها سواء الذين ما زالوا يتحركون فنياً عبر "مكتب استوديو الفن" أم الذين خرجوا منه. ومن غير الطبيعي حصر تأثير "استوديو الفن" ووجوده في عقود عمل يوقعها اصحابها وهم بكامل وعيهم، وإدارة الأعمال الفنية أمر لا ينبغي ان يكون مستهجناً الا عندما يُفرض على الموقعين فرضاً، وهذا ما لم يحصل مطلقاً. ثانياً: اذا كان بريق "سوبر ستار" اليوم طاغياً بفضل نجاح البرنامج وحسن ادارته من فقيه نفسه، فلا يعني ذلك ان الذاكرة اللبنانية والعربية نسيت بريق "استوديو الفن" الطاغي الذي جعله سيمون أسمر نموذجاً في الاتقان. ووصول البرنامج الى ساحة مصر وتنفيذه هناك بروحيته الاساسية "اللبنانية" دليل الى مدى قوته وإقناعه الجمهور. ثالثاً: "ان "استوديو الفن" كفكرة برنامج من ابتكار سيمون أسمر، ومن تنفيذه، وإذا كان نجح فلأنه مُبتكر ومجدد. أما "سوبر ستار" فهو، فكرة وتنفيذاً، منقول عن برنامج غربي شهير، وإذا كان قد نجح فلأن القيمين عليه "صوّروه تصويراً" عن الأصل وبرعوا في ذلك. رابعاً: الهواة الذين اطلقهم "استوديو الفن" ليسوا أقل من هواة "سوبر ستار"، بل لعل بعضهم أهم وأكبر، لكن المشكلة في نوعية الأغاني التي انشدها اولئك الهواة بعد "تخرجهم"، وهي مشكلة سيعاني منها قطعاً برنامج "سوبر ستار". ويخطئ ناصر فقيه كثيراً حينما يبدأ رحلة نجاح برنامجه... بالهجوم على سيمون أسمر!