طالب رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان ووزير خارجيته بيل غراهام ايران بمحاكمة المسؤولين عن وفاة المصورة الصحافية زهرة كاظمي معتبرين ان السلطات مسؤولة عن مقتلها. وقال كريتيان للصحافيين: "في حال ارتكبت جريمة نطالب الحكومة الايرانية بمعاقبة المسؤولين ... من غير المقبول بتاتاً ان تعامل صحافية في مهمة في اطار عملها بهذه الطريقة". واعتبر غراهام من جهته انه "يمكن اعتبار ان وفاتها عائدة الى ممارسات ايرانية الا اذا ثبت عكس ذلك من جهتهم". وكان نائب الرئيس الايراني محمد علي ابطحي اقر للصحافيين أول من أمس ان وفاة كاظمي 54 عاماً ناجمة عن "نزيف دماغي نتج عن الضرب"، وفقاً للنتائج الاولى لتحقيق اجرته لجنة حكومية. وقال وزير الخارجية الكندي انه اتصل بنظيره الايراني كمال خرازي الذي قال له ان كاظمي "اصيبت بكسر في الجمجمة"، موضحاً "قال لي انهم تمكنوا من تحديد سبب الوفاة لكنهم لم يتمكنوا بحسب قوله، من تحديد على اي شخص تقع المسؤولية وعلى اي سلطة كانت الصحافية معها عندما تعرضت لكسر في الجمجمة". وأضاف: "علينا ان نمنح الحكومة الايرانية الوقت لانهاء التحقيق"، موضحاً ان السلطات الايرانية "تبدو عازمة جداً" على ملاحقة المسؤولين. وحذر الوزير الكندي نظيره الايراني من ان "العلاقات الجيدة" بين اوتاوا وطهران "رهن كثيراً بنتائج هذه القضية التي يجب ان تظهر ان الحكومة الايرانية تتصرف بحسن نية". ويتوقع مراقبون ان تتسبب وفاة كاظمي في تأجيج الازمة السياسية بين الاصلاحيين والمحافظين في ايران. ورأى هؤلاء ان هذه الازمة تقع في اسوأ الظروف بالنسبة الى الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي الذي يواجه احتجاجات طالبية حاشدة عبرت عن اضمحلال التأييد الشعبي الكاسح الذي أتى به الى السلطة لعجزه في مواجهة المحافظين خصوصاً في القضاء. واعتبر محلل سياسي طلب عدم ذكر اسمه ان وفاة كاظمي تذكر بعام 1999 عندما تم اغتيال الكثير من المنشقين الايرانيين ما اثار موجة من الاستياء في البلاد وفي الخارج. ونسبت عمليات الاغتيال تلك الى "عناصر غير منضبطة" تابعة لوزارة الاستخبارات التي يسيطر عليها المحافظون. وأضاف: "في حال تبين ان هذه المسألة لها علاقة بمجموعة في السلطة القضائية او بحراس الثورة، فهذا يعني اننا امام عملية قتل حساسة للغاية لكن هذه المرة مع تأثير في الساحة الدولية". وراى قاسم شوليه سادي استاذ الحقوق في جامعة طهران، ان وفاة كاظمي تشكل كارثة للجمهورية الاسلامية في المجال الاعلامي، واعتبر ان خاتمي حالياً امام امرين، إما ان يكون حازماً وإما ان يعترف بهزيمته امام المحافظين.