لوّح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف باستئناف «قوي» لتخصيب اليورانيوم واتخاذ «إجراءات صارمة» أخرى، إذا انسحبت الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست، معتبراً أن «لا جدوى» من محاولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل «استرضاء» الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وسيكون مصير الاتفاق النووي من المسائل الأساسية التي سيناقشها ترامب مع ماكرون الذي يبدأ اليوم زيارة دولة للولايات المتحدة، ومع مركل في واشنطن الجمعة، علماً أن الرئيس الأميركي أمهل فرنسا وبريطانيا وألمانيا حتى 12 أيار (مايو) المقبل لإصلاح «عيوب جسيمة» في الاتفاق، مهدداً بالانسحاب منه. ورأى ظريف أن على القادة الأوروبيين الضغط على ترامب للإبقاء على الاتفاق، إذا كانت الولاياتالمتحدة «تريد الحفاظ على صدقية المجتمع الدولي». وقال لصحافيين في نيويورك حيث يشارك في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة إن محاولة ماكرون ومركل «استرضاء الرئيس (ترامب) ستكون عديمة الجدوى»، مضيفاً: «الولاياتالمتحدة لم تفشل فحسب في تنفيذ ما عليها (في الاتفاق)، بل تطلب المزيد. هذه رسالة خطرة جداً للشعب الإيراني ولشعوب العالم أيضاً، مفادها أن عليك ألا تتوصل لاتفاق أبداً مع الولاياتالمتحدة، إذ أن المبدأ الرئيس للولايات المتحدة في نهاية المطاف هو: ما لديّ هو ملك لي وما لديك قابل للتفاوض». واعتبر أن «الولاياتالمتحدة في عهد إدارة ترامب فعلت كل شيء لمنع إيران من الاستفادة من الاتفاق»، محذراً من «إجراءات صارمة» تُناقَش في طهران. واستبعد التزام إيران الاتفاق مع الدول الأخرى الموقعة عليه، إذا انسحبت منه الولاياتالمتحدة، لافتاً إلى أن «لا سبيل لتنفيذ الاتفاق من طرف واحد»، وزاد: «سنتخذ القرار بناءً على مصالحنا الوطنية، عندما يحين الوقت. لكن أياً يكن هذا القرار لن يكون ساراً جداً بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة. لم يكن ينبغي لأميركا أن تخشى إطلاقاً أن تنتج إيران قنبلة نووية، لكننا سنواصل بقوة التخصيب النووي. إذا كان (الأميركيون) يريدون أن يخافوا من أي شيء، فهذا أمر يخصّهم». وأعلن ظريف أن طهران مستعدة، «من منظور إنساني»، لإجراء مفاوضات لمبادلة سجناء مع الولاياتالمتحدة، مستدركاً أن الأمر «يتطلّب تغييراً في موقف» إدارة ترامب. وقال لشبكة «سي بي أس» الأميركية: «أنت لا تدخُل في مفاوضات من خلال إظهار عدم احترام لدولة ولشعبها وحكومتها، عبر إطلاق مزاعم علنية، بينها وهم متعلّق بتغيير النظام». ولفت إلى «عدد كبير» من السجناء الإيرانيين المحتجزين في الولاياتالمتحدة، أو في مكان آخر بناءً على طلب من واشنطن «بينهم امرأة اضطرت للولادة داخل سجن أسترالي بسبب طلب تسليم أميركي». وتحتجز طهران 5 إيرانيين، يحملون الجنسية الأميركية أو إقامة دائمة في الولاياتالمتحدة. سعيد مرتضوي على صعيد آخر، أوقفت الشرطة الإيرانية المدعي العام السابق سعيد مرتضوي الذي يواجه حكماً بسجنه سنتين، بعد إدانته بالتواطؤ في ما يتعلق بوفاة 3 شبان في سجن كهريزك جنوبطهران، احتُجزوا خلال الاحتجاجات التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد عام 2009. وأفاد موقع «ميزان أونلاين» التابع للقضاء بتوقيف مرتضوي في فيلا في محافظة مازندران شمال إيران، ونقله إلى سجن إيفين في طهران لتنفيذ عقوبته. وكان سجن مرتضوي مقرراً قبل 45 يوماً، لكنه اختفى بدل أن يسلّم نفسه للسلطات. ودفع ذلك ناشطون إلى طبع صوره ولصقها في الشوارع، بوصفه مطلوباً للعدالة. ونُعِت مرتضوي ب «جزار الصحافة» نتيجة دوره في إغلاق نحو 120 صحيفة إصلاحية وسجن إعلاميين وناشطين سياسيين، عندما كان رئيساً لمحكمة ثورية في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي. كما حمّلته أوتاوا مسؤولية وفاة المصورة الصحافية الإيرانية الكندية زهرة كاظمي في سجن إيفين عام 2003، مؤكدة تعرّضها لتعذيب. ووجدت لجنة حكومية إيرانية حقّقت في وفاتها، أنها ماتت من كسر في الجمجمة ونزيف في الدماغ، بعد ضربة على رأسها. على صعيد آخر شدد إسحق جهانكيري، نائب الرئيس الإيراني حسن روحاني، على أن بلاده «ستصمد حتى الرمق الأخير ولن تسمح بالمسّ بنظامنا»، مؤكداً «الوقوف إلى جانب» المرشد علي خامنئي و«خلفه». وتطرّق إلى تحذير نجاد من «إعصار» يهدد إيران، متسائلاً: «هل تريدون أن تثوروا؟ هل تريدون أن تثيروا الإعصار؟ هل تهددون النظام بهذه التصريحات؟ من الأفضل أن تعيدوا حساباتكم وتلزموا حدودكم».