أعلنت السعودية امس منح ائتلاف يضم شركتي "رويال داتش/شل" العالمية و"توتال فينا الف" الفرنسية حق استكشاف الغاز وانتاجه في مناطق واسعة من الربع الخالي. وقالت انها ستطرح خلال جدول زمني محدد مناطق أخرى واعدة على شركات نفطية عالمية على أسس تنافسية واضحة بما يحقق مصالح السعودية في استكشاف وانتاج وتصنيع الغاز الطبيعي. أعلن وزير النفط السعودي علي النعيمي أمس انه تم منح ائتلاف مكون من شركتي "رويال داتش/شل" و"توتال فينا الف" حق استكشاف الغاز وانتاجه في مناطق واسعة من الربع الخالي تصل مساحتها الى نحو 200 الف كيلومتر مربع، عقب اجتماع ظهر امس في الرياض مع نائب رئيس مجلس ادارة شركة "شل" العالمية ميرون فندر فير بحضور ممثلي شركة "توتال". وقال النعيمي: "هذا المشروع يعد خطوة مهمة وانطلاقة قوية في مجال الاستثمارات العالمية في عمليات استكشاف وانتاج الغاز في المملكة. ويعد ضمن منظومة من المشاريع الاخرى التي ستنفذ من خلال شركات البترول العالمية". وأضاف: "ستقوم وزارة البترول والثروة المعدنية ومن خلال جدول زمني محدد بطرح مناطق أخرى واعدة على شركات بترولية عالمية على أسس تنافسية واضحة وبشفافية تامة تيسرها الانظمة التى توفر البيئة الاستثمارية المناسبة وبأفضل ما هو معمول به عالمياً وبما يحقق مصالح المملكة في استكشاف وانتاج وتصنيع الغاز الطبيعي". وزاد الوزير في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السعودية ان برنامج الوزارة سيبدأ بندوة تنظمها في لندن في 22 و23 تموز يوليو الجاري، لافتاً الى انه تمت دعوة عدد كبير من الشركات البترولية العالمية من دول مثل الولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان والهند وروسيا والصين وغيرها لحضور هذه الندوة. واوضح ان الدعوات تمت على أسس ومعايير واضحة من أهمها أن تكون لدى الشركة المدعوة خبرة جيدة في مجالات استكشاف وانتاج البترول والغاز الطبيعي وأن تكون ذات مركز مالي متين وتستطيع المنافسة عالمياً. وأضاف: "هذه الخطوات تأتي ... لدفع عجلة نمو وازدهار الاقتصاد السعودي بما يخدم الوطن والمواطنين من حيث جذب الاستثمارات الاجنبية وتوسعة قاعدة الاقتصاد السعودي واستغلال ثرواته الطبيعية بأفضل وجه ممكن". وكانت السعودية عرضت قبل نحو عامين على ثماني شركات عالمية الاستثمار في مشاريع محورية لتطوير حقول الغاز. وكانت "اكسون موبيل" تقود مشروع جنوب الغوار الذي تبلغ قيمته 15 بليون دولار ويضم "فيليبس" الاميركية و"بريتيش بتروليوم" البريطانية و"رويال داتش/شل"، كما تقود مشروع البحر الاحمر وهو المشروع الرئيسي الثاني الذي يكلف خمسة بلايين دولار ويضم "اوكسيدنتال" و"ماراثون". وتقود المشروع الرئيسي الثالث وهو مشروع الشيبة حقل الشيبة ومنطقة جنوب شرقي الربع الخالي "شل" ويكلف خمسة بلايين دولار أيضاً ويضم شركتي "توتال فينا الف" و"كونوكو". وأبلغت الحكومة السعودية الشهر الماضي "اكسون موبيل" اغلاق محادثات مشروع "جنوب الغوار" العملاق وهو اكبر مشروع للطاقة في المملكة يتم فتحه للقطاع الاجنبي خلال 30 عاماً. وكان القرار السعودي بقطع العلاقة مع الشركات عكس ضيق السعودية وتبرمها من ما اعتبرته تمييعاً للموقف وتضييعاً للوقت تمارسه الشركات، خصوصاً بعد مرور عامين على اتفاقات مبدئية وقعت في جدة في حزيران يونيو عام 2001 مع شركات النفط العالمية. وكانت الشركات الاجنبية تريد قبل ايقاف المفاوضات نسبة مئوية تقترب من 19 في المئة تحدد كعائد على الاستثمار، لكن السعودية لم تعرض اكثر من ثمانية في المئة. ورفضت الشركات الاجنبية ذلك وطالبت بحماية من اي تغييرات تشريعية في المستقبل وبتحكيم دول في حال وقوع خلاف وهذا ما ترفضه السعودية. وتمثل الاستثمارات في قطاع الغاز مجتمعة اكبر استثمارات اجنبية تشهدها السعودية، اذ انها تشمل قطاعات حيوية عدة كتحلية المياه وتوليد الكهرباء واستكشاف الغاز وانتاجه ونقله وتوزيعه، ما سيكون له تأثير جوهري في توفيرالخدمات الاساسية للمواطنين وتوفير المياه والكهرباء اضافة الى توفير فرص عمل جديدة للمواطنين وفتح قنوات جديدة لتشغيل الاموال المحلية وتشجيع الاستثمارات الاجنبية الجديدة على الدخول الى الدورة الاقتصادية المحلية في السعودية.