كشف نائب الرئيس الإيراني محمد علي أبطحي "ان نزيفاً دماغياً ناتجاً عن ضربة" على الرأس أدى الى وفاة الصحافية الكندية من أصل ايراني زهراء كاظمي. وقال بعد اجتماع حكومي لعرض النتائج الاولية التي توصل اليها فريق حكومي شكل للتحقيق في الوفاة "ان التحقيق جار لمعرفة ما اذا كان حادث الضرب حصل اثناء التحقيق أم قبله". معتبراً ان الوفاة "تخلق صورة سوداء عن ايران في العالم". وقال وزير الصحة مسعود بيزشكيان أيضاً ان الوفاة نتجت عن نزيف دماغي، الا انه رفض تحديد سبب النزيف. ورفض الطلب الذي تقدمت به كندا لفحص الجثة. وقال غاضبا: "لدينا المعرفة الكافية لفحص الجثة ومعرفة سبب وفاتها، ولن نسمح لاي فريق اجنبي بالتحقيق". كما صرح وزير الداخلية الايراني عبدالحفيظ موسوي لاري بأنه "بما ان كاظمي مواطنة ايرانية فليس للامر علاقة بكندا". ووعدت الحكومة الايرانية بمساءلة المسؤولين عن وفاة كاظمي 54 عاما وهي من سكان مونتريال الكندية قال اقاربها وأصدقاؤها ان الوفاة التي حدثت الجمعة الماضي جاءت نتيجة اصابة في الرأس فيما أكد مسؤولون ايرانيون في السابق انها اصيبت بجلطة. واحتجزت كاظمي الشهر الماضي لالتقاطها صورا لسجن ايفين الشهير في طهران حيث يحتجز عدد من المعارضين للنظام. ونقلت بعد ذلك الى المستشفى وأعلنت وفاتها الجمعة. وفي معلومات ل"الحياة" ان عراكاً وقع بين الصحافية ورجال الأمن أثناء اعتقالها عندما رفضت الامتثال للأوامر، فضربها أحد عناصر الأمن بهراوة على رأسها، مما أدى الى غيابها عن الوعي ودخولها في غيبوبة استمرت أكثر من عشرة أيام فارقت الحياة بعدها. وجاءت مواقف الوزراء بعد جلسة للحكومة بحثت في الحادث، بعدما أصر الرئيس محمد خاتمي على كشف ملابسات الوفاة وطلب من وزراء الاستخبارات والداخلية والعدل والصحة التحقيق في الأمر. وقال الناطق باسم الحكومة الايرانية عبدالله رمضان زادة: "فور تقديم لجنة التحقيق النتائج سنقدم للمحاكمة كل من انتهك القانون... اذا ثبت ان هناك انتهاكا". ودخل البرلمان على الخط عندما لوّح رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي محسن ميردامادي الى أن البرلمان سيتابع الأمر في حال لم تعط اللجنة الوزارية أجوبة مقنعة للرأي العام. ويتوقع ان تؤدي وفاة الصحافية الى توتير العلاقات السلسة نسبيا بين ايرانوكندا التي تمسكت بإعادة جثمان كاظمي الى وطنها الثاني. اذ طالب نائب رئيس الوزراء الكندي جون مانلي بإعادة الجثمان، وقال: "هذه مسألة خطرة ... اذا لم نستطع حل هذه المسألة فستعتبر تلك انتكاسة". الى ذلك، أ ف ب ذكرت صحيفة "ايران" أمس ان حسين فروخي مدير شهرية "سينما - مسرح" أول من أمس، لاتهامه بنشر صور لنساء لا يلتزمن الزي الاسلامي. وبذلك ارتفع الى 6 عدد الصحافيين الموقوفين منذ السبت الماضي. واوضحت "ايران" ان الصحافي اوقف في سجن ايفين شمال طهران ولم يستطع دفع كفالة حددت ب250 مليون ريال 30 الف دولار. وبتوقيف فروخي ارتفع الى 24 عدد الصحافيين المسجونين حاليا في ايران، اذ علق القضاء منذ عام 2000 صدور نحو 100 صحيفة اصلاحية في غالبيتها. واعربت منظمة "مراسلون بلا حدود" مقرها في باريس عن "قلقها البالغ" لاعتقال الصحافيين. وعبر امبنها العام روبير مينار في بيان عن "قلقه البالغ لان الاعتقالات الاخيرة ترفع عدد الصحافيين المسجونين في ايران ... انه سجل مؤسف في تاريخ هذا البلد".