ارتفع الدولار أمس الى أعلى مستويات يسجلها منذ أكثر من شهرين أمام اليورو والفرنك السويسري والجنية الاسترليني، مدعوماً بتصريحات الن غرينسبان رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي البنك المركزي الاميركي عن توقعاته لنمو الاقتصاد الاميركي في النصف الثاني من السنة الجارية والسنة المقبلة، وتأكيدات وزير الخزانة الاميركي جون سنو ان الولاياتالمتحدة تلتزم سياسة الدولار القوي. قال وزير الخزانة الاميركي أمس ان الولاياتالمتحدة تؤيد سياسة الدولار القوي، مؤكداً ان الاقتصاد الاميركي مهيأ لنمو اقوى مستقبلاً. وفي لقاء معه في مقر السفارة الاميركية في لندن، ضغط الصحافيون على سنو للقول بما اذا كان هناك اي تحول في سياسة الولاياتالمتحدة تجاه الدولار فنفى ذلك. وأضاف: "سياستنا هي اننا ننتهج سياسة الدولار القوي. نحن نؤمن بالدولار القوي". ويزور سنو لندن لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين الاقتصاديين البريطانيين قبل ان يتوجه الى المانيا اليوم. وزاد: "يبدو لي اننا في طريقنا نحو اداء افضل بكثير للاقتصاد الاميركي في الشهور المقبلة مع تراجع البطالة بمرور الوقت وان كانت قد ترتفع لشهر او اثنين". وتابع ان نمو الاقتصاد الاميركي سيتسارع الى اكثر من اربعة في المئة سنوياً سنة 2004 بعد اكتساب قوة دفع في النصف الثاني من السنة. وكان غرينسبان أكد في شهادته نصف السنوية أمام الكونغرس، التي بدأت أول من أمس وتستمر يومين، ان مجلس الاحتياط على استعداد لابقاء اسعار الفائدة الاميركية منخفضة فترة "لا بأس بها" من الوقت لتعزيز الاقتصاد وتفادي خطر هبوط حاد للاسعار. وأكد غرينسبان ان هناك مجالاً لان تخفض لجنة السوق المفتوحة الاتحادية، صانعة السياسة في مجلس الاحتياط، اسعار الفائدة دون مستواها التاريخي المنخفض حالياً والبالغ واحد في المئة اذا لم يحقق الاقتصاد انتعاشاً قوياً، علماً ان هذا اقل مستوى لاسعار الفائدة الاميركية منذ 45 عاماً. وكان مسؤولو مجلس الاحتياط ناقشوا في الآونة الاخيرة بعض السبل غير التقليدية التي يمكنهم اللجوء اليها لمكافحة الانكماش، مثل التدخل في سوق السندات لخفض اسعار الفائدة الطويلة الاجل، لكن تصريحات غرينسبان اوضحت ان الاداة التقليدية للبنك المركزي وهي خفض اسعار الفائدة القصيرة الاجل ستبقى خط دفاعه الاول من خطر الانكماش. وتوقعت تقديرات للنمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة صدرت عن مجلس الاحتياط ان ينمو الاقتصاد بنسبة تراوح بين 2.5 و2.75 في المئة خلال النصف الثاني من السنة الجارية مقابل ما بين واحد واثنين في المئة في النصف الاول. وقال رايان شي الاقتصادي البارز في "بنك وان": "الصورة التي رسمها غرينسبان اشارت الى انتعاش النمو الاميركي على عكس الحال في منطقة اليورو". دفعت عروض شراء من جانب صناديق استثمار اميركية الدولار الى الارتفاع، بعد صدور نتائج ايجابية لاعمال الشركات فضلاً عن بيانات انفاق المستهلكين التي دعمت الدولار والبيانات الاقليمية عن الصناعة التي حفزت شراء العملة الاميركية. وتراجع اليورو الى 1.116 دولار صباح أمس في الاسواق الاوروبية من 1.118 في اواخر التعامل في نيويورك أول من أمس، مواصلاً مكاسبه التي بلغت واحداً في المئة يوم الثلثاء، ليسجل أعلى مستوى له منذ 30 نيسان أبريل الماضي. وارتفع الدولار كذلك أمام الين بعد ان أثارت أحاديث عن بيع السلطات اليابانية للين موجة شراء للدولار. وبلغ سعر الدولار 118.43 ين مقابل 117.8 أول من أمس. لكن الاسترليني كان اوفر حظاً من العملات الرئيسية الاخرى، اذ دعمت بيانات العمالة البريطانية التي جاءت اقوى من المتوقع سعر الاسترليني لتبعده عن أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ ثلاثة شهور والذي سجله في بداية التعامل أمس وقبل اعلان بيانات العمالة. وسجل الاسترليني بعد ظهر أمس 1.5881 دولار مقابل 1.591 دولار أول من أمس.