قالت الاذاعة العامة الاسرائيلية في نشرتها الاخبارية صباح امس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ابلغ نظيره البريطاني توني بلير خلال مأدبة العشاء والعمل التي اقامها بلير لشارون في مقره الرسمي في وسط لندن ليل الاثنين ان اسرائيل لن توقف بناء "الجدار الفاصل". ونقلت عن شارون انه وصف الجدار بانه "ليس حدوداً سياسية او عسكرية وانما هو حاجز لمنع تسلل الارهابيين". وتابعت الاذاعة تقول ان شارون كرر رأيه القائل بأن اي اتصال مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "يضعف حكومة محمود عباس ابو مازن وفرص تحقيق تقدم في عملية السلام". ونسبت الى مسؤول بريطاني رفيع المستوى ان بريطانيا رفضت طلب اسرائيل قطع روابطها مع عرفات. وكان ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني صرح ليل الاثنين -الثلثاء بان بلير وشارون اكدا خلال لقائهما مساء الاثنين دعمهما ل"خريطة الطريق" وعزمهما على العمل معاً لدفعها قدماً. وقال الناطق ان شارون وبلير عقدا "لقاءً ودياً حاراً وبناء استغرق ساعتين ونصف ساعة". واضاف الناطق البريطاني ان "عملية السلام في الشرق الاوسط شكلت محور المحادثات والجانبان اكدا مجدداً دعمهما لانجاح خريطة الطريق وتعهدا مواصلة العمل معاً بشكل وثيق لدفعها قدماً". وتجمع عدد من المؤيدين للفلسطينيين امام مقر رئيس الوزراء البريطاني عند وصول شارون الذي يزور لندن للحصول على دعمها من اجل تليين المواقف الاوروبية حيال اسرائيل وفي ما يتعلق بالرئيس الفلسطيني عرفات. وكان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو اكد في ختام لقاء مع شارون الاثنين ان بريطانيا ستبقي على اتصالاتها مع عرفات "بصفته رئيس السلطة الفلسطينية" طالما رأت ان ذلك "مفيد". وتمارس اسرائيل ضغوطاً على الاتحاد الاوروبي ليحذو حذو الولاياتالمتحدة في قرارها عدم التعامل مع عرفات. وقررت الحكومة الاسرائيلية في ايار مايو ان اي مسؤول اجنبي يزور رئيس السلطة الفلسطينية سيحرم من اللقاءات مع المسؤولين الاسرائيليين. الا ان مسؤولا في الوفد الاسرائيلي اكد ان المحادثات بين شارون والمسؤولين البريطانيين "جيدة جداً" على رغم هذا الخلاف. وقال ان "الجانبين بذلا جهداً ليتركا الماضي وراءهما ويفتحا صفحة جديدة". والى جانب "خريطة الطريق"، بحث الجانبان في مسألتي الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية والافراج عن المعتقلين الفلسطينيين كذلك "الجدار الامني" الذي تقوم اسرائيل بانشائه حول الضفة الغربية. وقال عضو في الوفد الاسرائيلي ان الحكومة الاسرائيلية "لن تقدم اي تنازل" في هذا الشأن على رغم المخاوف التي يثيرها الجدار بالنسبة الى مصير حول عملية السلام. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته ان "اسرائيل قالت دائماً انها مستعدة لتقديم تنازلات مؤلمة من اجل السلام لكن ليس على حساب امن مواطنيها وهذا الجدار مرتبط بأمن اسرائيل". واضاف: "اذا تحسن الوضع ولم يعد الجدار ضرورياً يمكننا في المستقبل ان نفتح بعض المواقع فيه ونسمح بحرية الحركة". وقالت صحيفة "ذي دايلي تلغراف" البريطانية امس ان مبعوث بلير الخاص الى الشرق الاوسط اليهودي البريطاني اللورد ليفي لم يحضر مأدبة العشاء التي اقامها بلير لشارون لان ليفي وشارون لا يتحدث احدهما مع الآخر. واوضحت ان العشاء ضم الى بلير وشارون مستشار الاول للشؤون الخارجية ديفيد ماننغ ومدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي دوف فايسغلاس. واكدت صحيفة "ذي غارديان" اللندنية ان بلير رفض طلب نظيره الاسرائيلي بشأن العلاقة مع عرفات وابلغه ان بريطانيا ستواصل التعامل مع الرئيس المنتخب للسلطة الفلسطينية. والتقى شارون امس مسؤولي الطائفة اليهودية في بريطانيا قبل توجهه اليوم الاربعاء الى النروج.