أرجأت محكمة في الدار البيضاء امس محاكمة متهمين بالانتماء الى "السلفية الجهادية" على خلفية هجمات الدار البيضاء، وفي مقدمهم الشيخ أحمد رفيقي المدعو "أبو حذيفة" الذي يعتبر من "المغاربة الأفغان"، اضافة الى عمر العلام ومحمد المجاوي وعمر باختي وعبدالرحيم بن عيسى ومصطفى أمرين. وتوقعت المصادر ان تكشف المحاكمة، عندما تستأنف الأربعاء المقبل، عن جوانب من ارتباط المتهمين بتنظيمات افغانية، إلا ان الاتهامات الموجهة اليهم لا ترتبط مباشرة بهجمات الدار البيضاء، وانما تشمل تشكيل عصابات وتزوير جوازات سفر و"محاولات زعزعة عقيدة الناس". وكان لافتاً ان "أبي حفص"، نجل المتهم الرئيسي احمد رفيقي، سيحاكم في ملفات مختلفة ترتبط بهجمات الدار البيضاء والعلاقة مع الفرنسي روبير ريشار وآخرين على علاقة بالهجمات التي وقعت في 16 ايار مايو الماضي. وكان اسم أحمد رفيقي ورد في التحقيقات التي طاولت أفراد خلية "القاعدة" الذين دانهم القضاء المغربي قبل هجمات الدار البيضاء. ويعتقد بأنه كان وسيطاً في زواج أفراد من الخلية بنساء مغربيات، وانه خلال اقامته في افغانستان في نهاية التسعينات ارتبط بعلاقات مع قياديين في "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن. وتردد وقتذاك انه كان وراء اقتراح تولي المغربي عبدالله تبارك المعتقل حالياً في غوانتانامو حراسة بن لادن كما ورد اسمه رفيقي في التحقيقات التي شملت خلية يوسف فكري التي قضت المحكمة على عشرة من أفرادها بالاعدام نهاية الاسبوع الماضي. ومما جاء في التحقيقات ان المتهم خالد سماك الذي حكم عليه بالسجن عشر سنوات وسبق له ان تلقى تدريباً على السلاح في افغانستان، تعرف على المتهم أحمد رفيقي أبو حذيفة هناك الى جانب عبدالله ولدفنيشة والشيخ المغراوي. لكن المتهم خالد سماك لم يعد الى المغرب اثر سماعه نبأ اعتقال المتهم صالح زارلي الذي دين بالإعدام في خلية يوسف فكري. وكشفت التحقيقات ان الزواج من مغربيات كان "وسيلة لاخفاء اهداف المنتسبين الى السلفية الجهادية" من غير المغاربة. ومن جهته أفاد المتهم عمر معروف الذي حكم عليه بالاعدام، انه اجتمع مع أحمد رفيقي بعد عودته الى المغرب من الدنمارك وان النقاش ركز على تطورات القضية الفلسطينية. وكان أحمد رفيقي 62 سنة توجه الى الخليج برفقة المغربي عبدالله تبارك المعروف ب"أبو عصام" ومنها توجها الى باكستان عن طريق منتسبين الى جماعة "الدعوة والتبليغ"، ثم الى افغانستان في سياق مساندة "المجاهدين". لكنه اعتقل قبل هجمات الدار البيضاء، ما يحمل على الاعتقاد بامكان اخفائه معلومات حول الاعداد لتلك الهجمات واحتمال ارتباط منتسبين الى "السلفية الجهادية" مع "القاعدة"، وان كانت التحقيقات السابقة مع أفراد خلية "القاعدة" ركزت على تسهيل الزواج من مغربيات. لكن اعتقاله تم بعد أيام من اعتقال ابنه "أبي حفص" الذي ينظر اليه بوصفه واحداً من الناشطين البارزين في التنظيم. وكان الاعتقاد السائد ان ملفه والمتابعين معه سيضم الى ملف خلية يوسف فكري، لكن ذلك لم يحدث لاعتبارات اجرائية.