أكدت مصادر مغربية قريبة من التحقيقات في ملف ناشطي حركتي "التكفير والهجرة" و"الصراط المستقيم" المحظورتين ان المعتقلين من الحركتين في سجن الدار البيضاء اعترفوا بقتل ثمانية اشخاص، بينهم دركي عثر على جثته اخيرا في بئر مهجورة، وتنفيذ 115 اعتداء و116 حادثة نهب وسرقة شملت سيارات وممتلكات تحت التهديد بالسلاح الابيض. ويحقق القضاء المغربي مع تسعة من ناشطي الحركتين بتهم "القتل واستخدام السلاح الابيض". وعزا المصدر التأخر في كشف اعمال القتل والسرقة التي وقعت في الاشهر الماضية، الى عدم تلقي السلطات شكاوى من ذوي الضحايا . ووصف اسلوب الجماعتين بأنه "مشين وفظيع"، مشيرا الى "تمثيل بالجثث". واوضح ان الجماعتين الاصوليتين اندمجتا عبر اربع خلايا تتقاسم مهمات "القتل في حال ادانة الضحية بالكفر والجلد في حال ثبوت زنا او أفعال غير اخلاقية". وقال المصدر ان الجماعتين "تتبنىان العنف وسيلة لنشر تعاليم الاسلام"، لكن ملف المعتقلين دخل في مرحلة جديدة بعد تهديد "امير" جماعة "التكفير والهجرة" المعتقل يوسف فكري بتحويل البلاد برك دم في حال ادانة المعتقلين. ونقل عنه ان ناشطين آخرين في جماعته "سينتقمون لاسره". في غضون ذلك، أعلن ان السلطات تواصل حملة تمشيط للبحث عن مخابئ محتملة للناشطين الاصوليين بحثا عن المرشد الروحي ل "التكفير والهجرة" بن دواوود ضمير. وكانت التحقيقات بدأت مع مئات الاعضاء في حركة "السلفية الجهادية"، وهي تنظيم محظور ينشط في مدينتي فاسوالدار البيضاء، وذلك بعد تفكيك خلية تابعة لتنظيم "القاعدة" في المغرب تضم ثلاثة سعوديين وسبعة مغاربة. وقالت مصادر قضائية أن خيوط القضية تعود الى اول اتصال هاتفي اجراه المتهم زهير هلال الثبيتي، عقب وصوله الى المغرب، مع احمد الرفيقي الملقب "ابو حذيفة" من "السلفية الجهادية" عملا بنصيحة امده بها في افغانستان المغربي عبد الله تبارك الذي يعتقد بانه رئيس الحرس الشخصي لاسامة بن لادن. واشار المصدر الى تعدد لقاءات الطرفين في مقر سكن الرفيقي في فاس، لكن علاقة الطرفين تعززت بعد وساطة "ابو حذيفة" في الزواج الاول للثبيتي من المغربية رجاء بنموجان التي قتلت في القصف الاميركي لافغانستان. وازدادت متاعب "ابو حذيفة" مع السلطات المغربية بسبب خلافات نجله المدعو "ابو حفص" مع وزارة الشؤون الدينية في شأن طبيعة الخطب التي كان يلقيها في مسجد فاس. وحكم على "ابو حفص" بالسجن ستة اشهر قبل ان يصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس عفوا عنه لمناسبة عيد الجلوس.