سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش يعلن ثقته ب "سي آي اي" رغم الكذب في قضية اليورانيوم النيجري لصدام ."مجلس الحكم" العراقي يجتمع برضا الامم المتحدة والقوات الاميركية تنسحب تدريجاً في الفلوجة
يعقد "المجلس الحاكم الموقت" في العراق أول اجتماعاته اليوم في بغداد، بحضور الحاكم الأميركي بول بريمر والمبعوث الدولي سيلفيو فيرادي ميلو الذي التقى أمس ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وينوي القيام بجولة على الدول العربية المجاورة للعراق لشرح موقف المنظمة الدولية من "المجلس"، وكسب تأييدها له. ولم يستبعد مسؤول فرنسي كبير ان ترسل باريس بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف جندي الى العراق، شرط أن يكون ذلك في اطار الأممالمتحدة. وفيما استمرت هجمات المقاومة العراقية على القوات الأميركية وقتل جندي وأصيب آخر أمس، أعلنت هذه القوات انها تعيد النظر في تكتيكاتها، وأكدت أنها خفضت عديد جنودها في الفلوجة لكنها لن تنسحب منها. في غضون ذلك أكد الرئيس جورج بوش ثقته بمدير الاستخبارات المركزية سي آي اي جورج تينيت الذي اعترف بمسؤوليته عن "الخطأ" الذي ارتكبه بوش في خطاب حال الاتحاد، حين أعلن ان العراق استورد يورانيوم من افريقيا وتبين في ما بعد أن الوثائق التي اعتمدت لإعداد هذه المعلومات كانت مزورة. وسيعلن اليوم رسمياً في بغداد انشاء "مجلس الحكم الانتقالي"، اول سلطة تنفيذية عراقية منذ سقوط نظام صدام حسين في 9 نيسان ابريل، برعاية "التحالف" الاميركي البريطاني وبرضا الاممالمتحدة. وافاد مصدر في الاممالمتحدة ان المجلس المكون من 25 عضواً سيعقد في مقر وزارة التصنيع العسكري السابقة التي سيتخذها المجلس مقراً له وتقع قرب القصر الجمهوري السابق حيث المقر العام لبريمر. وقال المصدر ان "اعضاء مجلس الحكم الانتقالي سيجتمعون الاحد الساعة التاسعة" الا اذا حصل طارىء في اخر لحظة. واضاف ان المجلس سيدعو بعد ساعة من انعقاده بريمر ومساعده البريطاني جون سورز والمبعوث الخاص للامم المتحدة الى العراق سيرجيو فييرا دي ميلو "سيبلغهم تشكيل المجلس. وسيلقي كل من الممثلين الثلاثة كلمة". وذكر دي ميلو ان بريمر الذي كان يسعى في البداية الى تشكيل "مجلس سياسي" يقتصر دوره على تقديم النصح له في حكمه للعراق، اضطر الى التنازل عن موقفه بسبب احتجاجات السياسيين العراقيين العنيفة. وحاول بريمر ان يعطي الانطباع بأن العراقيين هم الذين يختارون انفسهم. ووافق على السيناريو القائل ان مجلس الحكم العراقي "سيدعو" مسؤولي التحالف "لابلاغهم" بتشكيلته. وسيضم المجلس 25 شخصاً على الأقل: 13 من الشيعة وخمسة اكراد وخمسة من السنة وتركمانيا واحداً ومسيحياً واحداً، في تشكيلة يراد منها ان تعكس تكوين الشعب العراقي. وحاول التحالف عبر جمع كل معارضي الرئيس العراقي السابق صدام حسين في تشكيلة واحدة عزل الذين لا يزالون مؤيدين له والذين يعتبرهم مسؤولين عن معظم الهجمات التي تستهدف قواته في العراق. ويفترض ان تتكون غالبية الاعضاء من عراقيي الداخل، الى جانب وجود ثلاث نساء. في أبوجا أعرب بوش عن ثقته بتينيت واعتبر الجدل في زعم اميركي كاذب بأن العراق حاول شراء اليورانيوم من دولة افريقية انتهى. وكان تينيت الذي عينه الرئيس السابق بيل كلينتون اعترف الجمعة بمسؤوليته عن ادعاء بوش حول الطموحات النووية للعراق، ما اثار اسئلة محرجة للطريقة التي طرح بها قضية شن الحرب على العراق. وقال بوش خلال زيارة لنيجيريا "اثق في جورج تينيت. اثق في الرجال والنساء الذين يعملون في الاستخبارات المركزية… واتطلع الى العمل معهم فيما نكسب هذه الحرب على الارهاب". ورد بالايجاب لدى سؤاله اذا كان يعتبر باب الجدل في القضية قد أُغلق. واستقبل الأمير عبدالله امس في مدينة الطائف ديميللو الذي يزور السعودية في إطار جولة على عدد من دول المنطقة لبحث المستقبل السياسي للعراق. وفيما تحفظت مصادر الاممالمتحده في الرياض عن موضوع الزيارة او طبيعة المحادثات التي أجراها ديميللو في الطائف، اوردت وكالة الانباء السعودية نبأ مختصراً حول اللقاء، وافادت ان الممثل الخاص للامم المتحدة نقل الى ولي العهد تحيات وتقدير الامين العام للامم المتحده كوفي أنان. وحضر الاستقبال الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير بندر بن سلمان بن محمد آل سعود المستشار في ديوان ولي العهد ووزير المياه والكهرباء غازي القصيبي. الى ذلك صرح رئيس لجنة الدفاع في الجمعية الوطنية الفرنسية البرلمان غي تيسييه امس ان "من الممكن جداً ارسال بين ثلاثة وخمسة آلاف جندي فرنسي" الى العراق، موضحاً ان باريس رفضت المشاركة في الحرب لكنها لم تستبعد يوماً ارسال قوات لحفظ السلام، شرط ان يتم ذلك "في اطار الاممالمتحدة". وفي حديث الى صحيفة "لوباريزيان/ اوجوردوي" قال تيسييه العضو في الاتحاد من اجل غالبية شعبية حزب الرئيس جاك شيراك: "اذا كانت فرنسا ترفض باستمرار الدخول في نزاع خارج اطار الشرعية الدولية فإنها لم تستبعد فكرة الذهاب الى العراق للمساعدة في احلال السلام". وأكد ان "الشرط الوحيد هو التحرك في اطار الاممالمتحدة". وقال: "يجب ارسال جنود من سلاح المشاة"، مؤكداً ان "المشكلة هي اننا نشارك في اماكن كثيرة لاحلال السلام: البلقان وافغانستان وساحل العاج والكونغو". واضاف: "لكن من الممكن جداً إرسال بين ثلاثة وخمسة الاف رجل الى العراق".