يعتزم الاتحاد السعودي لكرة القدم تنفيذ برنامج تأهيلي لصقل قدرات ومستوى الحكام المحليين في ضوء التخبط الذي وقع فيه كثر منهم في عدد من المباريات المهمة خلال الموسم المنصرم. وفي ضوء ذلك، سيخضع نحو 50 حكماً لدورات تطويرية تحت إشراف اختصاصيين بدءاً من الشهر المقبل في براغ. ويأمل مسؤولو الاتحاد أن يسهم ذلك في الحد من الأخطاء، التي بلغت ذروتها في المباراتين النهائيتين خلال الموسمين الأخيرين، ما استدعى إصدار عقوبة شطب الحكم الدولي ظافر أبو زنده وإيقاف زميله معجب الدوسري، ما اعتبر إقراراً من اتحاد الكرة بفشل حكامه في قيادة النهائيتين. ويطمح مسؤولو لجنة الحكام أن تساعد المراكز المتخصصة في براغ في تحسين قدرة أصحاب "الصافرة" على اتخاذ القرارات الصحيحة في المباريات بدءاً من منافسات الموسم المقبل، لا سيما أن كثراً من الساخطين على الحكام المحليين رفعوا الصوت مطالبين باستدعاء حكام أجانب لقيادة المباريات المهمة استناداً إلى الأخطاء المرتكبة، والتي باتت لازمةالنهائيات. وكان الحكم أبو زنده ألغى هدفاً صحيحاً للاتحاد في نهائي العام الماضي ما تسبب في خروجه خاسراً أمام الهلال 1-2. وأثار القرار أزمة انتهت بإيقاف أبو زنده ستة أشهر. وبلغت المطالبة ذروتها عقب نهائي بطولة الموسم الأخير حيث فشل الدوسري في إدارة لقاء الاتحاد وجاره الأهلي الذي انتهى في مصلحة الأول 3-2، وارتكب هفوات اعتبرها أنصار "القلعة" السبب المباشر لخسارة فريقهم. ويتزعم مسؤولو الأندية التيار المنادي بضرورة إناطة قيادة المباريات النهائية بالحكام الأجانب من خلال تصريحاتهم الصحافية وندواتهم الإعلامية والتي كثرت عقب انتهاء الموسم، وذلك "لرفع الضرر عن الفرق". في المقابل، يقود مسؤولو اتحاد الكرة الاتجاه المنادي بتجديد الثقة في الحكام المحليين ورفض الاستعانة بالأجانب استناداً إلى إنجازات مهمة حققها "رجال الصافرة" من خلال قيادتهم مباريات دولية عالية المستوى، إذ شارك فلاج الشنار في نهائيات كأس العالم 1986، وعبدالرحمن الزيد في مونديال 1998، فضلاً عن علي الطريفي الذي شارك كحكم مساعد في المونديال الأخير. ويرى أنصار الاستعانة بالحكم الأجنبي أن إسناد المهمة مثلاً إلى الإماراتي علي بو جسيم أو الإيطالي بيير لويجي كولينا سيسهم في الحد من الهفوات التي تصدر عن الحكام المحليين بسبب تأثير الإعلام على جاهزيتهم النفسية قبل إدارة المباريات النهائية. ويعترف كثر في الشارع الرياضي بوجود حكام محليين جيدين أمثال الحمدان والزيد والمهنا والدوسري والمطلق، الذي حاز المركز الأول في استفتاء "الحياة" أول من أمس، بيد أنهم يستبعدون قدرتهم محلياً نظراً لتأثرهم بالأجواء المحيطة بالمباريات وحالة الشحن المعنوي في المناسبات الحاسمة ما يرجّح كفة الحكم الأجنبي. ظاهرة عالمية في المقابل، يؤكد المتعاطفون مع الحكام المحليين أن الأخطاء الفادحة التي ارتكبها حكام مونديال 2002، والتي أدت إلى إقصاء منتخبات قوية كالبرتغال وإيطاليا وإسبانيا يبرهن على أن الهفوات أصبحت ظاهرة عالمية لا تختص بحكم محلي أو أجنبي، واعتبروا أن اعتماد الاتحاد الدولي على القدرات البشرية المحدودة للحكم في إصدار قرارات صائبة طوال المباراة أمر غير منطقي يقود إلى استمرار ظاهرة الأخطاء وتواصل انتقادات المتضررين. ويرى البعض أن الظاهرة "العالمية" بلغت في المواسم الأخيرة مرحلة "المشكلة" ما يستدعي تناول حلولها على مستوى الاتحاد الدولي من خلال الاستعانة بالمعدات الالكترونية المتقدمة في الملاعب، والاعتراف بجدوى استخدام التكنولوجيا في تصويب أخطاء الحكام، لا سيما أن انتقال كرة القدم من نطاق الهواية إلى حسابات المال والتجارة بات يتطلب التخلي عن تقليدية السير ستانلي روس والاهتمام بمسايرة التطورالتقني في الحصول على النتائج الأكثر دقة، لمساعدة الحكام على اتخاذ قرارات صائبة أثناء المباريات.