يستريح لاعبو كرة القدم السعوديون نحو 45 يوماً، قبل أن يستأنفوا المران من جديد استعداداً للموسم المقبل. وبين أفراح ثلاثة أندية هي الاتفاق والهلال والاتحاد التي أحرزت ألقاب الموسم الحالي وأتراح الفرق الأخرى، بدأ النقاد يتحدثون عن الظواهر السلبية التي خلفها هذا الموسم، وكيفية القضاء عليها، أو الحد منها. وتبرز مشكلة التحكيم في مقدمة المسائل الخلافية بين مسؤولي الأندية، ولم يستطع الحكم معجب الدوسري الذي قاد نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين ترك ذكرى جيدة تغطي الأخطاء التي ارتكبها زملاؤه طوال الموسم، إذ وقع في المطب عينه ما جعل زميله الدولي المعتزل المصري جمال الغندور يقول إنها لا تصدر عن حكم دولي يكلف بقيادة مباراة نهائية. ويسأل الأهلاويون عن سبب تكليف الدوسري قيادة مباراتيهم أمام القادسية ثم الاتحاد في أقل من أسبوع. ورأى مسؤول أهلاوي فضّل عدم الكشف عن اسمه "هذه الواقعة تحصل للمرة الأولى، وحتى في المونديال لا نرى هذه البدعة، ولا نشاهدها إلا في ملاعبنا". ويتحدث الأهلاويون عن أن الحكم الرئيس للمباراة عبدالرحمن الزيد، أبدل عشية اللقاء. ويتهامس قريبون من لجنة الحكام الرئيسة أن الاتحاديين رفضوا الزيد وقبلوا بالدوسري، وهذا ما يؤكده رئيس اللجنة عمر الشقير إذ كشف أن أسماء الحكام عرضت على مسؤولي طرفي نهائي الموسم الماضي لإبداء ملاحظاتهم، وذلك في معرض دفاعه عن الحكم ظافر أبو زندة الذي أدار لقاء الهلال والاتحاد في النهائي السابق واتهمه الاتحاديون بأنه لم ينصفهم. وعلمت "الحياة" أن أسماء ثلاثة حكام عرضت على إدارتي الاتحاد والأهلي، وهم خليل جلال وعبدالرحمن الزيد ومعجب الدوسري. واستبعد الأول لأنه قاد نهائي كأس ولي العهد الذي فاز فيه الهلال على الأهلي 1-صفر، واعترض الاتحاد على الزيد، كما رفض الطرفان حكماً رابعاً هو عبدالرحمن العمري، فلم يبق في الميدان إلا الدوسري. ويذهب الأهلاويون إلى أن "الحكم العتيد" أخطأ في حق فريقهم حين تغافل عن طرد باسم اليامي الذي "اعترض" الكرة بيده قبل وصولها إلى طلال المشعل، وعندما عرقل المشعل أيضاً وهو في مواجهة المرمى، وحين تصدى للمغربي بو شعيب المباركي. ووافقهم الرأي جمال الغندور في برنامجه "صافرة الحكم" على القناة الرياضية لشبكة راديو وتلفزيون العرب. وكان التحكيم السعودي شهد أخطاء واضحة عدة، ولم يكد يمر أسبوع من عمر الدوري من دون أن يتحدث الجميع عن مطباته. وطالب رئيس النصر الأمير عبدالرحمن بن سعود بالاستعانة بالحكام الأجانب، لا سيما في المباريات الكبيرة، وقال: "نحن لا نختلف عن بقية الدول العربية وفي مقدمها مصر وقطر، التي تستعين بطواقم أجنبية". وحاولت لجنة الحكام إيجاد مخارج وتوضيح بعض الحقائق التي لا يراها الجمهور أو تلك التي يتحدث عنها مسؤولو الأندية، فاستحدثت برنامجاً خاصاً في القناة الرياضية المحلية تعرض من خلاله الحالات كلها التي هي موضع شك على نائب رئيس اللجنة عبدالله النصر والحكم الدولي الزيد. وعلى رغم هذه الجهود لم يستطع البرنامج تخفيف حدة الهجوم الإعلامي على حملة الصافرة والراية. ويخشى أحد الحكام من أن يأتي اليوم الذي لن يتوافر فيه حكم محلي ليقود المباريات "بسبب الهجمات الشرسة التي تطاول هذا الجهاز. بل إن البعض تمادى في النيل من بعض الحكام بصفة شخصية متجاوزاً معايير النقد الفني إلى ألفاظ تمس شخصية الحكم وشكله". ويؤكد الزيد أن الثقة التي يحصل عليها الحكم السعودي من مسؤولي الرئاسة العامة لرعاية الشباب تجعلهم يتغاضون عما يسمعونه من كلام يصل إلى حد التجريح "بفضل دعم الرئيس العام الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل رئيس لجنة تطوير الحكام، تحصّنا بمناعة من التطاولات التي لا تمت إلى الرياضة بصلة". وأضاف "شخصياً لم أعد أعبأ كثيراً بالهجوم الذي أتعرض له على رغم شراسته، فأنا بلغت أعلى الدرجات الرياضية ومن يهاجمني لا يزال في مكانه". وعن الاستعانة بحكام أجانب رد الزيد "تكفينا ثقة الأمير سلطان بن فهد الذي أكد أنها لن تتزعزع بالحكم السعودي". والخلاصة أن الحكام بشر يخطئون، وقد أسهمت بعض قراراتهم في تغيير النتائج، لكن المؤكد أنها لم تكن متعمدة، وهذا هو الأهم، وتعود إلى تقدير الحكم وموقفه أثناء ارتكاب الأخطاء... وللحديث صلة عن قضايا الموسم الأخرى.