رفضت موسكو عرضاً تقدم به الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف لاجراء مفاوضات من دون شروط مسبقة وضمّنه استعداداً لتقديم "تنازلات محددة في اطار الاعتراف بمصالح روسيا القومية" في القوقاز. وجاء العرض الشيشاني خلال لقاء اجراه ممثل مسخادوف سلام بيك موغايف مع مفوض البرلمان الاوروبي لشؤون الشيشان اندريس غروس في العاصمة الروسية، وأكد موغايف في ختامه ان الطرفين بحثا تطورات الاوضاع في الشيشان والعمليات الانتحارية الاخيرة التي جرت في موسكو، وأعرب عن "ادانة القيادة الشيشانية الحازمة" لكل اشكال الارهاب. وقال ان مسخادوف لا يتحمل المسؤولية عن نشاط القادة الميدانيين وبينهم شامل باسايف المتهم الرئيس بالوقوف وراء التفجيرات الانتحارية. وأعلن موغايف في حديث الى وكالة "انترفاكس" استعداد مسخادوف للانخراط في مفاوضات من دون شروط مسبقة مع اي طرف يحدده الكرملين بما في ذلك الادارة الشيشانية المعينة روسياً. ويعد ذلك تراجعاً عن مواقف سابقة لمسخادوف الذي كان اصر على التحاور مع ممثل مباشر عن الرئيس فلاديمير بوتين. وتحدث موغايف للمرة الاولى كذلك عن "احترام القيادة الشيشانية المقاومة لمصالح روسيا واعترافها بمتطلبات امنها القومي". وأعرب عن الاستعداد لتقديم "تنازلات محددة"، خلال المفاوضات التي قال انها ستجرى عاجلاً او آجلاً كونها السبيل الوحيد لانهاء الصراع. من جهتها، سارعت موسكو الى رفض العرض جملة وتفصيلاً. وذكر الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان روسيا لن تلتفت الى اي مقترحات من جانب مسخادوف، ووصفه بأنه غدا "جزءاً من الماضي" وان زمن المفاوضات معه ولى. وشدد ياسترجيمبسكي على ان مصالح روسيا القومية تتركز في ان تبقى الشيشان جزءاً لا يتجزأ من الاتحاد الفيديرالي، مشيراً الى ان "الشعب الشيشاني وافق بغالبية كبيرة على ذلك من خلال التصويت على الدستور"، والى ان ثمة واقعاً جديداً في الجمهورية الشيشانية يرفض الانفصاليون الاعتراف به. الى ذلك، واصلت الاجهزة الامنية الروسية التحقيق مع الانتحارية التي اعتقلت قبل تنفيذ عملية تفجير أول من أمس. وتحدث وزير الداخلية بوريس غريزموف عن "معلومات محددة" حصلت عليها الاجهزة الخاصة حول وجود شبكة ارهابية تحضر لعمليات كبرى في المدن الروسية. وقال ان قيادة موحدة تدير نشاط الشبكة التي تقوم باعداد انتحاريات يتم اختيارهن من بين الارامل في الشيشان. لكنه رفض الافصاح عن اسماء اعضاء القيادة، مشيراً الى ان المعلومات المتوافرة قيد التدقيق حالياً. وتواصلت في موسكو امس ردود الفعل على العمليات الانتحارية التي استهدفت العاصمة الروسية اخيراً، ودعا نائب رئيس البرلمان فلاديمير جيرينوفسكي الى الافادة مما سماه "الخبرة الاسرائيلية الغنية" في مكافحة الارهابيين. وقال ان التجربة الاسرائيلية في معاقبة اهالي الانتحاريين اثبتت جدواها، وطالب بتطبيق النموذج الاسرائيلي عبر فرض عقوبات صارمة ضد اقارب الارهابيين، مشيراً الى انهم الانتحاريون "يجب ان يفكروا ألف مرة في عواقب عملياتهم وان يدركوا انهم وأفراد عائلاتهم لن ينجوا من العقاب حتى بعد موتهم".