علمت "الحياة" ان الكرملين قد يوافق على خطة ل"تقسيم" مفاوضات التسوية في الشيشان الى مرحلتين يشارك في الأولى الرئيس اصلان مسخادوف ويستبعد عن المرحلة الثانية وقد يعرض عليه "منفى اختياري" في دولة اجنبية. وأبلغ مصدر شيشاني في موسكو "الحياة" ان اقتراحاً في هذا الشأن عرض على الديوان الرئاسي، ويرى واضعوه ان الاصرار على رفض التفاوض مع مسخادوف يؤدي الى استمرار "حرب الانصار" سنوات عدة، اذ ان كل الشخصيات البديلة التي يمكن ان تقترحها موسكو لا تشارك في القتال وبالتالي لا تملك ان تتخذ قرار وقف العمليات. وزاد المصدر ان "استسلام" مسخادوف بالطريقة التي تتحدث عنها موسكو أمر مستحيل ولذا ينبغي ان يتم "اخراجه" في صورة مشرفة. وكان الرئيس الشيشاني اشار مراراً الى استعداده للتفاوض، وقال ان اتصالات تجرى لترتيب لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. إلا ان مساعد رئيس الدولة سيرغي ياسترجيمبسكي قال امس ان الاتصالات التي جرت مع مسخادوف عبر عدد من قادة جمهوريات القوقاز توقفت قبل أكثر من شهر. واضاف ان آفاق التفاوض مع الرئيس الشيشاني "محاطة بالضباب ولن ينقشع الا في حال الاستسلام الكامل". وعلى رغم ان وزير الدفاع ايغور سيرغييف شدد امس الخميس على ان العسكريين والسياسيين الروس "لن يفاوضوا الشيشانيين" فإنه اضاف لاحقاً ان التفاوض مع مسخادوف "مستحيل ... اذا لم ينفذ شروطنا". وهذه الصيغة تترك هامشاً للمناورة، خصوصاً ان الوزير حدد الشروط بثلاثة: الاعتراف بالدستور الروسي وتسليم الرهائن ووقف القتال، في حين انه "أهمل" شرطين تعجيزيين كانت تطرحهما موسكو وهما تسليم "الارهابيين" وطرد "المرتزقة" الاجانب. إذ ان القوات الفيديرالية عجزت عن تنفيذ هاتين المهمتين في حين انها طلبت ان ينفذهما مسخادوف الذي يقول الكرملين انه "لا يسيطر على أحد". وإذا كان المركز الفيديرالي عمد الى تعديل شروطه فإن ذلك قد يمهد لاجراء مفاوضات "المرحلة الأولى" التي تتعلق بوقف النار وحل الميليشيات وقد تنتهي برحيل مسخادوف الى بلد آخر قد يكون ماليزيا التي كان زارها عام 1998 واستبقى فيها ابنه انزور وتوجهت اليها امس زوجته قسامة وابنته فاطمة. وذكرت مصادر مطلعة ان سفر عائلة مسخادوف قد يكون تمهيداً لمفاوضات يجريها مع موسكو وتنتهي باتفاق لا يرضى عنه القادة الميدانيون الراديكاليون. وذكر الناطق باسم الكرملين امس ان هناك معلومات تشير الى ان القائدين شامل باسايف وخطاب "وجها تهديدات" الى مسخادوف وأفراد عائلته. ولفت الأنظار الاعلان عن "احتجاز" واحد من أبرز السياسيين المعتدلين في الشيشان وهو الحاج أحمد ياريخانوف الذي قاد الفريق المفاوض على عهد الرئيس السابق جوهر دودايف وصار رئيساً لشركة النفط الشيشانية، ثم وزيراً للمعارف والعلوم. ونفت اجهزة الأمن الفيديرالية ان يكون ياريخانوف "معتقلاً". وقال انه "أحضر لتوجيه اسئلة". ولاحظ المراقبون ان ياريخانوف الذي كان يتنقل بحرية في مدينة غوديرميه كان التقى قبل أيام الرئيس مسخادوف ولذا لا يستبعد ان يتولى نقل رسائل منه الى روسيا. ومن جانبه اشار رئيس البرلمان الروسي السابق رسلان حسبولاتوف الى ان أبرز الشيشانيين المقيمين خارج جمهوريتهم رفعوا اقتراحات الى الرئيس فلاديمير بوتين تدعو الى تشكيل "لجنة الدولة للتسوية" وتكليفها ادارة شؤون الشيشان. واضاف في حديث صحافي ان الاعيان الشيشانيين رشحوه لرئاسة هذه اللجنة التي ستضم اثنين من رؤساء الوزارات الشيشانيين السابقين. وذكر حسبولاتوف ان مسخادوف "لم يعد له حق في رسم مستقبل الشيشان الا انه لم يستبعد احتمال التفاوض معه لتوضيح شروط تسليم السلاح".