لا تزيد نسبة المواقع العربية على شبكة الانترنت عن الواحد في المئة من مجمل مواقع الانترنت في العالم. هذا ما جاء في افتتاح "اجتماع خبراء المحتوى الرقمي العربي" الذي عقد في بيروت بين 3و5 حزيران يونيو الجاري، ضمن سلسلة الجهود والإجتماعات التي تقوم بها "إسكوا" تحضيراً لمؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات. حضر المؤتمر مجموعة من الخبراء وممثلون لشركات عربية، عكسوا من خلال مداولاتهم، خبرات العالم العربي على الساحة الالكترونية وسلّطوا الضوء على أهم العوائق، المشكلات والتحديات التي تواجه العرب في هذا المجال. ولأن اللغة العربية على الانترنت هي محور الاجتماع، كان لا بدّ من تعريف المحتوى العربي. فبحسب نبيل علي، خبير إستراتيجيات المعلومات، لا يقتصرالمحتوى العربي على النصوص والتراث، بل يتضمن أيضاً البرمجيات التعليمية والتطبيقية والإعلام والإنتاج السينمائي وإبداع الفنون. ومن أجل تحقيق هذه الفكرة عربياً، لا بدّ من وضع استراتيجيات تتمحور حول صناعة المحتوى. وفي هذا الإطار، شكل المؤتمر فرصة للتعرف الى ما ينجزه العرب في هذا المجال. وعرضت تجارب في مواضيع عدّة كالتعليم عن بعد والترجمة الآلية وأسماء المواقع، إضافة إلى برامج تطبيقات طوّرت في هذا المجال. واجمع المشاركون على المستوى العالي للمؤتمر من حيث الخبرات والدراسات المقدّمة. إلاّ أن البعض تمنى لو حضر بعض أصحاب القرار السياسي. فالواقع، لم يكن البُعد السياسي للمسألة المطروحة غائباً عن الجلسات. حتى أن بعض المداخلات كانت مشحونة بالايديولوجيا. وامتلأ المؤتمر بالكلام عن "انقاذ" اللغة العربية وتراثها وثقافتها من منطلق حضاري وقومي. وكالعادة، اُخِذ البعض بغلواء الكلام، الى حد توهم المحتوى الرقمي "مدخلاً للتكتل الإقليمي في ظل تشرذم المجتمع العربي"! اي ان التفتت العربي، ما ان تمسه يد التكنولوجيا حتى يتحول وحدة صلبة متراصة. وذاك وصف اقرب الى وصف السحر. ولعل سحر الكلام استدرج هذا "السحر"! وفي تجارب اثراء المحتوى الرقمي العربي، تحدث علي الاعسم، المدير الإداري في شركة "نولدج فيو" Knowledge View الذي عرض برنامج AID active informational desktop الذي يتبناه عدد من الصحف العالمية، ومنها صحيفة "الحياة". وشرح كيف استعملت "دارالحياة" البرنامج على موقعها في الانترنت www.daralhayat.com أثناء حرب العراق، ما ادى الى تميزها في التغطية الفورية للاخبار، بالنص والصورة. وشدد على فكرة ان هذه التجربة تعطي نموذجاً من "الثقافة اليومية...التي تغني المحتوى العربي وتخرجه من جموده". واعتبر أنه يمكن خلق سوق معلومات رقمية عربية عبر شراكة بين التقنية من ناحية، أي شركات الكومبيوتر، والمحتوى من ناحية أخرى، أي الشركات الإعلامية. وأشار الى تطوير شركته لميدان النشر من خلال توسيع سوق المعلومات ودائرة النشر. وقد شدّد الجميع على الدور الريادي الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في تطوير السوق العربية. أبعد من التوصيات المقرّرة، لا بدّ من تنفيذ خطوات عمليّة جديّة في مجال المحتوى العربي في شكل خاص والصناعة الالكترونية العربية في شكل عام.