يشهد معرض "جيتكس 2000" الإعلان عن "مدينة دبي للإنترنت"، باعتباره الحدث الأبرز فيه. وشركة "نولدج فيو" التي ستنشئ شبكة معرفية خاصة بمدينة الإنترنت، تشارك في المعرض، فتركّز على دور "تداول المحتويات" في التجارة الإلكترونية وتعرض منتوجاتها التي تلبّي هذا الغرض. أخذت مسألة "تداول المحتويات" sydication تحتل حيزاً أكبر فأكبر في عالم الأعمال، وتحظى باهتمام متزايد في أوساط النشر والإعلام، العالمية والعربية، نظراً إلى توافر إمكانات توليف رزم معلومات مكتوبة، مرئية فيديو وصور ومسموعة، مصادرها متنوّعة، ومن ثم إتاحتها للعامة والخاصة من الناس والمؤسسات عبر قنوات مختلفة "ويب"، وبريد إلكتروني، و"واب"، والكثير غيرها. وتؤدي شركة "نولدج فيو"، ومقرّها المملكة المتحدة ولها مكاتب في لبنان والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، دوراً بارزاً في شؤون "تداول المحتويات". وهي تعاونت مع لاعبين كبار في مجالات النشر المختلفة على إرساء أسس التعامل في هذا المجال. وصنعت منتوجات راقية لأغراض التداول، أبرزها نظام "سينديجيتال" Syndigital المتكامل الذي تتوافر فيه وسائل تجميع المعلومات وتبويبها وتبادلها، إضافة إلى آليات طلب المعلومات ودفع بدلها، مع حفظ حقوق ملكيتها الفكرية. "الحياة" أجرت مقابلة مع المدير التنفيذي لشركة "نولدج فيو" المحدودة الدكتور علي الأعسم. ما هي الأبعاد والأوجه المختلفة لنظام "سينديجيتال" ووجهات استخدامه في المستقبل في العالم العربي، وباقي أنحاء العالم نظراً إلى عزم الشركة على التوسّع في السوق الأوروبية؟ - طُوّر نظام "سينديجيتال" لتمكين اللاعبين الأساسيين في مجال النشر، كالصحف والمجلات، من الاتجار بالمحتويات في سوق رقمية أوسع، حيث مستهلكو المحتويات ليسوا فقط الصحف الأخرى، بل المرافق التجارية والمصالح وحتى العامة من الناس. وأتى "سينديجيتال" ثمرة تعاون مع دار "نيوز إنترناشونال"، التي تصدر "تايمز" و"صنداي تايمز"، لمساعدة العاملين فيها على استشراف فرص تداول المحتويات وتسويقها. وفي ثنايا الإنترنت، نشأت سوق جديدة واسعة للمعلومات، مع تزايد كبير في عدد معدّي المحتويات وناشريها، وعدد قنوات توزيعها وأنساق تسويقها، وكذلك عدد المستخدمين من أفراد ومؤسسات. من هنا، فإن "التدوال" لا يعني تبادل المحتويات تجارياً من جانب ناشرين، من مثل صحيفة "الحياة"، فحسب، بل أيضاً يغطي سوقاً أوسع بكثير تطاول ما نطلق عليه تسمية "أسواق التجمّعات المعرفية"، وكذلك الأسواق العمودية النوعية، كسوق المؤسسات. ووفقاً لتقرير الأعمال الصادر عن "هارفرد" في حزيران يونيو 2000، فإن "تداول المحتويات" أخذ ينتقل من هامش قطاع الأعمال إلى صميمه. وهو يبرز بصفته كمبدأ تنظيم أساسي للأعمال الإلكترونية. وعلى سبيل المثال، عملت "نولدج فيو" كمدير مشروع لدراسة رعاها الاتحاد الأوروبي عن "استغلال المحتويات في القطاع العام"، ووزّعت في معرض "فرانكفورت للكتاب"، قبل أسبوعين. وتقدّر هذه الدراسة أن الأرقام التي يمكن أن تحققها تجارة المعلومات في القطاع العام، والتي تصب في دورة الاقتصاد الأوروبي، قد تصل إلى حدود 68 بليون يورو سنوياً. وفي استطاعة القرّاء التعرّف إلى سياسة "التداول" التي وضعناها، بزيارة موقعنا على الأنترنت http://www.knowledgeview.co.uk. هل تتوقّع أن يؤثّر نظام "سينديجيتال" إيجاباً في سوق المحتويات العربية، نظراً إلى أن هذا المنتوج الكامل المزايا يسهّل عملية معالجة البيانات وخدمة المعلومات؟ - سبق لنظام "سينديجيتال" وباقي منتوجاتنا الخاصة بتداول المحتويات أن استُخدمت في بعض مؤسسات النشر العربية. و"نولدج فيو" لا تعمل مع الناشرين العرب فحسب، بل ومع مرافق تجارية جديدة ومع معاهد علمية لمعرفة كيف يمكن تجميع كل هذه المحتويات وتصنيفها وتبويبها وتوجيهها إلى المستهلكين ضمن عمليات تبادل واسعة للمحتويات، بهدف توفير محتويات ذات جودة وقيمة مضافة لمستهلكي المعلومات، ولتحفيز نشاطات تجارية وغيرها من نشاطات إبداعية. ولا تقتصر آلية التسليم على شبكة "ويب" فقط، بل أيضاً على "نظام تبادل الرسائل القصيرة" SMS و"بروتوكول الاتصالات اللاسلكية - وابْ" WAP وغيرهما من تقنيات تسليم رقمية جديدة. وخلال معرض "جيتكس 2000"، القائم الآن في دبي وحتى الأول من تشرين الثاني نوفمبر، يتم تنفيذ عرض بالوقت الحقيقي لخدمات تداول الأنباء عبر بروتوكول WAP. ويقوم نظام العرض على تكنولوجيا "موتورولا" للاتصالات اللاسلكية، وتكنولوجيا "نولدج فيو" للتداول، وخوادم "كومباك". ما الذي واجهته وتتوقّع أن تواجهه عندما تتحدّث عن هذا المبدأ في العالم العربي، علماً أن للشركة قاعدة زبائن عرب؟ - فوجئت بمدى السهولة في شرح فوائد مبدأ تداول المحتويات وتسويقها. ولم يكن مدعاة للدهشة نظراً إلى أن الكثيرين من روّاد النشر بدأوا يقرّون بضرورة اعتماد التكنولوجيا الجديدة لزيادة العائدات، خصوصاً أن الأنترنت توفّر فرصاً جديدة لتبادل المحتويات، ليس فقط لعموم المستهلكين بل أيضاً للمصالح العربية في الشبكة فوفقاً لتقديرات أخيرة، هناك نحو 200000 مصلحة وشركة عربية على الشبكة، وكذلك للمرافق التجارية الجديدة في العالم العربي وللأسواق العالمية. ما هو الدور الذي ستقوم به "نولدج فيو" في "مدينة دبي للإنترنت"، المرفق الجديد الذي سيقوم على المحتويات والتفاعل بين مختلف الشرائح الاجتماعية، خصوصاً أنها أي المدينة ستسعى إلى توجيه الجيل الجديد نحو التكنولوجيا كممارسة يومية، على أمل أن تصير مثالاً حيّاً يحتذى، وكيف ترى الشركة تطوّر هذه المدينة الإلكترونية وتوسّعها؟ - خلال مؤتمر "مدينة الإنترنت"، سأتحدّث عن دور التداول والشبكات المعرفية في الأعمال الإلكترونية. وسنعلن مشاريع مختلفة لتبادل المحتويات في العالم العربي. وكما تعلم، فإن "نولدج فيو" هي في صدد الانتقال إلى "مدينة الإنترنت"، وكانت قدّمت اقتراحات في شأن إنشاء شبكة معرفية خاصة ب"مدينة الإنترنت". كذلك، سأشارك في مؤتمر "المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا" الذي يعقد في الشارقة في المدة نفسها تقريباً، وأتحدّث عن إمكان المؤسسات العلمية العربية إنشاء مرفق علمي عربي يهدف إلى تشجيع البحث العلمي والابتكار، ودعوة شبابنا إلى المشاركة في هذه العملية كعنصر تفعيل لجعل العالم العربي قوة فاعلة في الاقتصاد الجديد ومساعدته على مواجهة التحديات الراهنة، وليس أقلّها مخاطر الاحتلال الصهيوني لأرضنا والتخلّف الاجتماعي والسياسي الناجم عن ذلك. [email protected]