يُعتبر الإكتئاب ظاهرة مَرَضية منتشرة تتسبب بها المشكلات الحياتية، وهي تتفاقم كل يوم مع التحديات المتزايدة في المجتمعات كافة. وقد تطورت الدراسات كثيراً في هذا المجال وآخرها كان دواء Prozac weekly الذي وافقت منظمة التغذية والدواء الأميركية على تسويقه في الولاياتالمتحدة. أولاً لا بد من تعريف الاكتئاب. بحسب د. كوين ديميتينير يُمكن تحديد حال الاكتئاب المرضية عندما يكون أي شخص، لمدة أسبوعين على الأقل، دائم الحزن، ولا يعد مهتماً بأي شيء ويشعر دائماً بالذنب ويعاني أرقاً وعدم الشهية، وتراوده أفكار "انتحارية". وعادة ما يتوجه المريض إلى الطبيب بعد شهر على الأقل من ظهور هذه العوارض، ما يجعل وضعه أكثر تعقيداً. وفي هذه الحال لا يعود العلاج النفسي بالتحاور كافياً بل يصبح من الضروري أن يأخذ المريض دواء ضد الاكتئاب. ومفعول هذا الدواء لا يظهر إلاّ بعد أسبوعين أو ثلاث ويعطي النتيجة المطلوبة بعد ستة أسابيع. غير أن الدراسات أظهرت أن خطر نكسة أو تراجعاً في الوضع النفسي أثناء الأربعة أشهر التالية كبير جداً، إذا تم توقيف العلاج بعد شهر ونصف الشهر، أي بمجرد اختفاء عوارض الاكتئاب. وبالتالي يجب أن يتم العلاج مدة ستة أشهر. تُعطى جميع أدوية الاكتئاب مرة أو مرتين يومياً. والجديد في هذا المجال هو "بروزاك ويكلي" المركّب ليبقى فترة أطول في الدم. فبعد فترة العلاج اليومي، يُمكن تناول حبة واحدة في الأسبوع وليعطي النتيجة ذاتها. ولذلك حسنات عدة أهمها أن المريض يشعر بأنه يشرف على علاجه ويسيطر عليه، فيختار تناول حبة يومياً أو واحدة في الأسبوع، كما أنه لا يخشى الادمان على الدواء. ونبّه ديميتينير الى ضرورة التمييز بين مضادات الاكتئاب Anti Depressants والمهدئات Anxiolytics. تُعطى الأخيرة في حالات قلق محدّدة زمنياً لمحاربة الأرق و فقط لمدة أسبوعين، إذ يمكن أن يصبح الشخص مدمناً عليها. الأمر غير المطروح بخصوص مضادات الاكتئاب. كما أكّد أن دواء "بروزاك" ليس منشّطًا. وبالتالي لا يُشعر الشخص الطبيعي بالسعادة، غير أنه يسمح للمكتئب بأن يصبح قادراً من جديد على الاستمتاع بالأمور السعيدة. أما أبرز الآثار الجانبية للبروزاك فهي على المدى القريب الشعور بالغثيان والصداع لمدة أسبوعين. وعلى المدى البعيد يؤثر في النشاط الجنسي عند الزوجين. وما إذا كانت نسبة النساء المصابات بالاكتئاب أكبر من نسبة الرجال بحسب ما هو مُشاع، أكّد ديميتينير أنه بين عمر الرابعة عشر وسن اليأس يكون عدد النساء المصابين ضعف عدد الرجال.