بدأت الولاياتالمتحدة مد خبراء الاممالمتحدة بمعلومات استخبارية عن الاسلحة العراقية فيما اتهمت بغداد الاميركيين والبريطانيين ب"الكذب" في شأن اعلان العراق عن برامجه التسلحية. فيما يواصل المفتشون عملياتهم في العراق، وزاروا امس مركزاً للابحاث الفضائية، ولفتت بغداد الى ان عمليات التفتيش "تشل" الصناعة العراقية. بغداد، عمان - أ ف ب - اكد وزير الصناعة العراقي ميسر الشلاح ان عمليات التفتيش التي تقوم بها الفرق الدولية على المصانع العراقية "تشل" الصناعة العراقية مؤكداً في الوقت نفسه التزام بلاده القرار الدولي 1441 في شأن التفتيش عن الاسلحة العراقية. وجاء تصريح الوزير العراقي على هامش جلسة افتتاح ملتقى وزراء الصناعة العرب الذي ينعقد في عمان برعاية العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني لمدة ثلاثة ايام بمشاركة وفود من 19 دولة عربية ويناقش مسودة استراتيجية لتفعيل الصناعة العربية المشتركة تعرض على القمة العربية المقبلة في البحرين في آذار مارس 2003. وقال الوزير العراقي: "التفتيش يشل حركة الناس ويوقف عملهم ويؤثر الى حد كبير على الصناعة"، مؤكداً في الوقت نفسه ان العراق "ملتزم بالقرار الدولي حتى النهاية". واكد ان بغداد "تتعامل بشفافية كبيرة" مع المفتشين داعياً اياهم الى ان يكونوا "مهنيين في عملهم ويسقطون كل اكاذيب وادعاءات الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير". وكانت الولاياتالمتحدة بدأت تمد خبراء الاممالمتحدة بمعلوماتها عن الاسلحة العراقية بينما بدأت الخطط الحربية الاميركية والبريطانية ضد العراق تتوضح. وبعد تردد، اعلنت واشنطن انها بدأت تقدم مزيداً من المعلومات لمفتشي الاسلحة لمساعدتهم على كشف برامج التسلح العراقية المحظورة، ولكن من دون ان تسلمهم كل معلوماتها السرية. وصرح مسؤول اميركي طلب عدم كشف هويته ان "العملية بدأت"، مذكراً بأن وزير الخارجية كولن باول تعهد الالتزام بذلك. وجاء هذا القرار بعد انتقادات متكررة وجهها رئيس لجنة التحقق والمراقبة والتفتيش هانس بليكس لنقص التعاون من جانب الولاياتالمتحدة التي تؤكد انها تملك ادلة على امتلاك العراق اسلحة للدمار الشامل. كما يترجم تصميم واشنطن على تعزيز الضغط على العراق واثبات انه يكذب بشأن اسلحته مما يتطلب تعزيز عمليات التفتيش التي تقوم بها فرق الاممالمتحدة. لكن المسؤولين الاميركيين يمتنعون عن التأكيد بأنهم سيعرضون كل المعلومات التي يملكونها مبررين ذلك بخشيتهم من تسربها الى بغداد ومن تعريض مصادرهم في العراق للخطر في حال كشف بعض العناصر. واتهمت الصحف العراقية الاميركيين والبريطانيين ب"الكذب" في شأن اعلان العراق عن برامجه التسليحية، منتقدة خصوصاً اعلان الاميركيين عن معلومات سيسلمونها لمفتشي الاسلحة واستخدام واشنطن حق النقض ضد مشروع قرار يدين اسرائيل في مجلس الامن. وكتبت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث ان سياسة الادارة الاميركية "عدوانية تعتمد الخداع والتضليل والكذب والتزوير وقلب الحقائق"، مؤكدة ان مفتشي الاسلحة "لم يعثروا ولن يعثروا على ما ادعتاه" واشنطنولندن. واتهمت الصحيفة واشنطن ب"ممارسة التضليل المفضوح … وفي الوقت نفسه تواصل تهديداتها وتوسع استعداداتها لشن العدوان". اما صحيفة "الجمهورية" فدانت تجاهل الاميركيين "تعاون العراق التام مع فرق التفتيش"، مؤكدة ان "النتائج الموضوعية لهذه الاعمال ستقدم الدليل المادي والعملي الذي يدحض الاباطيل الاميركية والبريطانية". وانتقدت صحيفة "بابل" "استراتيجية حافة الهاوية التي يمارسها الاميركيون والبريطانيون ضد العراق وسيجدون انفسهم فيها بعدما يكونون فقدوا كل شيء". واخيراً وصفت "القادسية" الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير ب"الكذابين". وقالت: "بعد تفتيش 25 موقعاً زعم الكذابان بوش وبلير ان العراق يستخدمها لانتاج اسلحة محظورة ثبت بالدليل القاطع انه ليس هناك ما يزعمون من اسلحة او وسائل انتاجها او تطويرها". واضافت ان "كذابي واشنطنولندن شعروا ان حبل الخداع قصير فبدآ مزاعم جديدة … مثل وجود ثغرات او نواقص في الاعلان العراقي". وطالبت لندنوواشنطن ب"تقديم الدليل الذي يثبت ادعاءاتهما. الى ذلك اعلن مسؤول عراقي ان فرقاً من خبراء الاممالمتحدة المكلفين بالتأكد من نزع اسلحة العراق بدأت امس تفتيش ستة مواقع من ضمنها مركز لبحوث الفضاء تتم زيارته للمرة الاولى. وقال المسؤول ان فريقاً من الخبراء في الاسلحة البالستية من لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابع للامم المتحدة انموفيك زار مؤسسة "البطاني" الواقعة قرب بغداد والمتخصصة في الدراسات الفضائية. وبدأ فريق آخر من خبراء الاسلحة البالستية تفتيش مجمع التاجي الكبير شمال بغداد والذي يضم عدة مشاريع بعضها متخصص في صناعة وتطوير صواريخ الحسين، وهي الصيغة العراقية لصواريخ "سكود". وتوجه مختصون في الاسلحة البيولوجية الى موقع "الكندي" في ابو غريب 20 كلم غرب بغداد. وتشارك هذه المؤسسة الحكومية ايضاً في برنامج تعديل صواريخ الحسين. وزار ايضاً مختصون في الاسلحة النووية مؤسسة المنصور للمياه المعدنية الواقعة في الكاظمية في ضاحية بغداد. وتحول فريق خامس مختص في المجال الكيماوي الى مؤسسة "الباسل" لانتاج مواد التنظيف الكيماوية في منطقة نهروان على بعد 20 كلم شرق بغداد. من جهة اخرى زار المفتشون وللمرة الثانية هذا الاسبوع مخازن عسكرية تقع في منطقة التاجي.