قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمشروع قانون إلى البرلمان لإصدار عفو شامل في الشيشان، يحدد مهلة لوقف أعمال المقاومة المسلحة، لكنه لا يشمل كبار القادة الشيشانيين ولا المقاتلين الأجانب، في إشارة إلى المتطوعين العرب. وفي غضون ذلك، نشرت الأجهزة الأمنية تفاصيل جديدة عن التفجيرات الانتحارية الأخيرة في الجمهورية الشيشانية، أكدت أن هجوم أول من أمس، نفذته سيدتان. وفي تأكيد لعزم الكرملين على مواصلة السير في التسوية السلمية التي بدأت مع إقرار الدستور الشيشاني قبل أسابيع، قدّم بوتين أمس مشروع قانون إلى مجلس الدوما البرلمان حول إعلان عفو شامل في الجمهورية الشيشانية. ونص المشروع على أن العفو الشامل يهدف إلى إيجاد ظروف إضافية من أجل عودة الحياة الطبيعية إلى الشيشان. وهو يشمل جميع المشاركين في المواجهات المسلحة منذ آب أغسطس لعام 1993 وحتى يوم صدور القرار. وحدد القرار مهلة لجميع المقاتلين من أجل وقف المقاومة أو إلقاء السلاح قبل حلول منتصف ليل الأول من آب المقبل. وحدد المشروع أن المستفيدين منه هم المقاتلون الشيشان الذين نشطوا داخل الأراضي الشيشانية أو أنغوشيا المجاورة، ما يعني أنه أسقط تلقائياً المجموعات المؤيدة لأصلان مسخادوف وشامل باسايف كون هذه المجموعات تولت مهاجمة مناطق في داغستان، ما أشعل فتيل الحرب القوقازية الثانية عام 1999. وكذلك لا يشمل القانون المقاتلين الأجانب وغالبيتهم من العرب، إضافة إلى المقاتلين الذين ثبت تورطهم في عمليات قتل أو اختطاف أو غيرها من الجرائم الفادحة. على صعيد آخر، نشرت الأجهزة الأمنية تفاصيل جديدة عن العملية الانتحارية التي نفذتها سيدتان شيشانيتان أول من أمس. وقال ناطق باسم وزارة الداخلية إن امرأتين أعمارهما 46 و48 سنة انتحلتا صفتي صحافيتين، ما سهل تحركهما بين الجموع التي كانت محتشدة قرب غوديرميس. وعثرت الأجهزة الأمنية على شريط مسجل ظهرت عليه لقطات تبين لحظة الانفجار. وقال الناطق إن الأجهزة الأمنية تحلل حالياً محتويات الشريط. وأشار إلى أن عبوة ناسفة كانت موضوعة داخل كاميرا حملتها واحدة من الانتحاريتين وحاولت الوصول إلى المنصة التي جلست عليها القيادة الشيشانية، في حين أن الأخرى استخدمت حزاماً ناسفاً. لكنه أشار إلى أن انفجاراً واحداً وقع وأسفر عن مقتل الانتحاريتين معاً ولم تتمكن الانتحارية الثانية من تفجير نفسها. وهذا يفسر العدد القليل نسبياً للضحايا. وكانت المصادر تضاربت في تقديراتها لعدد القتلى. وفي وقت نشر رسمياً أن 16 شخصاً قتلوا، قالت مصادر طبية في المنطقة إن عدد القتلى يزيد على 30 شخصاً.