عادت مؤسسة تسويق النفط العراقية سومو لاستخدام الدولار في تسعير النفط بعدما كانت تستخدم اليورو في عهد صدام حسين وطرحت مزاداً لبيع مخزون من 10 ملايين برميل في مرفأي سيهان التركي والبكر العراقي على اساس شحنها قبل نهاية الشهر الجاري. على ان تبدأ ارساء عقود بيع النفط العراقي اعتباراً من أول تموز يوليو. طرحت "سومو" امس مزاداً لبيع أول كمية من الخام العراقي منذ سقوط نظام صدام حسين وقالت انها تسعى لابرام صفقات لتصدير النفط في نهاية حزيران يونيو ما ادى الى تراجع اسعار الخام في بورصة النفط الدولية في لندن في عقود تموز يوليو الى 26.60 دولار للبرميل. وفي اول عودة الى السوق الدولية بعد نحو ثلاثة شهور من الغزو الاميركي دعت "سومو" الى التقدم بعطاءات لشراء عشرة ملايين برميل من النفط مخزنة في صهاريج في ميناءي سيهان والبكر. وسيتم شحن النفط في الفترة بين 17 و 30 حزيران. وأبلغ محمد الجبوري مدير "سومو" وكالة "رويترز" انه بعد ارساء المزاد الاسبوع المقبل ستسعى "سومو" لابرام عقود مباشرة مع شركات النفط نهاية الشهر. العقود بعد المزاد وقال الجبوري "المزاد سيُقام مرة واحدة فقط ونحن نريد استئناف تصدير نفطنا بعقود طويلة الاجل. ونأمل ان نبدأ في توقيع العقود بعد بيع كل النفط المخزن في صهاريج". وطلبت "سومو" تقديم عروض الشراء في موعد اقصاه الساعة 1600 بتوقيت غرينتش امس. ويشمل المزاد بيع ثمانية ملايين برميل من خام كركوك مخزونة في ميناء سيهان التركي على البحر المتوسط ومليوني برميل من خام البصرة الخفيف مخزنة في ميناء البكر العراقي على الخليج. بيع النفط بالدولار وأضافت الوثيقة ان عملة السداد هي الدولار الاميركي وان الافضلية في ارساء العطاءات لشركات التكرير مما يستبعد الوسطاء الذين هيمنوا على مبيعات النفط في ظل صدام اثناء تطبيق برنامج النفط مقابل الغذاء. خطوات "اوبك" من جهة ثانية ربما تحجم "اوبك" عن اتخاذ خطوة متوقعة على نطاق واسع لخفض الانتاج في اجتماعها الاسبوع المقبل لان الاسعار ظلت أعلى مما توقعه الوزراء لكن كثيراً من محللي سوق النفط لا يزالون يعتقدون ان المنظمة ستضطر قريباً لشد الحزام. وقال وزراء "اوبك" في نيسان ابريل انهم مستعدون لخفض سقف الانتاج بما يصل الى مليوني برميل يومياً من مستواه الجاري البالغ 25.4 مليون برميل يومياً في اجتماع 11 حزيران يونيو في قطر لافساح المجال امام عودة النفط العراقي. إلا أن ارتفاع الاسعار اضعف احتمال خفض الانتاج. استبعاد خفض الانتاج وقال ليو درولاس من مركز دراسات الطاقة العالمية في لندن "تشير أرقامنا الى ضرورة خفض 1.4 مليون برميل يومياً في الربع الثالث لكن مع وصول الاسعار الى مستواها الحالي لا نعتقد ان اوبك ستفعل أي شيء حيال الانتاج". وقالت كل من اندونيسيا وفنزويلا هذا الاسبوع انه ينبغي للمنظمة خفض الانتاج بينما لا تزال سلة خاماتها قرب الحد الاقصى من النطاق المستهدف. وبلغت سلة خامات "اوبك" الاربعاء 26.72 دولار للبرميل. لكن تور كارتفولد المستشار الخاص في "شتات اويل" النروجية يرى ان هذه قد تكون نظرة قصيرة الاجل للسوق. وقال انه بالاضافة الى زيادة متواضعة في المخزونات تراوح بين 600 الف ومليون برميل يومياً في الربع الثالث من السنة فإن الطلب على نفط "اوبك" باستثناء العراق سيراوح بين 24 و24.5 مليون برميل يومياً. واظهر مسح ل"رويترز" ان انتاج "اوبك" باستثناء العراق بلغ 26.6 مليون برميل يومياً في ايار مايو. وقال كارتفولد "يتعين على اوبك خفض الانتاج نحو 1.5 مليون برميل يوميا لتفادي نمو المخزونات بشكل مفرط في الربع الثالث" وتكهن بانتعاش الانتاج العراقي الى 1.5 مليون برميل يومياً في الربع الثالث مقارنة مع الانتاج الحالي الذي لا يتجاوز نصف هذا المستوى. وقال درولاس "اذا ظلت الاسعار عند مستوياتها الحالية فقد تقرر اوبك ترك الانتاج من دون تغيير في اجتماع 11 حزيران وتدعو الى اجتماع آخر في تموز عندما يتضح حجم الانتاج العراقي". لكن آراء المحللين تتفاوت في هذا الشأن. ويتوقع مايك روثمان من "ميريل لينش" ان يشتد الطلب على نفط "اوبك" في النصف الثاني من السنة لعوامل منها تعويض انخفاض المخزونات. ويقول "يجب ترك حصص اوبك من دون تغيير اذ ان سقف الانتاج البالغ 25.4 مليون برميل يومياً سيُلبي اساساً احتياجات السوق في الربع الثالث بشرط ألا يعود العراق للسوق بانتاج بين 1.5 أو 2 مليون برميل يومياً". وقالت مصادر تجارية امس ان المملكة العربية السعودية رفعت سعر البيع الرسمي لمعظم خاماتها النفطية في الشحنات المتجهة الى أوروبا والولايات المتحدة الشهر المقبل بما يراوح بين عشرة سنتات و1.15 دولار للبرميل. واضافت "ان اسعار الشحنات الاوروبية شهدت أكبر زيادات اذ راوحت بين 85 سنتاً و1.15 دولار للبرميل في حين زادت أغلب أسعار الشحنات الاميركية بين عشرة سنتات و60 سنتاً للبرميل.