يستعد مسؤولون نفطيون عراقيون، عينتهم الادارة الاميركية، لبيع مخزون النفط في خزانات تركية عبر مزاد علني لكن يبدو ان تصدير النفط بصورة منتظمة ينتظر اقرار الامن خصوصاً في الحقول الجنوبية. ارتفعت اسعار النفط الخام في بداية التعاملات في بورصة النفط الدولية في لندن امس مدعومة بتأكيد السعودية انها تتجه لخفض الانتاج فضلاً عن المخاوف المستمرة في شأن مستويات مخزون الطاقة في الولاياتالمتحدة وتراجع انتاج منظمة "اوبك" الشهر الماضي الى 26.7 مليون برميل يومياً والاتجاه الى ضبط الانتاج عند مستوى الحصص الجديدة المقرر ان لا يزيد على 25.4 مليون برميل يومياً. وارتفع سعر مزيج خام القياس الاوروبي "برنت" في عقود تموز يوليو عند ظهر امس الى 26.66 دولار للبرميل بينما تراجعت اسعار السولار 50 سنتاً الى 22.50 دولار للطن. وفي التعاملات على نظام اكسيس في بورصة نايمكس ارتفع الخام الاميركي الخفيف 14 سنتا الى 29.30 دولار للبرميل. وكانت التعاملات بعقود النفط استؤنفت امس بعد عطلة نهاية اسبوع طويلة وتوقف دام ثلاثة ايام. وذكرت وكالة انباء "اوبكنا" نقلاً عن امانة منظمة "اوبك" ان سعر "سلة اوبك" ارتفع الاثنين الى 26.87 دولار للبرميل من 26.85 دولار الجمعة. الخام العراقي من جهة ثانية يتحرك العراق لاستئناف مبيعات النفط واصلاح شبكات الاتصال وتعديل عقود التصدير بعد ايام فقط من موافقة مجلس الامن على رفع العقوبات المفروضة عليه. وقال رئيس مؤسسة تسويق النفط العراقية الحكومية سومو محمد الجبوري ل"رويترز" امس: "ان المؤسسة تستهدف تصدير اول شحنات من الخام في فترة ما بعد الحرب من المخزونات في منتصف حزيران يونيو المقبل. وكانت "الحياة" ذكرت امس نقلاً عن بيانات لحركة ناقلات النفط ان العراق لن يستأنف الصادرات قبل 18 حزيران. ويُتوقع ان تبدأ عمليات تصدير منتظمة قريباً اذ ان انتاج حقول النفط يرتفع سريعاً. وقال الجبوري، الذي انتخب اخيراً رئيسا ل"سومو"، في تصريح ل"رويترز" في اتصال هاتفي من بغداد: "نأمل بأن نتمكن من التصدير خلال اسبوعين او ثلاثة". وفي الوقت نفسه تعكف "سومو" على صياغة عقد جديد لتوريد النفط الخام لكنها لن تدخل على الارجح سوى تغييرات طفيفة على الشروط المستخدمة في ظل برنامج النفط مقابل الغذاء السابق الذي كانت تشرف عليه الاممالمتحدة. وقال ديبلوماسيون من الاممالمتحدة انه لن يجري تنفيذ عقود تصدير النفط الموقعة قبل الاطاحة بالرئيس صدام حسين. وتابع الجبوري: "ستجري بعض التغييرات الطفيفة على عقد النفط الخام وسيتم الانتهاء من صياغته قريباً". وقال ان "سومو" لم تجر اي مفاوضات مع عملاء محتملين خصوصاً ان خطوط الهاتف والفاكس لم تعد للعمل الا منذ وقت قصير جداً. واخيراً بعد تحررها من القيود التي فرضها صدام تحرص "سومو" على ابرام صفقات مباشرة مع المصافي وشركات معروفة في مجال تجارة النفط. مزاد واضاف المسؤول العراقي: "ان نحو ثمانية ملايين برميل من خام كركوك قد يُباع اما عن طريق مزاد أو في السوق الفورية". وقال الجبوري: "ان كميات صغيرة من خام البصرة الخفيف موجودة في خزانات وجاهزة للتصدير من ميناء البكر ... على الخليج". وتوقع وصول امدادات منتظمة جديدة من النفط بعد نفاد المخزون الحالي. ويهدف المسؤولون الى رفع مستوى الانتاج الى 1.4 مليون برميل يومياً منتصف حزيران على رغم ان غياب الامن في حقول النفط خصوصاً في الجنوب يعوق جهود الاصلاح. وذكر الجبوري انه لم يصل بعد اي تجار نفط الى العاصمة العراقية حيث تسود الفوضى وانعدام القانون منذ الاطاحة بالرئيس صدام حسين الشهر الماضي. مصفاة البصرة في البصرة يتأهب العاملون في مصفاة البصرة، وهي الاكبر في جنوبالعراق، لاعادة انتاج المصفاة بكامل طاقتها فيما يُعد علامة بارزة على الطريق لاعادة بناء صناعة النفط العراقية. وقال جمال داود نائب مدير المصفاة وكبير المهندسين ل"رويترز": "خلال 36 ساعة سنُنتج بطاقتنا الكاملة... وما دام بامكاننا الحصول على امدادات كهرباء ثابتة سننجح في ذلك". لكن المصفاة تعاني من مشاكل توزيع اذ ان خط الانابيب الذي يصل الى بغداد لم يُفتح حسب الموعد المقرر وخط السكك الحديد بين البصرةوبغداد لا يمكنه نقل كميات كبيرة من النفط كما ان هناك نقصاً في الشاحنات.