سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"المستوطنات العشوائية يجب ان تزال" و"شارون يدرك ان الاحتلال لا يمكن ان يدوم". باول متفائل بخروج قمة العقبة ببيان مشترك والبابا يعتبر اقامة دولتين شرطاً أساسياً للسلام
أعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول عقب لقائه نظيره الايطالي فرانكو فراتيني انه "متفائل" بأن قمة العقبة ستخرج ببيان مشترك يدعم "خريطة الطريق"، معتبراً أن المستوطنات العشوائية يجب ان تزال، وان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يدرك ان الاحتلال لا يمكن ان يدوم. في غضون ذلك، شدد البابا يوحنا بولس الثاني على ان قيام الدولة الفلسطينية شرط أساسي للسلام في الشرق الأوسط، وذلك خلال لقائه السفير الإسرائيلي الجديد لدى حاضرة الفاتيكان عوديد بن حور. وذكر باول في المؤتمر الصحافي المشترك انه تحدث في وقت متقدم من مساء اول من امس مع مساعده لشؤون الشرق الادنى وليام بيرنز الذي يزور الشرق الاوسط برفقة مسؤول كبير من البيت الابيض منذ الاسبوع الماضي للتحضير لاجتماعات الرئيس جورج بوش في شرم الشيخ والعقبة وللبيان المشترك الذي سيصدر عن قمة العقبة. وأكد باول: "انهما متشجعان بما أنجزاه حتى الآن". وجاءت تصريحات باول في وقت استبعد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى امس إصدار إعلان مشترك في ختام القمة بسبب ما وصفه بأنه خلافات أساسية. وعاى رغم أن تصريح المسؤول الاسرائيلي بدد الامال في الخروج ببيان مشترك او إعلان لوقف اطلاق النار بين الجانبين، قال باول: "نحن نتوقع بيانات ايجابية، الا ان اعداد البيانات كما تعلم يتم في اللحظة الاخيرة عندما يتم تقديم موقف او آخر". واضاف: "انني ما زلت متفائلاً". وعند سؤال باول عن رأي واشنطن في استخدام شارون لكلمة "احتلال" عند اشارته الى الوجود الاسرائيلي في الضفة الغربية، قال انه يعتقد ان ذلك كان "ايجابياً"، موضحاً: "يجب ان اشير الى حقيقة ان هذه هي المرة الاولى التي اسمعه يشير فيها الى احتلال منأي نوع، سواء اكان يعني بذلك وجود القوات الاسرائيلية في المدن الفلسطينية او كان احتلال الاراضي". واضاف: "سأدع رئيس الوزراء يفسر تصريحاته، لكنني اعتقد انها تظهر انه يعترف بأنه مهما كان التفسير احتلال مدن معينة او اراض فإن ذلك وضع لا يمكن ان يستمر مع مرور الوقت، انه وضع يجب ان نعمل جميعاً على حله". وتابع: "وبذلك الخصوص، فإن ما قاله كان تصريحاً ايجابياً". وقال باول: "من المفهوم ان وجود المواقع الاستيطانية هناك غير مناسب ويجب ازالتها"، مضيفاً انه متأكد من ان ذلك سيكون موضوع نقاش في العقبة. من جانبه، قال فراتيني انه سيتوجه في وقت لاحق من الاسبوع الحالي الى سورية ولبنان والجزائر وتونس وغيرها من بلدان الشرق الاوسط. وقال ان دولاً مثل سورية "تحتاج الى التشجيع او التحفيز" لإنهاء ما وصفه دعمها ل"المنظمات الارهابية". واضاف: "يجب ان نشجع تلك الدول على نبذ اي دعم للمنظمات المتطرفة". بوش يطلب دوراً ايطالياً في التنفيذ على صعيد آخر، أكد رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو بيرلوسكوني أن بوش طلب من إيطاليا التي ستترأس الاتحاد الأوروبي مطلع الشهر المقبل "لعب دور أساسي في مراحل تنفيذ خريطة الطريق". وأشار الى أنه أكد لبوش أنه لن يألو جهداً في هذا الإطار، مؤكداً أنه طلب من الرئيس حسني مبارك الذي التقاه على هامش قمة إيفيان "المشورة في إطار تنفيذ خطة مارشال للتنمية في الأراضي الفلسطينية". البابا يستقبل باول وفي وقت لاحق، استقبل البابا يوحنا بولس الثاني باول. وبحسب الناطق باسم الفاتيكان يواكين نافارو - فالس، فإن البابا وباول تطرقا "من بين المواضيع التي بحثاها، الى اعادة الاعمار المادية والسياسية للعراق الذي ينبغي ان يتمكن من الاعتماد على تعاون الاسرة الدولية وتكريس رعاية خاصة للحقوق الاساسية مثل الحرية الدينية". وأضاف ان الرجلين بحثا ايضاً "في آفاق السلام الجديدة التي يوفرها تطبيق خريطة الطريق في الاراضي المقدسة والمنطقة برمتها". وتابع: "نأمل بأن تتمكن الدولتان الاسرائيلية والفلسطينية، بفضل خريطة الطريق هذه، من التمتع اخيراً بالأمن نفسه والسيادة نفسها". وقال ان البابا وباول "تبادلا ايضاً وجهات النظر في شأن الوضع في افريقيا، خصوصاً في ما يتعلق بمكافحة الاوبئة". وقدم باول للبابا كتابين اميركيين يعود تاريخهما إلى العام 1842، في حين قدم له البابا كتابين عن تأسيس الفاتيكان وكنيسة سيكستين. واعتبر المراقبون لقاء البابا مع باول خطوة في طريق ترطيب الأجواء بين الفاتيكانوواشنطن بعد الخلاف الذي نشب بينهما بسبب موقف الفاتيكان والبابا المعارضين للحرب ضد العراق. وبالامكان اعتبار عودة العلاقات الثنائية إلى مجاريها ضرورة تفرضها الجهود الرامية إلى حل النزاع في الشرق الأوسط، إذ يعترف كل من الطرفين بأهمية الآخر في إطار المساعي من أجل التوصل إلى حل للنزاع العربي الإسرائيلي. البابا يؤكد ان لا حل الا بدولتين وقبل ساعة من استقباله باول، سنحت للبابا فرصة التأكيد مجدداً على ان "الفاتيكان مقتنع بأن النزاع الحالي لن يحل الا بوجود دولتين مستقلتين تتمتعان بالسيادة"، وذلك لدى استقباله السفير الاسرائيلي الجديد لدى الفاتيكان عوديد بن - حور. واضاف البابا مستشهداً بخطابه الاخير امام اعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى الفاتيكان ان "الاسرائيليين والفلسطينيين كشعبين، مدعوون الى العيش جنباً الى جنب بالحرية والسيادة ذاتهما وضمن الاحترام المتبادل". ودان "اعمال الارهاب كجرائم فعلية ضد البشرية"، مشدداً على "الحق الثابت لكل دولة في الدفاع عن نفسها من الارهاب"، وهو حق يجب ان يمارس على حد قوله "ضمن احترام الضوابط الاخلاقية والشرعية". وفيما ثمّن البابا خطوات شارون "وانفتاحه إزاء خريطة الطريق"، دعاه الى "عدم الانغلاق في الحوار إزاء القضايا الشائكة كقضية عودة اللاجئين الفلسطينيين ومسألة المستوطنات والوضع الخاص في مدينة القدس". وذكر ايضا ان الفاتيكان يعارض حلاً احادي الجانب يتعلق بوضع القدس. واضاف ان "المسائل المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين او المستوطنات العشوائية الاسرائيلية على سبيل المثال او تحديد وضع الاماكن المقدسة في القدس، يجب ان تكون موضع حوار مفتوح ومفاوضات صادقة". وقال: "في مطلق الاحوال، يجب عدم اتخاذ قرار آحادي الجانب". ويعتبر الفاتيكان ان الطابع الديني "الفريد" للقدس حيث توجد مواقع مقدسة للاديان التوحيدية الثلاثة يجب ان يحفظ ضمن "وضع خاص يحظى بضمان دولي".