على الشاشة، وفي العديد من المشاهد التي تجمع بينهن، تتوسط كاميرون دياز زميلتيها، درو باريمور الى اليمين ولوسي لو الى اليسار. هل لأن دياز أطولهن؟ ربما. لكن المفاجأة حقاً هي أنهن حين جلسن خلال هذه المقابلة مع "الحياة" قبل أيام، رتبن أنفسهن في الوضع ذاته، درو باريمور الى اليمين ثم كاميرون دياز ولوسي لو الى اليسار. هل هذا مقصود؟ تجيب درو باريمور: "خلال التصوير، تركنا الإدارة للمخرج ولاحظنا أنه يفضل هذا الترتيب فاعتمدناه وربما لا نزال نحمله معنا على نحو غير واع". لا يهم كثيراً كيف يجلسن ولا حتى كيف يقفن. المهم كيف يمثلن؟ في "ملائكة تشارلي 2" هناك ضرب أكثر من ذي قبل، وخبط على مختلف مواقع الألم الجسدية أكثر من ذي قبل، ومؤثرات وخدع بصرية وتقنية أكثر بكثير من ذي قبل. كذلك الضحك والهزل هما أيضاً أكثر بكثير من ذي قبل. لكن اذا كنت تعتقد أن هذا يؤدي الى فيلم أفضل بكثير من ذي قبل، فإن ذلك يحتاج الى مراجعة. الشيء المؤكد أن الثلاثة، على رغم من عدم تناسبهن شكلاً او عرقاً، لا يزلن مصدر الجاذبية الأول وإلهام الفيلم لساعة ونصف الساعة من الترفيه المطلق. تضيف درو: "تدربنا أكثر مما فعلنا للفيلم السابق. وتحمّلنا مسؤوليات أكبر. وأعتقد أننا بشكل عام كنا أكثر معرفة، هذه المرة، كل منا بالأخريين مما ساعد على إنجاز الفيلم يسهولة أكثر". لوسي لو تحاول دائماً الإجابة قبل الأخريات، واذ تسأل "الحياة" عن مشاهد القتال وهل بتن الآن يُجدن الدفاع عن أنفسهن اذا ما هوجمن، تنبري لوسي لتقول: "أعتقد أننا أردنا فيلماً أكبر من الفيلم السابق. وأعتقد أننا تعلمنا منه ضروباً أكثر في الدفاع عن النفس". وتتدخل درو لتضيف بمرح شديد: "لكن لا تزال الطريقة الأفضل للدفاع عن النفس هي الصراخ بصوت عال". في الفيلم هناك أشرار مختلفون، بعضهم رجال لكن هناك امرأة واحدة توازي الرجال جميعاً، هي تلك التي تؤدي دورها ديمي مور العائدة الى الشاشة بعد غياب. كيف وجدت كاميرون دياز غريمتها التي تنفرد بمواجهتها أكثر من زميلتيها في الفيلم: "أحببت ديمي. أنها امرأة ذكية وسمعت من بعض الذين قابلتهم شكوى من أن الفيلم ضد الرجال... كيف يمكن أن يكون كذلك ونحن جميعاً اناث وهناك قصتا حب في الفيلم بين شخصيتي وشخصية لوك ويلسون وبين شخصية درو وقصة حب سابقة؟ هذا الفيلم ليس ضد أحد". عملياً هذا صحيح. أشرار الفيلم ايرلندي وأميركية ومجموعة كبيرة من التابعين المعتادين. وهذا أبعد بكثير مما يمكن المرء تخيل حدوثه بعد 11/9 من حيث أن الفرصة مؤاتية، أكثر مما مضى، للحديث عن إرهاب غير أبيض البشرة. من ناحية ثانية يفرز الفيلم عدم خشية هوليوود من التعامل مع المرأة كمصدر قوّة. تقول درو: "أذكر أنه لسنوات قريبة لم يكن هناك وجود لفيلم اميركي يقدم المرأة كقوة ضاربة. افلام الأكشن كانت دوماً من بطولة الرجال، والافلام القليلة التي قدمت بطولة نسائية من هذا النوع فشلت". لوسي: "أوافق. أعتقد أن هوليوود توفر الآن فرصاً أكثر لكل أنواع الأفلام ولكل الشخصيات". وتوجز كاميرون بعد سعلة خفيفة تبعتها تربيتات من ظهرها من يدي لوسي ودرو على التوالي: "لكن الفيلم ليس ضرباً فقط. هناك مشاهد رقص، وشخصياً أعتقد أن يجب أن لا يخلو فيلم ما، بصرف النظر عن نوعه ولونه، من الرقص"... وكاميرون ترقص أكثر من غيرها في هذا الفيلم ولو أنه من غير المعروف اذا ما كانت تثير غيرة أحد.