قتل جندي اميركي في هجوم للمقاومة على دورية عسكرية قرب النجف، وأصيب جندي آخر إصابة مباشرة في رأسه عندما كان في محل لبيع اجهزة الكومبيوتر في بغداد، ولم يعرف مصيره. وأعلن "رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق" محمد باقر الحكيم معارضته "أعمال العنف" ضد القوات المحتلة، مفضلاً "المفاوضات والتظاهرات السلمية". وقتل جندي اميركي آخر في كمين جنوببغداد ليلة الخميس - الجمعة، فيما تتزايد المخاوف حول مصير جنديين آخرين اختطفتهما ميليشيا الفدائيين العراقيين واستولت على العربة المدرعة التي كانت بحوزتهما بنية استخدامها لتنفيذ هجوم ضد القوات الاميركية. وقتل الجندي بينما كانت القوات الاميركية في دورية مع الشرطة العراقية قرب مدينة النجف الشيعية حوالى 130 كيلومتراً جنوببغداد ليلة الخميس - الجمعة. وقال الميجور ريك هال من الفوج الثالث لمشاة البحرية ان الجنود الاميركيين "كانوا يشاركون في دورية مؤللة مع رجال شرطة عراقيين تعرضت لإطلاق النار". واضاف: "أن الأمر غير عادي فعلاً لأن الوضع بين الكوفة والنجف هادئ عموماً". وبمقتل الجندي يرتفع الى 57 عدد العسكريين الاميركيين الذين قتلوا منذ أول أيار مايو يوم أعلن الرئيس جورج بوش انتهاء العمليات الاساسية في العراق. وتعتقد الاستخبارات العسكرية ان ميليشيات "الفدائيين" خطفت جنديين اميركيين واستولت على عربتهما المدرعة الصغيرة من طراز "همفي" في بلدة بلد لاستخدامها في هجمات على القوات الاميركية. وقال الميجور روبرت توينر ان الاستخبارات تعتقد "بأن ميليشيا الفدائيين العراقيين التي خطفت الجنديين تستخدم الآلية للاقتراب من قواتنا لتنفيذ هجوم ارهابي آخر"، في اشارة الى "فدائيي صدام". وأضاف ان "آخر مرة رصدت فيها العربة كانت في بغداد". وزاد: "ليست لدينا معلومات عن الجنديين في هذا الوقت، لكننا سنعثر عليهما"، مضيفاً انهما من فرقة المشاة الثالثة وليس الرابعة كما تردد سابقاً. وأقرت القوات الاميركية بأنها لا تعرف كيف تمكن شخص من خطف الجنديين وعربتهما المدرعة. وقال السيرجنت تيروني بيج الذي يشارك في عمليات البحث "اننا محتارون"، مضيفاً: "كل شخص في المنطقة يعرف عما يجب ان يبحث عنه. انني أبحث عنها". وأعلن ضابط رفض ذكر اسمه انه تم اعتقال ثلاثة عراقيين على الأقل للاشتباه في تورطهم في عملية الخطف. وقال: "يبدو ان العربة ومن كان على متنها خطفوا بطريقة ما"، مضيفاً ان "البحث مستمر ... نحن قلقون. ان في حوزتهم العربة واللاسلكي والأسلحة، كل شيء". وتحولت مدينة بلد في الأسابيع الأخيرة الى مسرح لعمليات اميركية تهدف الى وضع حد للهجمات التي تشنها قوات موالية للنظام البعثي السابق ضدها. وقال شهود وصاحب متجر ان جندياً اميركياً اصيب بطلق في رأسه خلال شراء أقراص فيديو من متجر في بغداد امس. ولم يصدر الجيش الاميركي أي تقرير عن الحادث. وقال صاحب المتجر ان جنديين اميركيين آخرين اقتادا الجريح بعيداً ولم يتضح ما إذا كانت اصابته خطيرة. واعرب الحكيم عن معارضته لأعمال العنف ضد قوات "التحالف"، مؤكداً انه يفضل استخدام الوسائل السلمية لوضع حد للاحتلال. وقال في خطبة الجمعة في مدينة النجف ان "استخدام العنف هو الملجأ الأخير. علينا البدء بمفاوضات وتظاهرات سلمية ضد الاحتلال". و"المجلس الأعلى" هو أحد أبرز المجموعات السياسية التي اختارتها الإدارة المدنية الاميركية في العراق لتبحث معها في مستقبل هذا البلد. وعاد زعيم المجلس في منتصف ايار مايو الى العراق بعد 23 سنة أمضاها في المنفى في ايران. وفي لندن، نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أمس ان البنتاغون أرسل فريقاً من خبراء السياسة الى العراق لإجراء مراجعة مستقلة لعمليات ما بعد الحرب وسط انتقادات متزايدة بأن الادارة لم تُعد للاحتلال إعداداً كافياً. وأضافت الصحيفة ان مجموعة صغيرة سافرت الى بغداد الخميس بناء على طلب من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. وزادت ان الفريق بدأ مهمته، فيما الشركات التي تتطلع الى الاستثمار في العراق أو الفوز بعقود تتلقى تحذيرات من احتمال ان تغرق البلاد في غمرة ثورة عارمة.