قالت مصادر عسكرية اميركية ان القوات الاميركية هاجمت الاربعاء الماضي قافلة يعتقد أن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ونجله البكر عدي كانا فيها، وأن اخصائيين اميركيين يجرون تحاليل على مادة "دي ان إي" للبقايا البشرية التي عثر عليها في القافلة التي استهدفت بصواريخ وهي في الصحراء الغربية بالقرب من الحدود السورية. وأكدت المصادر العسكرية لصحيفة "الاوبزرفر" البريطانية أمس ان الهجوم شن بعد التقاط محادثة هاتفية عبر الاقمار الاصطناعية ويحتمل ان تكون لصدام او لأحد نجليه. واضافت المصادر ان العملية التي لم يعلن عنها رسمياً بعد، جرت بالقرب من مدينة القائم الحدودية وشارك فيها الطيران الاميركي وكتيبة المشاة الثالثة المدرعة انطلاقاً من مدينة الرمادي التي تقع على بعد 70 ميلاً غرب بغداد. ورفضت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون التعليق على الخبر، لكن الصحيفة قالت ان مصادر اميركية تشعر بتفاؤل حذر بأنها ربما تكون تمكنت اخيراً من اصابة من تصفه ب"هدفها الاول" وأنها بانتظار نتائج فحص ال "دي ان إي" التي لم يعرف موعد ظهورها. وقصفت القوات الأميركية السيارة بعدد غير محدد من صواريخ جو - أرض "هيلفاير" بعد تلقيها معلومات مؤكدة الأسبوع الماضي عن تنقل صدام وافراد عائلته غرب العراق، على رغم المزاعم الاميركية السابقة بأن صدام قتل بالقصف خلال الحرب. وهاجمت الطائرات الأميركية قافلة مكونة من أربع سيارات فاخرة تلقت القوات الأميركية "معلومات أكيدة" عن وجود عدي فيها، وكانت القوات الأميركية دمرت مجموعة قوافل لسيارات شبيهة خلال الحرب في آذار مارس وأبريل نيسان الماضيين. وأكدت المصادر العسكرية وقوع الحادث، لكنها قالت أنها لا تستطيع إعطاء معلومات عنه قبل الحصول على إذن بذلك من البنتاغون. وجاء الهجوم على القافلة بعد يومين من اعتقال عبد حمود التكريتي السكرتير الخاص لصدام، الذي افاد بأن الرئيس العراقي لا يزال على قيد الحياة، وقد يكون أدلى بمعلومات تكشف عن وجوده. وذكر أن حمود أبلغ الأميركيين أن صدام ونجليه فروا إلى سورية التي أرغمتهم على العودة إلى العراق. لكنه قال أن صدام ونجليه قرروا أن يتفرقوا لزيادة فرصهم في النجاة. من جهتها قالت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس أن الكثير من العراقيين يشعرون بقلق شديد من احتمال أن يكون صدام لا يزال حياً، وتأكيداً لذلك أوردت قصة الأستاذ الجامعي العراقي هلال البياتي الذي قال أنه قرر مغادرة العراق بعدما كان يفكر البدء بممارسة العمل السياسي، وذلك خوفاً على حياته من أنصار حزب البعث. وقالت الصحيفة أن البياتي الذي عانى في الماضي في سجون البعث ساهم بشكل فاعل في تنظيف جامعة بغداد من الإدارة البعثية السابقة عقب الحرب على أمل أن يشمل هذا النشاط جميع أنحاء العراق، لكنه يرى الآن أن هذه العملية فشلت وأن شبح صدام لا يزال يخيم على البلد. وقال مراسل الصحيفة أن مواطناً عراقياً التقاه في بغداد حدثه عن كرهه صدام واستعداده لقتله، لكن المواطن ذاته تلعثم وتوقف عن الكلام لمجرد اقتراب شخص آخر من المكان الذي كان يتحدث فيه، ما يشير الى عمق مشاعر الخوف من صدام في الشارع العراقي حتى الآن. وفيما يتناقل الناس بشكل واسع أشاعات عن أماكن اختفاء صدام وقدرته على استباق القوات الأميركية التي تطارده، يرى البعض أن أحداً لا يستطيع وضع حد للفوضى المستشرية في الشارع العراقي هذه الأيام سوى صدام ذاته. ونقلت الصحيفة عن مواطن شيعي يدعى صادق عبدالأمير أن ما يحتاجه العراقيون حالياً هو "قبضة صدام الفولاذية".