كشف محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس أن مفتشي الوكالة عثروا على معظم كميات اليورانيوم التي فقدت من منشأة تخزين تعرضت للنهب في موقع نووي عراقي رئيسي. وقال البرادعي في حديث صحافي على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في الاردن: "يفيد التقرير الاولي بأنه عثر على معظم المواد، لكنني ما زلت انتظر التقرير النهائي". وكان لصوص اقتحموا مجمع "التويثة" 20 كيلومتراً جنوببغداد ثم باعوا بعض المواد النووية في اعقاب الحرب التي شنتها الولاياتالمتحدة على العراق. ونقل تقرير اورده موقع مجلة "ساينس" الاميركية على "انترنت" الجمعة الماضي عن البرادعي قوله انه تم تقريباً استعادة معظم كميات اليورانيوم المفقودة، الا ان الوكالة امتنعت عن التعقيب حتى الآن. وأضاف البرادعي ان مفتشي الوكالة الذين قضوا الاسبوعين الماضيين في تقويم حجم الأضرار الناجمة عن عمليات النهب في مجمع "التويثة" سيرفعون خلال الاسبوع المقبل تقريراً عن نتائج جهودهم، "سأتمكن حينها من تقديم تقرير عن وضع المواد النووية". وفي واشنطن نقلت صحيفة "لوس انجليس تايمز" امس عن خبراء اميركيين ان الشاحنتين اللتين عثر عليهما في العراق واللتين وصفهما الرئيس جورج بوش بأنهما من المختبرات المتحركة لصنع الاسلحة البيولوجية، كانتا مخصصتين لانتاج الهيدروجين المخصص لبالونات الرصد الجوي. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في أجهزة الاستخبارات الاميركية، لم يكشف عن هويته وموجود في العراق، انه واثق من ان الشاحنتين اللتين تمت مصادرتهما كانتا تنتجان الهيدروجين المستخدم في البالونات، ولا توجد فيهما معدات التعقيم الضرورية لانتاج الجراثيم أو المواد السامة. وتستخدم بالونات الرصد الجوي في ساحات المعارك من اجل جمع معلومات مخصصة لوحدات المدفعية. وأوضحت الصحيفة ان الجيش الاميركي يملك معدات مماثلة مخصصة لهذا الاستعمال. وعلى رغم انه لم يتم العثور على أي أثر لمواد بيولوجية في شاحنة - مختبر عثر عليها في العراق، فقد أكدت وكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه في نهاية أيار مايو الماضي ان الهدف "المنطقي" الوحيد لهذه الشاحنة هو انتاج اسلحة كيماوية وبيولوجية. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية في بداية حزيران يونيو الجاري ان كل عناصر الاستخبارات لا يشاطرون هذا الرأي، وبينهم خبراء أثاروا مسألة عدم وجود التجهيزات الضرورية لانتاج أسلحة دمار شامل.