قالت صحيفة نيويورك تايمز امس السبت ان بعض المحللين البارزين في شؤون المخابرات الذين فحصوا شاحنات عراقية يشتبه في انها كانت تستخدم في صنع اسلحة بيولوجية شككوا في ان هذه الشاحنات استخدمت في صنع مواد جرثومية. وقالت الصحيفة ان ثلاث فرق على الاقل من الخبراء الغربيين فحصوا الشاحنات والادلة التي تم الحصول عليها من هذه الشاحنات. واضافت الصحيفة انه بينما اعتقد أول فريقين تقريبا ان الشاحنات كانت تستخدم في صنع اسلحة بيولوجية فان الفريق الثالث المكون من محللين بارزين سادهم انقسام شديد في هذا الشأن. واشارت الولاياتالمتحدة الى اكتشاف هذه الشاحنات التي وصفتها بأنها مختبرات متنقلة لصنع الاسلحة البيولوجية على انها دليل على ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين كانت لديه اسلحة دمار شامل لكنه ربما دمرها قبل بداية الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة في مارس الماضي. واشارت ادارة الرئيس جورج بوش الى خطر وشيك من برنامج الاسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية العراقي كمبرر لشن الحرب في مارس. وبعد ثمانية اسابيع من الاطاحة بصدام لم تعثر القوات الامريكية حتى الآن على أي اسلحة كيماوية أو بيولوجية في العراق. وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان المحللين الذين لم تكشف عنهم والذين شككوا في ان الشاحنات كانت تستخدم في صنع اسلحة جرثومية اشاروا الى ان هذه الوحدات تفتقر الى امكانيات التعقيم بالبخار وهي خطوة ضرورية لصنع الاسلحة البيولوجية. وقالت الصحيفة انه حتى لو كان امكن الالتفاف على هذه الخطوة فان كل وحدة كانت ستصنع كمية صغيرة من سائل جرثومي يحتاج الى مزيد من المعالجة في مصنع آخر لتركيزه وتحضيره للاستخدام كسلاح. وبالاضافة الى ذلك فان هذه الشاحنات ليس لديها وسيلة متاحة لازالة السائل الجرثومي من خزان المعالجة مستشهدة في ذلك بخبراء في الشرق الاوسط وبريطانيا والولاياتالمتحدة. وقال بيل هارو المتحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الامريكية لصحيفة نيويورك تايمز ان الحكومة الامريكية متمسكة بالتأكيدات التي قدمتها في ورقة بيضاء اوجزت فيها المعلومات الخاصة بالوحدات المتنقلة لانتاج الاسلحة البيولوجية العراقية لكنه اشار الى ان تلك التقارير كانت من وجهة نظرهم الخاصة. وقال احد كبار المحللين الذين استشهدت برأيهم صحيفة نيويورك تايمز والذي شاهد الادلة التي تم الحصول عليها من الشاحنات نفسها: ليست لدي ثقة كبيرة في انها أي الشاحنات كانت جهاز اكثار للجراثيم وزعم ان الورقة البيضاء اعدت بسرعة وتبدو سياسية. وقال علماء عراقيون ان هذه الشاحنات كانت تستخدم في انتاج الهيدروجين للبالونات المستخدمة في التنبؤ بالطقس بينما قالت الحكومة الامريكية ان هذه الرواية ذكرت للتغطية.