وفق رجال الدين، الزي الشرعي الإسلامي هو "النقاب" الذي يغطي وجه المرأة بأكمله مع فتحتين ضيقتين فوق العينين وثوب واسع فضفاض ذي لون داكن يخفي معالم الجسد. وأفتى بعض رجال الدين بالتيسير على النساء فسمح لمن لا تطيق "النقاب" بارتداء "الخمار" الذي يكشف الوجه فقط وينسدل فوق الذراعين وبالكاد تظهر الأنامل من تحته، مع الحرص على ارتداء ثوب واسع فضفاض داكن اللون يغطي الجسد بالكامل. ولم تعر كثيرات اهتماماً ب"قضية" الزي الشرعي فارتدين كل ما يحلو لهن من صرعات الموضة بدءاً من التنورة القصيرة المعروفة ب"الميني جوب" الى الجينز مروراً ب"البادي" و"الاستريتش". وشهدت شوارع العاصمة القاهرة أخيراً زياً نسائياً يجمع بين مفهومي الزي الشرعي في تغطية شعر الرأس وصرعات الموضة وارتداء المرأة ما يحلو لها من ملابس عصرية أطلق عليه اسم "الحجاب"، وبات من المألوف رؤية فتاة "محجبة" تضع "ايشارباً" فوق رأسها أو ترتدي تنورة طويلة تغطي ساقيها مع فتحة كبيرة من الخلف! أو ترتدي مع الايشارب "بلوزة" ضيقة تكشف عن رقبتها وجزء كبير من صدرها. ولا مانع كذلك من وضع ماكياج كثيف للفت الأنظار وعطر جذاب. وثمة من يقول ان ارتداء الكثير من النساء والفتيات السافرات الرافضات للنقاب والخمار "الحجاب" ليس إلا تعبيراً عن صحوة دينية تتناقض بين المسمى والفعل. الا أن البعض الآخر يعتبره مظهراً من مظاهر تخبط المجتمع وانعدام المعايير الأخلاقية. ويوضح علماء النفس ان طريقة ارتداء المرأة ملابسها تعكس مفهومها لذاتها وما يعتمل في داخلها من نزعات نفسية. تقول عواطف تهامي، وهي مدرّسة في المرحلة الابتدائية وأم لطفلين ثلاث وخمس سنوات: "لا علاقة لملابس المرأة بمشكلاتها النفسية، فقد أكون عاشقة للتغيير الدائم في ما أعدّه لأسرتي من مأكولات، وقد أكون على خلاف مع زوجي أو رؤسائي في العمل، لكنني حريصة منذ سنوات الدراسة على ارتداء "النقاب" وعدم تبديله سواء ب"الخمار" أو ب"الحجاب" او بملابس "السفور" وتلك قناعات شخصية تكمن في حرص المرأة المسلمة على عدم إغضاب ربَّها بارتداء ملابس لا تتماشى مع الزي الشرعي وهذا ما نحاول تعليمه للفتيات الصغيرات في المدرسة". وتوافقها زميلتها في المدرسة نفسها حنان عبدالقادر الرأي وتضيف: "أرفض ان ترتدي المرأة المسلمة "ايشارباً" على الشعر بينما ترتدي بلوزة ضيقة تكشف صدرها أو تنورة قصيرة مفتوحة من الخلف فتظهر مفاتن جسدها، ولا يطابق هذا الزي شريعة الاسلام بل هو كوكتيل غربي غرضه زعزعة ايمان المرأة المسلمة وجعلها عرضة لمضايقات الشباب والرجال ممن تسول لهم انفسهم النظر الى عورات النساء. ولا نلقي اللوم في ذلك على الرجل فحسب ولكن على المرأة ايضاً باعتبارها مصدر إغواء، فهل شاهدت يوماً رجلاً أو شاباً يضايق امرأة ترتدي الخمار وتغطي جسدها بملابس فضفاضة داكنة بحسب ما جاء في القرآن الكريم". وتؤيدهن في الرأي ايمان حسن أيضاً ربة منزل وأم لتلميذة في المدرسة. تقول: "المرأة المتبرجة او من ترتدي "حجاباً" يكشف عوراتها تشكو ليل نهار من التحرشات في اماكن العمل ووسائل النقل، وهذا أمر يحط من كرامتها ويجعلها عرضة للأقاويل".