تقول هبة العربي «كانت أمي في صباها ترتدي ميني جوب وبلوزة بلا أكمام مثلها في ذلك مثل قسم كبير من النساء في القاهرة آنذاك». لكن هبة وهي مصممة أزياء في القاهرة لا ترتدي ملابس من هذا القبيل وهي تغادر منزلها اليوم. فبرغم حرارة الصيف فإن هذه السيدة المسلمة الجميلة ذات الوجه الرفيع والعينين السوداوين الواسعتين ترتدي جوب طويل من القطن الثقيل يكاد يلامس الأرض فوقه بلوزة مقلمة بأكمام طويلة. وجهها تزينه بمسحة ماكياج خفيفة وتغطي رأسها بحجاب أرجواني اللون. وتضيف في نبرة واثقة «الآن ترتدي أمي الحجاب وهي سعيدة أننا نفهم ديننا الاسلام بشكل أفضل اليوم». وهبة 22 عاما التي ترتدي الحجاب منذ 5 سنوات واحدة من بين عدد متزايد من الشابات المصريات اللائي يعتقدن أن الدين يلزم المرأة بتغطية جسمها بالكامل عدا الوجه والكفين. بيد أن هذا لا يحول دون رغبتهن في ارتداء ملابسهن على أحدث خطوط الموضة وذلك بعكس ما كان سائدا قبل 10 سنوات. وصارت محلات الملابس في مصر توفر لهن الزي الاسلامي بمختلف الاشكال حيث يتوافر الحجاب بكافة الالوان والمواد كما تتوافر البنطلونات الواسعة وكافة أنواع الفساتين والجوبات الطويلة. وتتخصص نحو 20 في المائة من محلات الازياء في القاهرة الآن في ملابس المحجبات. وتقول شيماء أحمد صديقة هبة «إن حقيقة توافر ملابس انيقة للمحجبات شجع قسماً كبيراً من الفتيات على ارتداء الحجاب». وقد انتهت الاثنتان لتوهما من دراستهما كمصممتي أزياء بجامعة حلوان. وتقول شيماء «إن الفتيات غير المحجبات يرتدين ملابس أكثراحتشاما الآن بحيث صار الحجاب فقط الفارق الوحيد بين ملابس المحجبة وغير المحجبة. عاشت شيماء في السعودية مع والدتها وهي في الثانية عشرة وتعين عليها ارتداء الحجاب كلما غادرت المنزل. وتقول أن نسبة غير المحجبات بين زميلاتها في الجامعة لا تزيد على 5 في المائة. وتقوم هبة وشيماء بتصميم ملابس كاجوال عديدة في إطاردراستهما وأن كانتا لا ترتديانها مطلقا. وكانت المحجبة عادة ترتدي ملابس فضفاضة تعوزها الاناقة وحجاباً تلف به وجهها تعقده بدبوس تحت الذقن. الان تظهراتجاهات جديدة في عالم أزياء المحجبات كل عام. ففي العام الماضي مثلا انتشر الحجاب متعدد الالوان. شيماء على سبيل المثال تلف كتفها بشال شفاف بلون العاج فوق فستانها يعلوه حجاب أسود اللون بخيوط ذهبية. وتجمع السيدات المحافظات بين البلوزات والياقات العالية لعدم إظهار العنق .