صعود المحافظين الجدد في ادارة بوش 19 دوغلاس فايث: كان يمكن ان يحتل فايث المركز الرابع أو الخامس من حيث الأهمية في السلسلة، غير انهم جميعاً مهمون في تأييد اسرائيل، وفايث هو وكيل وزارة الدفاع للسياسة اي المدني الثالث في الوزارة بعد دونالد رامسفيلد وبول وولفوفيتز. ومن مهمات فايث اختيار اعضاء مجلس سياسة الدفاع ما يجعل له نفوذاً واسعاً. تخرج فايث في جامعتي هارفارد وجورجتاون، وخدم في مجلس الأمن القومي كخبير في الشرق الأوسط خلال ادارة ريغان، ثم تقلب في مناصب عدة في وزارة الدفاع حتى أصبح نائب مساعد الوزير، وتعاون مع ريتشارد بيرل. وترك الوزارة سنة 1986 وأسس شركة المحاماة فايث وزيل بعد ان حصل على أرفع ميدالية تمنح لمدني. وفايث عضو مجلس مستشاري المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، وقد اختار مايكل موبس للعمل في شركته فايث وزيل، والآن أصبح موبس مسؤولاً عن ادارة 11 وزارة في العراق. ويعادي فايث الفلسطينيين باستمرار، وقد انتقد عملية السلام التي أطلقها جيمي كارتر في كامب ديفيد الأولى، فوقف ضد السلام الشامل وشارك في كتابة تقرير "الانفصال التام" لبنيامين نتانياهو. ويكتب فايث بغزارة في أهم الصحف الأميركية والمجلات مؤيداً اسرائيل، وهو عضو مؤسس في مركز سياسة الأمن، وعمل عضواً في مجلس ادارته قبل ان ينضم الى ادارة بوش الإبن. ويتبع دوغلاس فايث في تأييد اسرائيل أباه دالك الذي كان من أتباع جايوتنسكي في بولندا. ونشاط الأب وابنه في خدمة اسرائيل يصعب حصره، وقد كرمتهما المنظمة الصهيونية العالمية سنة 1997 لخدمتهما اسرائيل بامتياز. ارفنغ كريستول: هو من اباء المحافظين الجدد، وعضو بارز في معهد أميركان انتربرايز. ولد هذا الصهيوني المتطرف سنة 1920، وعمل مدير تحرير لمجلة "كومنتري" من 1947 حتى 1952، وأسس مع ستيفن سبندر مجلة "انكاونتر" البريطانية التي مولتها وكالة الاستخبارات المركزية، ورأس تحريرها من 1953 الى 1958. وأسس كريستول مجلتي "المصلحة العامة"، ثم "المصلحة القومية"، الأولى مع دانيال بيل والثانية مع ناثان غليزر. وهو يسهم منذ 1972 في "وول ستريت جورنال"، وله كتب عدة بينها "المحافظة الجديدة: السيرة الذاتية لفكرة". وتزعم "المصلحة القومية" انها واحدة من أهم ثلاث مطبوعات تعنى بالشؤون العامة مع "فورين افيرز" و"فورين بوليسي" غير انني اجدها أقل أهمية بكثير من المطبوعتين الأخريين. ولكنها تفاخر بنشر مقال فرانسيس فوكوياما "نهاية التاريخ" الذي أطلق الجدل حول عالم ما بعد الحرب الباردة. وليام كريستول: هو ابن ارفنغ، وأحد أعمدة المحافظين الجدد، ويرأس مشروع القرن الأميركي الجديد ومجلة "ويكلي ستاندارد" التي يملكها روبرت ميردوخ. ويصفه الصحافي الباحث جون لوب بأنه "ولي عهد عصابة المحافظين الجدد". ويعتبر وليام في أهمية والده ارفنغ بين المحافظين الجدد، وهو مثل غالبيتهم بدأ ديموقراطياً وعمل مع هيوبرت همفري وهنري جاكسون قبل ان يصبح جمهورياً. وبعد انتخاب جورج بوش الأب رئيساً عيّن وليام كريستول رئيساً لموظفي نائب الرئيس دان كوبل، ووصف أحياناً بأنه "عقله". وكان قبل ذلك كبير موظفي وزير التعليم وليام بينيت الذي نشرت نبذة عنه في حلقة سابقة. عمل كريستول بين 1993 و1994 رئيساً لمشروع المستقبل الجمهوري، وساعد في وضع السياسة التي أدت الى انتصار الجمهوريين في انتخابات الكونغرس سنة 1994. وعمل سنة 1993 ايضاً عضو مجلس ادارة مشروع برادلي، وقد تحدثنا عن مؤسسة برادلي في الجزء الأول من الحلقات. وبعد فوز الجمهوريين في انتخابات الكونغرس سنة 1994، طلب كريستول من روبرت ميردوخ دعم مجلته "ويكلي ستاندارد" التي تعتبر ناطقة باسم المحافظين الجدد، وهي توزع 55 ألف عدد، أي أقل بكثير من "ذي نيشن" الليبرالية التي توزّع 127 ألف عدد، و"ناشونال ريفيو" المحافظة التي توزّع 154 ألف عدد. الاّ ان نفوذ مجلة كريستول يفوق حجم توزيعها، وتنقل مقالاتها عادة على الانترنت. وألّف كريستول مع لورنس كابلان الكتاب "الحرب على العراق: طغيان صدام ومهمة أميركا" الذي نشر في شباط فبراير 2003. ويتحدث الكتاب عن "خريطة طريق" جديدة بعد ان دمر إرهاب 11 أيلول سبتمبر الافتراضات الخاطئة عن عالم ما بعد الحرب الباردة. وبعد ان يطالب ب"تحرير" العراق يقول ان القرار هذا يتجاوز العراق الى الشرق الأوسط كله. ويكرّر كريستول هذا الرأي في مقال نشرته مجلته الشهر الماضي ويعتبر حرب العراق فيه "نهاية البداية"، أما المعركة الكبرى التالية فهي مع ايران، والهدف اعادة رسم خريطة الشرق الأوسط. وأكمل غداً بالحلقة الأخيرة. جهاد الخازن