صعود المحافظين الجدد في إدارة بوش 7 تجمع شبكة معقدة من العلاقات العائلية وروابط الصداقة والعمل والرعاية المحافظين الجدد بعضاً ببعض. وقال جيم لوب في مقال بعنوان "سلالة المحافظين الجدد" نشر في آذار مارس الماضي ان هناك علاقات متشابكة متراكمة. وحتى من دون الإحاطة بكل التفاصيل، فإن من الواضح، وخلافاً للمظاهر، أن المحافظين الجدد ليسوا حركة جماهيرية، بل هم عشيرة صغيرة متماسكة يتزاوجون ويتواصلون داخل إدارة بوش وخارجها، وقد استطاعوا السيطرة على جزء كبير من السياسة الخارجية، خصوصاً كل ما له علاقة بالشرق الأوسط والعرب وإسرائيل. ولد إيرفنغ كريستول سنة 1920، وكان أحد الآباء المؤسسين للمحافظين الجدد. وعمل مدير تحرير لمجلة "كونتري" من 1947 الى 1950، وأسس مع ستيفن سبندر مجلة "انكاونتر"، ورأس تحريرها من 1953 الى 1958. ومولت وكالة الاستخبارات المركزية هذه المجلة. وتزوج كريستول جيرترود هيملفارب، وابنهما وليام يرأس تحرير "ويكلي ستاندارد" التي يمولها روبرت ميردوخ. ويرى لوب ان وليام كريستول "ولي عهد" المحافظين الجدد. وفي سنة 1999 اشترك ايرفنغ كريستول في تأليف الكتاب "المحافظون الجدد: السيرة الذاتية لفكرة". وعمل نورمان بودهورتز مثل ايرفنغ كريستول على اختراع المحافظين الجدد في الستينات. وزوجته ميدج ديكتر من أمناء مؤسسة هرتدج منذ 1981. والزوجان من زعماء لجنة الخطر الماثل وعملا في إدارة رونالد ريغان. وبين تلاميذ نورمان بودهورتز في مجلة "كونتري" جين كيركباتريك وريتشارد بايبس الذي كان مستشار ريغان الرئيسي في فكرة "امبراطورية الشر". ودانيال بايبس، ابن ريتشارد، مدير منتدى الشرق الأوسط، حيث هدفه الإسلام الذي حول "الشر" اليه. وكان ريتشارد بيرل زميل دراسة مع جون وولستر، ابنة ألفرد وولستر، وهي قدمت بيرل الى أبيها وهذا ساعد وولفوفيتز وبيرل على بدء العمل في واشنطن قبل 30 سنة، والتصقا بالسناتور هنري جاكسون الذي يقول بيرل عنه: "كان حباً من أول نظرة. ولن أنسى أول اجتماع. كنا خريجين نجلس على أرض مكتب جاكسون في مجلس الشيوخ ونراجع نظام الدفاع الصاروخي". ويعتبر دوغلاس فايث، نائب وولفوفيتز في وزارة الدفاع، من تلاميذ بيرل، وكان والده دالك فايث من أتباع الزعيم الصهيوني فلاديمير جابوتنسكي في بولندا، ونشط في الثلاثينات في حركة الشبيبة بيتار التي أسسها جابوتنسكي. وفي تشرين الثاني نوفمبر 1997 كرمت المنظمة الصهيونية الأميركية دالك ودوغلاس فايث ووصفتهما بأنهما "محسنان يهوديان ومؤيدان نشطان لإسرائيل". بعض العلاقات بين المحافظين الجدد محوره معهد أميركان انتربرايز. ولين تشيني، زوجة نائب الرئيس ديك تشيني، باحثة في المركز. وتشغل ابنتهما اليزابيث منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى. وفي سنة 2002 تلقى نورمان بودهورتز ارفع تكريم من المعهد، وهو جائزة فرانسيس بوير، ونالها في السنة التالية ايرفنغ كريستول. أما مايكل ليدين، الباحث المقيم في معهد اميركان انتربرايز فهو متزوج من برباره ليدين التي ترأس منتدى المرأة المستقلة، المعارض للحركات النسائية، وهي عضو فاعل في صوغ سياسات الجمهوريين في الكونغرس. ويعتبر ديفيد وورمزر وزوجته ميراف من أهم المحافظين الجدد. وكانا اشتركا مع بيرل وفايث وآخرين في كتابة مذكرة الى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سنة 1996 تعارض عملية السلام كلها واتفاقات أوسلو معها، عنوانها "انفصال تام: استراتيجية جديدة لتأمين البلاد"، أي اسرائيل. وأدار وورمزر دراسات الشرق الأوسط في أميركان انتربرايز، التي نشرت كتابه "حليف الطغيان: فشل أميركا في إطاحة صدام حسين". أما ميراف وورمزر فهي أسست مع عميل سابق للاستخبارات الإسرائيلية إيغال كارمون معهد أبحاث الشرق الأوسط ميمري للترجمة، وعملت مديرة تنفيذية له أربع سنوات. وهي الآن باحثة رئيسية ومديرة مركز دراسات الشرق الأوسط في مؤسسة هدسون، وتعد كتاباً عن فشل أوسلو. أما روبرت كاغان وزوجته فكتوريا نولاند فمحافظان جديدان آخران. وهو ألف كتاب "الجنة والسلطة: أميركا وأوروبا والنظام العالمي الجديد"، ويكتب الآن تحليلات محافظة في السياسة الخارجية بعد أن بدأ حياته ليبرالياً. أما فكتوريا نولاند فتعمل نائبة رئيس البعثة الأميركية لدى الناتو، وأيضاً مستشارة نائب الرئيس تشيني في الشؤون الخارجية. وروبرت هو أخو فردريك كاغان، وهما ابنا دونالد كاغان. ويعمل فردريك استاذاً للتاريخ الحربي في الأكاديمية العسكرية الأميركية وقد ألف الأخوان في السنة ألفين كتاب "عندما نامت أميركا: خداع النفس والضعف العسكري والخطر على السلام اليوم" وطالبا فيه ببناء شبكة دفاع صاروخية. دونالد كاغان يعلِّم في جامعة يال منذ 1969، وأصبح سنة 2002 أستاذ الأدب الكلاسيكي والتاريخ. وكان بدأ كديموقراطي ليبرالي وتحول الى محافظ جديد في السبعينات. وهو وولداه يكتبون مقالات تحضّ على زيادة الإنفاق العسكري. وعمل ايليوت ابرامز عن كثب مع روبرت كاغان خلال إدارة ريغان، وهو متزوج من بنت بودهورتز. أما هذا، فله ابن يكتب في "نيويورك بوست" التي يملكها روبرت ميردوخ، ويظهر للحديث مع محطة فوكس نيوز للمالك نفسه. وقد كتب جون بودهورتز خطابات لرونالد ريغان وجورج بوش الأب، وهو يطالب في مقالاته بعدم الضغط على اسرائيل. وأكمل غداً.