تدرس القيادة الفلسطينية خلال اجتماعات يرأسها الرئيس ياسر عرفات "خطة امنية" قد تمهد لانسحاب جيش الاحتلال من مناطق في قطاع غزة بموجب اقتراح اسرائيلي. وكان مقررا ان يعرض وزير الشؤون الامنية محمد دحلان هذه الخطة على مسؤولين اسرائيليين خلال اجتماع امني مساء امس. راجع ص 4 و5 وتشكل الخطة الامنية احد الملامح الرئيسية لاتفاق وقف النار الذي تبذل جهود مكثفة من اجل التوصل اليه بهدف انقاذ "خريطة الطريق" من اعمال العنف المتصاعدة منذ ايام. وهي جاءت بعد ضغوط اميركية شديدة ووساطة مصرية، وترافقت مع اجتماعات بين السلطة و"حماس"، واخرى متوقعة في غضون ايام عندما يزور وفد مصري رفيع غزة لمحادثات مع "حماس" في شأن الهدنة. وكانت اسرائيل نقلت الى وزير المال الفلسطيني سلام فياض، عبر دوف فايسغلاس مدير مكتب رئيس الحكومة ارييل شارون، اقتراحا يقضي بانسحاب اسرائيلي تدريجي من مناطق في قطاع غزة على ان تتسلم السلطة مسؤولية الامن فيها بموجب "خطة امنية" توافق عليها اسرائيل وتضمن منع الهجمات ضدها. وحسب مسؤول فلسطيني، فان شارون اقترح ايضا هدنة من ثلاثة ايام قابلة للتجديد يوقف خلالها الجيش عمليات الاغتيال في مقابل ان توقف "حماس" هجماتها ضد الاسرائيليين واستهدافهم بصواريخ "القسام". الا ان اسرائيل نفت اقتراح هدنة لثلاثة ايام، في حين رفضته "حماس" في "ظل استمرار العدوان الصهيوني". وعقد المجلس الاعلى لشؤون الامن القومي الفلسطيني اجتماعات منذ مساء اول من امس ناقشت العرض الاسرائيلي، كما ناقشت خطة امنية لعرضها على اسرائيل. واعلن وزير الاعلام الفلسطيني نبيل عمرو في ختام الاجتماعات ان السلطة كانت "على اتصال مع حماس" في مسعى الى "التوصل الى مشروع اتفاق" معها، مضيفا ان "الاميركيين والاسرائيليين والمصريين والفلسطينيين يشاركون في هذه الاتصالات" من اجل التوصل الى اتفاق امني. اما دحلان، فأبدى استعداده لتسلم المسؤوليات الامنية في المناطق التي ينسحب منها الجيش، مضيفا انه من الضروري اعادة تأهيل الاجهزة الامنية التي دمرتها اسرائيل، علما ان السلطة رفضت مرارا اقتراحات اسرائيلية مشابهة بالانسحاب بسبب عدم جهوزية الاجهزة الامنية. ورأى مراقبون ان العرض الاسرائيلي بالانسحاب التدريجي يهدف الى القفز على اقتراحات بارسال قوات مراقبة دولية الى الاراضي الفلسطينية، وآخرها تأكيد وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث في تصريحات للاذاعة الفلسطينية انه في حال "فشل الاطراف في التوصل الى وقف لاطلاق النار، فان لجنة الرقابة الدولية ستتوسع لتصبح قوات دولية للفصل بين فلسطين واسرائيل". وفي السياق نفسه، كشف المبعوث الاوروبي لعملية السلام ميغيل موراتينوس ل"الحياة" ان الاتحاد الاوروبي سيلح خلال اجتماع اللجنة الرباعية في عمان على ضرورة نشر مراقبين دوليين في المنطقة ووضع آليات للرقابة. وقال ان المواجهات الاخيرة تشكل "حافزا كبيرا من اجل استعجال نشر مراقبين دوليين، وسيقدم الاتحاد اقتراحات محددة من اجل وضع آليات المراقبة لتكون مفتاح الجهد الديبلوماسي". في غضون ذلك، قالت مصادر فلسطينية ان وفدا مصريا سيصل اليوم الى غزة حيث سيعقد لقاء مع الفصائل الفلسطينية غدا. واكدت مصادر مصرية مطلعة ان الوفد سيعرض نتائج جهوده على وزراء خارجية اللجنة الرباعية في عمان السبت المقبل. واضافت ان رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان أبلغ "حماس" خلال زيارته الاخيرة للاراضي الفلسطينية أن السبيل الوحيد للخروج من المأزق الحالي هو القبول بالهدنة، على أن تتولى مصر والأردن مهمة اقناع اقطاب الرباعية في عمان الحصول على المقابل، أي وقف سياسة الاغتيالات واستهداف المدنيين الفلسطينيين.