كان يا ما كان لكن ليس من قديم الزمان شركات سيارات تنتج فقط ما كانت تتقنه، طبعاً تذكرون بورشه المتخصصة في السيارات الرياضية فقط، كاديلاك في السيارات الفخمة والضخمة، جاغوار في السيارات الكلاسيكية المحافظة، لكن هذه التوجهات والسياسات ليس في إمكانها أن تسدد الفواتير في نهاية السنة. لذلك تبدلت هذه النظرة وبورشه أطلقت "كايان" سيارة ذات إستخدام رياضي، كاديلاك أنتجت إسكاليد، وماذا أيضاً؟ جاغوار تنافس في قطاع السيارات الرياضية المتوسطة الحجم. ومن خلال "أكس تايب" دخلت جاغوار منافسة قوية مع أودي "أي 4"، بي أم دبليو الفئة الثالثة، كاديلاك "سي تي أس"، لكزس أي "أس 300"، مرسيدس "الفئة سي" وغيرها من الطرازات. تصميم خارج عن المألوف استثمرت جاغوار أكثر من 450 مليون دولار في مصنع هايلوود في إنكلترا فكانت النتيجة إنتاج طراز "أكس تايب" الذي يتمتع بصلابة عالية تلعب دوراً حاسماً في حماية الركاب داخل المقصورة، إضافة الى رفع أداء هذه السيارة. رصانة، أناقة، فخامة، إنسيابية واضحة وطابع رياضي كلها صفات من السهل لأي كان أن يلاحظها ما إن يلمح "أكس تايب". الثقة واضحة المعالم في مقدمة السيارة الرياضية والمميزة بمصابيحها الدائرية الأربعة المتداخلة مع غطاء المحرك، إضافة الى شبكة التهوئة المقسومة الى قسمين يحيطهما الألمنيوم فيما تتوسط علامة جاغوار المقدمة التي يختمها من الأسفل الصادم المطلي بلون الهيكل نفسه والذي يحتوي على مصابيح الضباب. الخطوط الجانبية رصينة وظاهرة ولا تخلو من اللمسات الجمالية ومن الالتواءات الفنية التي تزيد من انسيابية هذه السيارة، أما المؤخرة فهي أكثر رصانة من المقدمة وتميزها المصابيح الفريدة التصميم فيما لمسات الألمنيوم تزيد الأناقة جمالاً وتفرداً. وما لا شك فيه أن مهندسي جاغوار نجحوا بإعطاء "أكس تايب" تصميماً لافتاً من دون المس بتقاليد هذه الشركة البريطانية العريقة فجاء طول هذا الطراز 4672 ملم وعرضه 1789 ملم فيما يبلغ طول قاعدة العجلات 2710 ملم والارتفاع 1392 ملم، ما ينعكس إيجاباً على الفساحة والرحابة داخل المقصورة التي تتمتع بفخامة طرازات جاغوار الأسطورية ويتأتى ذلك من الجلد الفاخر، الخشب المصقول، الكروم والمواد العالية الجودة التي استُخدمت في كل زاوية من هذه السيارة. لوحة القيادة تشكل ترجمة مباشرة لما تمثله "أكس تايب" من تصميم رياضي وطابع فخم وأنيق، وزُوّدت المقصورة الداخلية تجهيزات مترفة مثل شاشة عرض قياس 7 بوصات مع تلفزيون وهاتف خلوي ونظام سمعي يتضمن راديو كاسيت مع "سي دي" وأربعة مكبرات للصوت، مكيف هواء عالي الفاعلية، مقاعد مكسوة بالجلد الفاخر يتم التحكم بها كهربائياً مع نظام ذاكرة للأمامية منها، كذلك يتم التحكم بالمرايا والنوافذ كهربائياً، ولزيادة عملانيتها زُودّت "أكس تايب" حاملات أكواب وصناديق مختلفة في الوسط وعلى الجوانب، مع العلم أن الصندوق الخلفي فسيح يتسع لأمتعة بحجم 452 ليتراً. تطور لمتعة القيادة والسلامة حجر الأساس في بناء "أكس تايب" هو طراز مونديو الناجح من فورد التي تنتمي جاغوار الى مجموعتها، لكنه خضع لتحسينات مهندسي الشركة البريطانية ولمساتهم التي رفعت سقف المنافسة عالياً من خلال هذا الطراز الذي يتميز بدفعه الرباعي في طرازي 2,5 و3 ليترات وبدفعه الأمامي في طراز 2 ليتر. ولم تبخل جاغوار بتزويد طرازات "أكس تايب" كافة بتجهيزات وأنظمة متطورة لكي تساهم في متعة القيادة وروعة الأداء، لذلك جُهزت بالجيل الحديث من نظام منع إنغلاق المكابح "أي بي أس" وبنظام توزيع ضغط الكبح إلكترونياً "أيه بي دي" وبنظام تفعيل ضغط الكبح تلقائياً في الحالات الطارئة وبنظام التحكم الديناميكي بالثبات "دي أس سي" الذي يساعد السائق بالبقاء على الطريق ومنع أية عملية انزلاق من خلال جمعه بين عمل المكابح، المقود ونظام التوجيه فيقوم بتحليل المعلومات الواردة من أجهزة مراقبة خاصة لتحديد ما إذا كانت السيارة تنحرف عن مسارها ليقوم بعد ذلك باطلاق عمل المكابح على كل عجلة لإعادة السيارة الى مسارها الطبيعي. كذلك جُهز طرازا 2,5 و3 ليترات بنظام دفع رباعي مستمر يوزع 40 في المئة من طاقة المحرك على العجلات الأمامية و60 في المئة على الخلفية، علماً أن هذه النسب تختلف بحسب طبيعة المسار والانزلاق، أما نظام التعليق فهو يتيح تبديلاً نشطاً ومستمراً لقساوة ممتصات الصدمات وذلك بحسب ظروف القيادة.فمن الجهة الأمامية يتألف جهاز التعليق من أذرع مثلثة مزدوجة، محور إضافي، قضيب مانع للالتواء ونظام إدارة إلكتروني. أما من الجهة الخلفية فهو يتكون من أذرع مزدوجة مسحوبة، محور إضافي ونظام إدارة إلكتروني. وبالنسبة الى طراز 2 ليتر الذي يندفع بالعجلات الأمامية فقد أدخل على نظام تعليقه بعض التعديلات بهدف الحد من الارتجاجات الناتجة من نقل طاقة المحرك الى العجلات الأمامية حيث نجد دعائم تثبيت ووصلات مزدوجة إضافية، كما شملت هذه التعديلات ممتصات الصدمات والنوابض الحلزونية وغيرها لكي تتماشى مع نظام الدفع. كذلك افادت جاغوار من هيكل أكثر صلابة ومتانة وهي مزودة بأكياس هواء أمامية تتفاعل بحسب قوة الاصطدام، جانبية وجانبية علوية، إضافة الى أحزمة مقاعد ثلاثية نقاط التثبيت مع نظام الارتخاء التدريجي، إضافة الى نظام تحذير السائق الى العوائق لتلافيها، وماسحات زجاج تعمل تلقائياً عند تحسس المطر ونظام إضاءة تلقائي عند دخول الأماكن المظلمة. تنوع في القوة محرك جاغوار أكس تايب أثبت كفايته وهو متوافر بسعة 2 ليتر، 2,5 ليتر و3 ليترات كلها تؤمن أداءً سلساً وقوياً كما أنها تتميز بنسبة مخفوضة لاستهلاك الوقود، ما يخفف من الانبعاثات المضّرة وبالتالي يساهم في حماية البيئة. - الأول وهو محرك V6 مطور إنطلاقاً من محرك "إيه جاي في6" نجده في طراز "أكس تايب" الذي يندفع بعجلاته الأمامية، تبلغ سعته 2 ليتر مع عامودي كامة في الرأس وأربعة صمامات لكل إسطوانة ونظام متطور لتبديل توقيت فتح الصمامات وزاوية هذا الفتح وهو يولد قوة 159 حصاناً عند سرعة 6800 دورة في الدقيقة، إضافة الى 200 نيوتن - متر كحد أقصى لعزم الدوران عند سرعة 4100 دورة في الدقيقة. - الثاني V6 أيضاً تبلغ سعته 2,5 ليتر ويولد قوة 194 حصاناً عند سرعة 6800 دورة في الدقيقة، إضافة الى 241 نيوتن- متر كحد أقصى لعزم الدوران عند سرعة 3 آلاف دورة في الدقيقة. - أما المحرك الثالث وهو الأقوى بين طرازات "أكس تايب" كافة، فتبلغ سعته 3 ليترات وهو يولد قوة 231 حصاناً عند سرعة 6800 دورة في الدقيقة فيما يبلغ الحد الأقصى لعزم دورانه 279 نيوتن - متر عند سرعة 3 آلاف دورة في الدقيقة. أكس تايب مجهزة أيضاً بعلبة تروس يدوية من خمس سرعات أو اوتوماتيكية من خمس سرعات سريعة التجاوب، مع الإشارة الى أنه يمكن السائق الاختيار بين نظامي قيادة الأول عادي والثاني رياضي. أداء منسجم ليس من العدل القول ان "أكس تايب" لا تترك انطباعاً إيجابياً، فالجلوس في داخلها مريح جداً مهما كانت فترة القيادة طويلة والجلد المستخدم في الداخل هو الأفضل من نوعه، مثل بقية التفاصيل الداخلية. التسارع من صفر الى 100 كلم في الساعة كان مقبولاً وبلغ حوالى 7 ثوان لطراز 3 ليتر، القيادة كانت ممتعة ونسبة استهلاك الوقود التي بلغت 10,3 ليترات لكل 100 كلم تُعد وسطية، لكن لا بد من التنويه بدقة المقود في نقله لشعور الطريق، كذلك بتماسك هذه السيارة على المنعطفات وأثناء عمليات المناورة يميناً وشمالاً وبعملية الكبح الفاعلة جداً وبالهدوء النسبي داخل المقصورة، لأن أصوات المحرك والإطارات كانت محصورة الى حد ما. إشارة الى أن الجلوس في الداخل كان مريحاً على مستوى القدمين والرأس من الجهتين الأمامية والخلفية. ومع هذا الطراز وغيره في المستقبل القريب تطمح جاغوار الى مواصلة جهودها للحصول على شريحة جديدة من المستهلكين وخصوصاً الشباب.