} ما إن تراها حتى تتأكد أنها تحمل توقيع قسم التصميم التابع لجاكوار البريطانية. في الواقع، هي سلاح جاكوار الجديد المخصص لقطاع السيارات العائلية المتوسطة الصغيرة الذي يلاقي إقبالاً عالياً في شتى الأسواق. مع جديدة جاكوار هذه التي حملت تسمية اكس - تايب التي ظهرت أخيراً بحلتها النهائية، كان لنا لقاء جربنا خلاله السيارة التي يبدو أنها ستحتل لنفسها مكاناً مميزاً في قطاع السيارات العائلية المتوسطة الصغيرة. لدى كل شركة سيارات في العالم مجموعة شبه متكاملة من السيارات حيث تغطي هذه المجموعة كل متطلبات المستهلك، إلا أن سيارة واحدة من هذه المجموعة تسجل مبيعات أكبر منها لبقية سيارات مجموعة الصانع الواحد. لذلك يركز الصانعون عادةً على هذه السيارة ويزودونها أفضل الحلول التقنية والابتكارات التكنولوجية المتوافرة لديهم، كما يعملون دوماً على توفيرها بفئات ومحركات عدة وبأسعار منافسة. وهذه السيارة غالباً ما تكون من فئة السيارات العائلية المتوسطة الصغيرة التي يكثر عليها الطلب كونها تتحلى بمقاييس خارجية معتدلة تمكن مالكها وركابه من التنقل بها بسهولة في المدن المزدحمة حيث يصعب إيجاد مكان لركن السيارة وعلى الطرقات السريعة حيث يتميز هذا النوع من السيارات بتماسك جيد، إضافةً الى مقدرتها على نقل خمسة ركاب مع كمية معتدلة من الأمتعة لمسافات طويلة وبراحة مقبولة ومن دون أن يعاني مالكها استهلاكاً مرتفعاً للوقود. وجاكوار البريطانية التي اشتهرت منذ بداياتها بصنع سيارات عائلية كبيرة مترفة وأخرى رياضية بحتة، لا تملك ضمن مجموعة إنتاجها سيارة من هذه الفئة لأنها كانت متخصصة بالسيارات الكبيرة والرياضية المترفة، إضافةً الى أن المتاعب المادية التي كانت تتخبط بها منعتها حتى من الإقدام على إنتاج سيارة عائلية متوسطة أو صغيرة. أما أخيراً ومع توافر الموازنة اللازمة من الصانع الأميركي الثاني فورد فورد تملك جاكوار، فقد باشرت أقسام التصميم التابعة لجاكوار العمل على مشروع سيارة عائلية متوسطة صغيرة حمل تسمية اكس 400 ظهرت نتائجه أخيراًًًً على شكل سيارة جديدة من جاكوار حملت تسمية اكس - تايب، وفرتها الشركة البريطانية في الأسواق الأوروبية خلال الصيف الماضي وعادت لتقدمها في منطقة الشرق الأوسط خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي. ملامح جاكوار تميزها مجرد رؤية اكس - تايب الجديدة، يؤكد أن مولودة جاكوار هذه حافظت من خلال خطوطها وملامحها على الشخصية التي طالما ميزت سيارات هذه الشركة البريطانية العريقة. فخطوط مقدم اكس - تايب تذكر بطراز اكس جاي وبالأخص لجهة عناصره التصميمية، شأن المصابيح الدائرية الأربعة وفتحة التهوية الوسطية المطلية بالكروم اللماع وتصميم غطاء المحرك. فهذه المعالم تشابه تلك التي تميز تصميم مقدم اكس جاي، إلا أن المصابيح أصبحت مائلة الى البيضاوية أكثر منها إلى الدائرية، فيما باتت فتحة التهوئة المخصصة لزيادة فاعلية تبريد المحرك ومقصورته أقل ارتفاعاً وهي تعلو الصادم الأمامي المزود فتحة تهوئة طويلة تتوسط مصباحين جانبيين مخصصين للضباب، يعلوهما خطان من الكروم في الزاويتين العلويتين من الصادم الأمامي جرى تكرارهما في الصادم الخلفي أيضاً. أما تصميم الجانب والمؤخر، فيذكر بخطوط الشقيقة الأكبر اس - تايب، وبالأخص لناحيتي إطارات المساحات الزجاجية الجانبية والمصابيح الخلفية التي تبدو وكأنها منسوخة من اس - تايب. ومن جهة أخرى، تم تزويد اكس - تايب تنانير جانبية صغيرة الحجم ومدمجة بالجزء السفلي من الهيكل، مهمتها التحكم في مجرى الهواء حول السيارة وتحتها، شأنها شأن عاكس الهواء المدمج بأسفل الصادم الأمامي الذي يهدف الى زيادة ثبات المقدم على السرعات العالية. محركان في تصرفها لمولودتها الجديدة هذه التي يتم تصنيعها في مصنع هيلوود البريطاني والتي يبدو أن جاكوار تنوي من خلالها المساس بشريحة جديدة من الزبائن تشمل جيل الشباب والجنس اللطيف، قررت الشركة البريطانية توفير محركين يعتمد كل منهما على تقنية الأسطوانات المصفوفة على شكل الرقم 7 بالعربية وهما مأخوذان من محرك "أيه جاي في 6" الذي سبق له أن أثبت جدارته عبر طراز اس - تايب. وتبلغ سعة المحرك الأول 2.5 ليتر، وهو قادر على توفير مقدرة 197 حصاناً تتوافر عند 6800 دورة في الدقيقة في مقابل 241 نيوتن متر من عزم الدوران تتوافر عند مستوى 3000 دورة في الدقيقة، الأمر الذي يمكن اكس - تايب المزودة هذا المحرك من الانطلاق من الصفر الى سرعة 100 كلم/س في 8.3 ثوان ومنها الى السرعة القصوى البالغة 225 كلم/س. أما المحرك الثاني الذي اعتمد تقنية الأسطوانات الثماني على شكل 7، فبسعة 3 ليترات وقوة 234 حصاناً يجري استخراجها عند 6800 دورة في الدقيقة حيث يرافقها عزم دوران تصل حدوده القصوى الى 297 نيوتن متر تتوافر عند 3000 دورة في الدقيقة. ومع هذا المحرك يمكن الانطلاق الى سرعة 100 كلم/س انطلاقاً من الصفر في غضون 7 ثوان، كما يمكن الوصول الى سرعة 235 كلم/س كحد أقصى. ومع هذين المحركين، يمكن الاختيار بين علبتي تروس يتألف كل منهما من خمس نسب أمامية متزامنة، تعتمد الأولى منهما النظام اليدوي لنقل النسب في مقابل النظام الأوتوماتيكي للثانية التي يتم عبرها وعبر شقيقتها اليدوية أيضاً نقل القوة الى العجلات الأربع الدافعة في شكل مستمر وبنسبة 40 في المئة الى الأمام و60 في المئة الى الخلف. ويقوم نظام الدفع الرباعي بتعديل نسبة القوة المنقولة الى المحور الأمامي والخلفي تبعاً لتماسك هذه المحاور مع الطريق وحيث يمكن نسبة القوة المنقولة الى العجلتين الأماميتين أن تصل الى حدود 85 في المئة، الأمر الذي يوفر لهذه السيارة نسبة تماسك مرتفعة يمكن القول انها من أبرز نقاط قوتها مقارنةً بمنافساتها. ثبات متقدم وسلامة قصوى من المعروف أن تماسك السيارة من أبرز عوامل السلامة فيها. وعملية التماسك في سيارة شأن اكس - تايب لا تعود الى نظام الدفع الرباعي الفاعل وحسب، بل الى نظام التعليق المتطور. فالى جانب نظام الدفع الرباعي الذي يرفع نسبة التماسك، لا يمكن إغفال جهاز التعليق المستقل للعجلات الأربع في اكس - تايب الذي يقوم في هذه السيارة على تقنية ماكفرسون الثنائية الأنابيب والمدعومة بأذرع تحكم سفلية على شكل حرف "ل" باللاتينية مع مخمدات صدمات عاملة بضغط الغاز ونوابض معدن حلزونية. أما التعليق الخلفي المستقل، فيعتمد مبدأ الوصلات المتعددة المدعومة بمخمدات صدمات عاملة بضغط الغاز ونوابض معدن حلزونية. هذا ولم تقف عوامل التماسك عند حدود التعليق، بل شملت أيضاً الهيكل الذي يعد من أبرز عوامل التماسك حيث نال عملية تقوية رفعت نسبة التوائيته وزادت أيضاً من قدرته على تحمل الصعاب والصدمات، خصوصاً أنه زود مناطق هشة في المقدم والمؤخرة مهمتها التشوه في حال حصول حادث ما بهدف امتصاص قوة الصدمة وتشتيتها بعيداً من مقصورة الركاب. وفي هذا السياق، نشير أيضاً الى ان المقصورة نالت حمايات جانبية على شكل عوارض معدن مدمجة في الأبواب مهمتها ابعاد تأثير الصدمات عن الركاب الذين وفرت لهم جاكوار أحزمة أمان ثلاثية الارتباط بقدرة شد تدريجي مع مجموعة من المخدات الهوائية. ترف متوقع من جاكوار بالانتقال الى الداخل، يفاجأ المرء بمدى الترف والفخامة في سيارة تعلن شركتها أنها ستباع بأسعار منافسة جداً لسيارات عريقة في هذا القطاع شأن أودي أيه 4 ومرسيدس فئة سي وبي ام دبليو فئة 3، ليجد أن الجلد يغطي كل أرجاء المقصورة التي تم تلبيس جزء من لوحة قيادتها بمواد بلاستيكية ذات نوعية جيدة، إضافةً الى الألومنيوم الذي طاول مقابض فتح الأبواب ومقبض علبة التروس. وفي سياق الحديث عن مقصورة الركاب، نشير الى أنها تتمتع بمساحات مقبولة مقارنةً بالسيارات المنافسة تدعمها مقاعد أمامية وخلفية يمكنها استيعاب خمسة ركاب براحة تامة مع صندوق أمتعة يمكنه استيعاب كمية كبيرة من الأمتعة. من جهتها، اعتمدت لوحة القيادة على البساطة والعملانية. فتجويف العدادات الذي يضم العدادات الحيوية كافة شأن عدادات السرعة ودوران المحرك وكمية الوقود المتبقية في الخزان ودرجة حرارة المحرك إضافةً الى عدد من المؤشرات الحيوية التي اعتمدت النظام الضوئي، يمنع الانبهار الضوئي ويوفر للسائق كل المعلومات الضرورية التي يحتاج اليها حول عمل سيارته، كما أن وضوح عداداته يشير الى أن قراءته سهلة. أما الكونسول الوسطي الذي يضم مخارج مكيف الهواء وشاشة جهاز الملاحة الكبيرة ومكيف الهواء الإلكتروني وجهاز الاستماع الموسيقي، فيبدو بدوره مدروساً حيث يمكن الوصول الى مفاتيح تشغيله بسهولة ومن دون الحاجة الى رفع النظر عن الطريق، باستثناء مفاتيح تشغيل جهاز الاستماع الموسيقي التي تبدو بعيدة بعض الشيء من متناول يد السائق. أسعار منافسة حددت جاكوار سعر سيارتها الجديدة اكس - تايب بين 30 و40 ألف دولار أميركي في الأسواق الأوروبية على أن تباع في منطقة الشرق الأوسط بأسعار منافسة جداً. ففي السوق الإماراتية مثلاً، يباع طراز القاعدة المزود محرك ال 2.5 ليتر بحدود 115 ألف درهم إماراتي. أما السبب في هذا السعر، فيعود الى أن جاكوار تريد الدخول بقوة الى قطاع السيارات العائلية المتوسطة الصغيرة الذي تتصدره السيارات اليابانية والألمانية. [email protected] اكس - تايب بدفع ثنائي خلال معرض الشرق الأوسط الدولي للسيارات الذي أقيم نهاية العام الماضي في دبي كان لنا لقاء مختصر مع المدير الاقليمي لجاكوار - الشرق الأوسط السيد جون فول الذي أفادنا أن اكس - تايب تلاقي إعجاباً كبيراً في دول مجلس التعاون الخليجي مضيفاً أنه يتوقع لهذه السيارة أن تسجل مبيعات متقدمة كونها تتوافر بأسعار منافسة جداً مقارنةً بمنافساتها وبالأخص الألمانيات. كذلك أفادنا السيد فول أن المكتب الاقليمي لجاكوار في المنطقة يقوم بدراسات تسويقية عميقة بالتعاون مع الشركة الأم في بريطانيا لتوفير نسخة ثالثة من اكس - تايب مزودة محركاً بسعة ليترين مع نظام اندفاع ثنائي. أما السبب، فيعود الى أن المكتب الاقليمي لا يملك طراز قاعدة من أي من سياراته، خصوصاً أن هذا النوع من الطرازات يكون عادةً بمثابة "الطعم" المستعمل لجذب الزبائن الجدد.