طالبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر بتمكينها من زيارة جميع اسرى الحرب والمحتجزين في العراق لدى قوات "التحالف" الأميركي - البريطاني، فيما اكتشفت مقابر جماعية في النجف، أخرجت منها نحو 45 جثة لأشخاص يعتقد انهم أعدموا خلال انتفاضة 1991. وتظاهر في بغداد عشرات من العراقيين أمس دعماً للولايات المتحدة، فيما قتل جندي اميركي في كركوك في حادث. وعاد الجنرال تومي فرانكس الى مقر قيادته في فلوريدا، وعين ديبلوماسي دنماركي رئيساً للادارة المدنية في منطقة البصرة. طالبت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر ندى دوماني بتمكين اللجنة من زيارة جميع اسرى الحرب والاشخاص المحتجزين في العراق. ولفتت الى ان "اللجنة لم تتمكن حتى الآن من زيارة جميع الاسرى والمحتجزين في هذا البلد"، ودعت "كل الاطراف الى احترام معاهدة جنيف". وكانت القيادة الاميركية الوسطى التي تتخذ من قطر مقراً لها أعلنت السبت الماضي اطلاق 342 أسير حرب عراقياً خلال 24 ساعة، ما يرفع عدد الاسرى المحررين الى 5745 اسيراً. وأكدت القيادة في بيانها اطلاق "مجموعة اخرى من 342 جندياً عراقياً اسروا خلال عملية حرية العراق" من دون ان توضح مكان اعتقالهم. وأضافت ان "حوالى 3600 اسير حرب عراقي ما زالوا معتقلين". ونقلت دوماني عن مصادر اميركية ان حوالى الفي شخص اعتقلوا لجرائم حق عام في بغداد منذ العاشر من الشهر الجاري، غداة سقوط العاصمة العراقية في أيدي قوات "التحالف". كما لم يتمكن مندوبو الصليب الاحمر من زيارة كبار المسؤولين العراقيين الذين اعتقلتهم قوات "التحالف" ولا تزال اماكن احتجازهم مجهولة. وأعلنت الناطقة ان كثيرين من العراقيين "يزورون مقراتنا ويشيرون الى احد عشر موقعاً في انحاء البلاد دفن فيها عراقيون". ويتردد ان القتلى هؤلاء سقطوا خلال العمليات العسكرية الاميركية - البريطانية في العراق. الى ذلك، اكتشفت مقابر جماعية في النجف أخرجت منها في اليومين الماضيين نحو 45 جثة، بعضها معصوب العيون مكبل الايدي لاشخاص اعدموا اثناء الانتفاضة على نظام صدام حسين عام 1991. وأخرجت أمس نحو عشرين جثة، بينها جثث النساء، من مزارع تبعد نحو 20 كيلومتراً شمال مدينة النجف. وعثر مع العديد من الجثث على بطاقات هوية مغلفة بالبلاستيك في ملابس بالية، بينما كبلت المعاصم بحبال صفر. وتناثرت بين الجثث الامشاط والعملات المعدنية والساعات اضافة الى عبوات فارغة لطلقات نارية. ولفت الجثث التي أخرجت بأكفان بيض وربطت اليها اكياس بلاستيكية تحوي بطاقات أصحابها. وحاول العمال اخراج الجثث سليمة، فيما كانت جثث أخرى هياكل عظمية في ثياب واحذية. وتناثرت قباب ترابية اخرى لا حصر لها حول مزرعة تعرف باسم خان الربع، حيث يشتبه عاملون في الصليب الاحمر ومسؤولون في "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" في انها تضم مزيداً من الجثث. وفي موقع آخر قريب عثر على جمجمة بمنديل احمر وابيض مربوط حول فتحتي العينين، وبجوارها جمجمة اخرى. وقال الكابتن مايك يورينا، ضابط الشؤون المدنية في مشاة البحرية الاميركية الذي زار الموقع الثاني أمس ثم سلمه الى الصليب الاحمر: "هذه قمة جبل الجليد، أنا متأكد انكم ستكتشفون المزيد". وتغطي جدران مدينة النجف صور المفقودين مع كتابات تقول "اين اهلنا المفقودون". ويعتقد ان عشرات الآلاف قتلوا بعد انتفاضة 1991، واكتشفت مقابر جماعية بعد اطاحة صدام في التاسع من الشهر الماضي، بينها واحدة اكتشفت قبل يومين قرب بابل. وكان "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" يساعد في الحفر في منطقة النجف بناء على طلب السكان، وقال اسعد الطائع، المسؤول في المجلس، ان 25 جثة اخرجت اول من امس من الموقع، تم التعرف الى أصحاب عشرة منها. وقال مزارعون في المنطقة انهم كانوا يشاهدون قوات الامن العراقية تأتي برجال معصوبي العيون واياديهم مكبلة خلف ظهورهم، في سيارات، وتطلق النار على مؤخرة رؤوسهم ليسقطوا ويتدحرجوا على التراب. واضافوا انهم كانوا خائفين من الكلام عندما كانت قوات صدام تسيطر على المنطقة. تظاهرة لشكر الاميركيين وفي بغداد، تظاهر عشرات من العراقيين أمس تعبيراً عن شكرهم للولايات المتحدة لاطاحتها نظام صدام. واطلقوا شعارات بالعربية امام "فندق فلسطين"، اعربوا فيها عن شكرهم لواشنطن لتدخلها في العراق. وتأتي هذه التظاهرة تلبية لدعوة من "المجلس الاعلى لتحرير العراق" وهو مجموعة شيعية صغيرة تنشط في جنوببغداد. وتعتبر هذه التظاهرة نادرة في بغداد حيث نظم الكثير من التظاهرات التي دعت الى رحيل القوات الاميركية. الى ذلك، أعلن بيان للقيادة الاميركية الوسطى ان جندياً أميركياً من سلاح الجو قتل السبت في كركوك شمال العراق، وذلك برصاصة انطلقت من سلاحه خطأ. فرانكس وفي واشنطن اعلن ناطق عسكري أميركي ان الجنرال تومي فرانكس قائد القوات الاميركية - البريطانية في العراق عاد الى مقر قيادته في تامبا بفلوريداجنوب شرقي الولاياتالمتحدة. على صعيد آخر، عين سفير الدنمارك في سورية اولي ولير اولسن مسؤولاً لادارة منطقة البصرة في جنوبالعراق لستة شهور. وأعلنت وزارة الخارجية الدنماركية في بيان ان "اولسن عين مسؤولاً عن اعادة اعمار منطقة البصرة" احدى المناطق التابعة للادارة المدنية الاميركية. واضافت انه "سيتعاون مع المسؤولين المحليين العراقيين". وسيتسلم اولسن 61 سنة، وهو مسلم، مهماته اليوم من جاي غارنر نائب رئيس الادارة المدنية الاميركية في العراق، ويعتبر الديبلوماسي الدنماركي نفسه "منسقا اقليميا". وتقرر تعيين اولسن بالاتفاق مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو، نظراً الى سيطرة القوات البريطانية على منطقة البصرة. ونفى ممثل شيخ مشايخ قبيلة شمر في العراق الشيخ غازي العجيل الياور أن تكون الزوجة الأولى للرئيس العراقي السابق ساجدة خيرالله طلفاح موجودة لدى رئيس عشائر شمر. وقال الياور إن شيخ مشائخ قبيلة شمر هو الشيخ محسن العجيل الياور المقيم موقتاً في لندن منذ الاحتلال العراقي للكويت، لافتاً إلى إمكان لجوء ساجدة إلى أحد شيوخ قبيلة شمر، ومؤكداً أنها ليست موجودة في أي من منازل آل العجيل الياور.