سجودات أربعة كي تغتسل من آثار تعطّل الجسد بُعيدَ حلم ِالمساء طائفاً مئة سنةٍ بين قصور تنتصب أمام حدائق حيث البقرات الموثقة ترعى الورود على طريق آلافِ من المدن أسوارها هي من صهارة الماس واللآلئ حيث تتوارى منازل ذات أروقة متعدّدة وممرّاتٍ وشرفاتٍ تطلّ على باحات حيث تنشر الخيمات ظلالها على المحفّاتِ والبُسط مرحّبة بنسوة ينتظرن مسترخيات قرب دنان شفافة ينقيها نبيذ بحمرة الياقوت ينشب سهامَ الضوء، أهنا تبطل السأم عندما تصحو تعود وضيعاً، إلى الحياة إثر اجتياح ما وراء العالم الوسيط جُرفاً طافياً على تخوم البحرين برزخاً حيثما تحفْرُ من حمى حجاب ووراءَه يظهر العالم مزيّناً بحكمته يقول الصوت استيقظ لا تنم في راحة يدي أخشى أن أسحقك ليس إلاّ ارتكاساً تذكّر لدى النوم تموت تستطيع ألاّ ترجع تتدحرج على دروب العالم الآخر لا تدع الهموم تغويك هموم تتراكم عن كلّ لمعةٍ لتكن لك بصيرة تنير طريقك كي تفك الخدعة لا تخدعنّك الرؤى السعيدة أو السيئة ارفع عالياً راية المشغوفين إنزل عن سرير الحمم لا تحاول إيجاد معنى لبقايا تواجهك وتتملّكك ارفع روحك الى مرتبة العرش ولا تنفض غباراً يلتصق بخفّيك ولتعلم أنّ مسرى الوهم يُوثِق لياليك المشرعة على بياض يثقب الكلمات أو يتناهى إلينا عبر الضحك مفاقماً حداد جماعة تبكي موتاها منزوين بروحٍ كئيبة ولحى فضفاضة كانس الطريق على خطى الرهبان أجساد مسمّرة على الأرض وقلوب معلّقة على أسلاك سماء تنسج قماشة تتدلى وراء عرش مبتلّ بندى فجر يمنحه بريق معدن باهراً الفقراء ذوي الأسمال جماعة تقودها صور وافرة سراباً إكراماً لأباريق ملويّة طالما لُمِّعت بالليمون والرمل عن الجمع ينفصل رجل ذو سيف يخلع قميصه ويضعها على رأسه يفك حزامه مهملاً بنطاله ومحوّماً كما الأعمى على حافة الهوّة تظهر آية وتجيء اليه تخرجه من حيرته وتشيد بعريه قبل أن تُلبسه من جديد تهيّئ له سريراً بملاءات من حرير وناموسية طُعْماً للبرغشات سيُمضي ليلة مضطربةً متقطّعةً العينان مفتوحتان على ظلام بلا مشاعل ولا قمر مسكوناً بالرؤوس المقطوعة لغيلان وتنانين تحويها الأصقاع المتعة هي وضوح يفتُّ صوراً خفيّة كالضوضاء بقسوة الصرخةُ فجأة في هذا المكان السائب بين انقباض وانبساط صدمة تلقي الهبة صوب غياب تتبدّد فيه الكلمة على صراط التخلّي يخترع كتاباً في حجم عالم يحوي أقوال زمننا مقاطع متعارضة وبصداها تتحرّك الأرض الأحرف تتبعثر إنّها فقدت العلاقة إنّها تمالق خدعة الثعلب وتلغي باختفائها الحسرة كي تأتي منها الى مملكة الصمت الاعقابُ تتسمّر في وقفة كهذه في حمى سنام الجمل الرأس مكشوف متأملاً معنى العصا المزروعة في الرماد منتظراً أن يعبر طيف فرعون عن الفرنسية: ترجمة عبده وازن