قال الرئيس جورج بوش إنه يرغب في أن تركز قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى على الاقتصاد العالمي وليس على الحرب في العراق، كما يأمل بالعمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين لتحقيق السلام. وفيما حض رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أوروبا والولاياتالمتحدة على رأب الصدع الذي خلفته الحرب في العراق مشدداً على أن العالم يدخل "مرحلة حاسمة"، أكد المستشار الألماني غيرهارد شرودر أن التحالف بين روسياوألمانياوفرنسا الذي تشكل لمعارضة الحرب على العراق "ليس موجهاً ضد الولاياتالمتحدة". وعشية جولته التي بدأت أمس في أوروبا والشرق الأوسط، قال الرئيس الأميركي للصحافيين إن أهدافه هي تحقيق "السلام والرخاء والحرية". وقال لصحافيين عرب وأجانب في البيت الأبيض "أعرف أن وسائل الإعلام ستنظر إلى اجتماع مجموعة الثماني على أنه مواجهة لكن الأمر ليس كذلك". وأكد أن القمة تشكل "مناسبة للتحدث مع البعض الذين كانوا متفقين معنا في شأن الحرب في العراق وآخرين لم يكونوا كذلك، عن أفضل طريقة للتقدم". وأكد أنه يرغب في مناقشة طرق "التوصل إلى بلوغ أهداف نبيلة كبرى في السلام والحرية والازدهار". وسيكون بوش في مكان واحد مع قادة فرنساوألمانياوروسيا وكندا التي عارضت بشدة الحرب على العراق أثناء القمة التي ستعقد في إيفيان في فرنسا من الأول إلى الثالث من الشهر المقبل. وقال الرئيس الأميركي إنه يرغب في أن تعالج القمة مسألة الاقتصاد العالمي وتطوير التجارة الحرة ومكافحة الإرهاب والإيدز والمجاعة في أفريقيا. وأكد أنه لن يفرض عقوبات على فرنسا لمعارضتها الحرب على العراق، موضحاً أنه ليس غاضباً من باريس لكنه يشعر ب"الإحباط" فقط. وقال باللغة الفرنسية "فلتحيا فرنسا". ونقلت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية عن بوش أن باريس يجب أن تظهر أنها مستعدة للتعاون مع واشنطن. وحذر رئيس الوزراء البريطاني في خطاب ألقاه في القصر الملكي في وارسو في ختام زيارة استمرت ساعات قليلة لبولندا أن هذه "لحظة المصالحة أو الانفصال" بين أوروبا والولاياتالمتحدة. وأضاف أن هناك أشخاصاً على جانبي الأطلسي أرادوا أن يكون للقارتين مصير منفصل مشدداً على أنه "عازم على النضال" من أجل مستقبل مشترك بينهما. وتوجه بلير إلى الأوروبيين الذين انتقدوا الحرب على العراق بالقول إن مسائل مثل الإرهاب وانتشار الأسلحة "هي تهديدات أمنية حديثة: إنها تهدد أوروبا بقدر ما تهدد الولاياتالمتحدة". ودعا إلى التعامل مع الخلافات بحذر حيث لا "تتفجر على شكل شجارات ديبلوماسية". وقال المستشار الألماني في مقابلة نشرتها أمس صحيفة "كوميرسانت" الروسية إن التحالف بين روسياوألمانياوفرنسا الذي تشكل لمعارضة الحرب على العراق "ليس موجهاً ضد الولاياتالمتحدة أو أي دولة أخرى. ولا يندرج هذا التعاون في إطار تحالف جيوسياسي جديد". وشدد على أن "ألمانيا وأوروبا ستقيمان علاقات وثيقة مع الولايات وهي صديقة وشريكة على رغم الاختلافات في وجهات النظر حول العراق. ومناقشة الاختلافات علناً مؤشر إلى وجود شراكة". وجدد التأكيد أن الأممالمتحدة يجب أن "تكون آلية عالمية لتسوية الأزمات الدولية". من جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان دول مجموعة الثماني في رسالة إلى "وضع خلافاتها جانباً" حول قضايا من بينها الحرب على العراق وبذل الجهود لمساعدة الدول الفقيرة في العالم.