اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيقصر مشاركته في قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى في إيفيان على يومي الاحد والاثنين المقبلين، نظراً الى ارتباطات خاصة بجولته في الشرق الاوسط، فيما تستمر القمة حتى يوم الثلثاء. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا ان فرنسا كانت أُبلغت بعزم بوش مغادرة القمة قبل انتهائها، وان البيت الابيض اوضح للاليزيه ان ذلك مرتبط بالتزاماته وجولته على الشرق الاوسط واضطراره للعودة الى واشنطن في 5 حزيران يونيو المقبل. وذكرت كولونا ان فرنسا أبدت تفهمها للضغوط المترتبة على بوش نتيجة هذه الالتزامات. واكدت ان لقاءً ثنائياً سيعقد بين الرئيس الفرنسي جاك شيراك ونظيره الاميركي صباح الاثنين، على هامش اعمال قمة إيفيان. ويعوّل الجانب الفرنسي على القمة واللقاء الثنائي الذي يتخللها بين شيراك وبوش لقلب صفحة الخلاف الذي برز بينهما بسبب العراق واستئناف علاقة شراكة وتحالف. وفيما اكدت مصادر ديبلوماسية اميركية ل"الحياة" ان لاختصار مشاركة بوش في إيفيان اسباباً محددة، اشارت اوساط فرنسية مطلعة ان هذه الخطوة تمثّل نوعاً من قلّة الاحترام ليس فقط لفرنسا وانما لبقية الدول المشاركة في القمة. وذكرت مصادر مطلعة انه خلال اللقاء الثنائي الذي عقد بين وزيري الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان والاميركي كولن باول في باريس على هامش اجتماعات وزراء خارجية الدول الصناعية، قال باول انه "على رغم ان الولاياتالمتحدة تريد اعادة اطلاق العلاقات الثنائية ولا ترى جدوى من معاقبة فرنسا، فهي لم تنس ما حصل". واضاف انه "ينبغي على المسؤولين الفرنسيين، ولا سيما منهم دوفيلبان، الا يعاودوا التصريحات غير المجدية للعلاقات" الاميركية - الفرنسية. وكان باول يشير تحديداً الى اصرار فرنسا على اعتبار تدخل التحالف في العراق من دون شرعية دولية. وعلمت "الحياة" ان ما قاله شيراك في مقابلته مع "فايننشال تايمز" عن ان "الانتصار في الحرب على العراق لا يكسب هذه الحرب شرعية"، عزز الاستياء الاميركي من فرنسا. فالإدارة الاميركية تعتبر ان هذا النوع من المواقف لا يساعد على تحسين العلاقات مع فرنسا، ما يحمل على الاعتقاد بأن مغادرة بوش لقمة إيفيان قبل نهايتها، هي اشارة موجهة الى الجانب الفرنسي مفادها ان المصالحة لا تزال مؤجلة.