تؤكد دلال عبدالعزيز ان حجم الدور الذي تقوم به لا يهمها بقدر ما يهمها تأثيره في العمل واضافته جديداً الى مسيرتها الفنية التي بدأتها عقب حصولها على بكالوريوس الزراعة وانضمامها الى فرقة "ثلاثي أضواء المسرح" التي كانت تتكون من سمير غانم وجورج سيدهم والضيف احمد، وأثرت الساحة الفنية بالكثير من الأعمال السينمائية، منها: "الأرملة العذراء" و"المُخبر" و"عشماوي" و"بئر الخيانة" و"البوليس النسائي" و"المشاغبات في خطر" و"رجل من نار"... وغيرها. كما شاركت في مسرحيات: "أهلاً يا دكتور" و"هالة حبيبتي" و"فارس وبني خيبان" و"حب في التخشيبة" الى عشرات المسلسلات التلفزيونية الناجحة، منها: "لا" و"دموع صاحبة الجلالة" و"عالم عم أمين" و"ليالي الحلمية" و"ألف ليلة وليلة" و"سعد اليتيم" و"ست الحسن والجمال" و"ابدأ لم يكن لها" و"حديث الصباح والمساء" و"للعدالة وجوه كثيرة" و"زمن عماد الدين" وغيرها. لماذا اقتصر نشاطك الفني خلال الآونة الأخيرة على التلفزيون؟ - لأنه يتيح لي فرصة كبيرة للاختيار والتنويع في الأدوار التي اجسدها من خلال النصوص الجيدة لكبار المؤلفين، الى جانب الوقوف أمام كاميرا عدد كبير من المخرجين سواء الذين تعاونت معهم من قبل أم اتعاون معهم للمرة الاولى على رغم حلمي القديم بالعمل معهم، ومنهم محمد فاضل الذي التقيته للمرة الاولى من خلال مسلسل "للعدالة وجوه كثيرة". وكنت اتمنى العمل معه منذ قدم "القاهرة والناس" ولكن لم يكن لي حظ في ذلك طوال هذه المدة. الاتجاه الى التلفزيون أو التركيز على اعماله لا يقتصر عليّ وحدي ولكنه ينطبق على عدد كبير من النجوم منذ فترة طويلة ولا أنكر ان الأدوار التي قدمتها الى التلفزيون اضافت الي الكثير وكان يصعب تقديمها في أي مكان آخر. تأثير هل تشترطين البطولة المطلقة ام مساحة معينة للدور؟ - لا تهمني مساحة الدور بقدر تأثيره في العمل ككل، ففي مسلسل "حديث الصباح والمساء" كانت البطولة جماعية لعدد كبير من النجوم ومع ذلك كان دوري ممتداً ومستمراً في عدد من الحلقات وجسدت شخصية الابنة والأم والجدة. ما معايير اختيار أدوارك؟ - احرص دائماً على تقديم أدوار مختلفة ومتنوعة حيث لا أكرر نفسي من خلالها، كما أنني أسعى جاهدة الى تجسيد الشخصيات التي تناسبني وأقتنع بها وأجد أن أحداثها منطقية، وهذه المسألة تشبه الخطاب الذي يظهر من عنوانه، فعندما يأتيني نص ما أرى اسم المؤلف والمخرج وهذا وحده يشعرني بالاطمئنان، ف"حديث الصباح والمساء" مثلاً كان عن قصة لنجيب محفوظ وسيناريو وحوار محسن زايد وإخراج احمد صقر، وهذا ضمان ان العمل جيد، وبعد القراءة وجدت الفكرة جديدة وجميلة وبذل فيها زايد مجهوداً كبيراً لأن الرواية عبارة عن حروف أبجدية لكنه عرف كيف يقوم بتضفير كل هذا ويقدم حدوتة جذابة وكانت جميع الشخصيات عبارة عن أبطال. هل تستهويكِ نوعية أدوار معينة؟ - أحب دور بنت البلد، خصوصاً إذا كان الدور يمر بمراحل عدة كما حدث في "حديث الصباح والمساء". او دوري في مسلسل "البشكار" عن شخصية نزاجة السيدة الكفيفة التي تمارس الدجل والشعوذة. وهذه الشخصية جذبتني كثيراً اثناء قراءة العمل على رغم أنني كنت مرشحة لتجسيد شخصية سنابل في العمل نفسه، ولكنني طلبت من المخرج تجسيد شخصية نزاجة والحمد لله حقق العمل نجاحاً كبيراً أشعر بأنه سيزداد حينما يعرض على شاشة التلفزيون المصري. أين أنت من السينما؟ - يعرض علي الكثير من الاعمال ولكنني اقدم فقط المناسب منها وليس كل ما يعرض علي يناسبني، وأنا على استعداد للعمل في السينما وفي انتظار النص الجيد الذي يعيدني اليها بعد غياب منذ آخر فيلمين لي، وهما: "مبروك وبلبل" امام يحيى الفخراني وتأليف لميس جابر وإخراج ساندرا نشأت عام 1997 و"أسرار البنات" امام سوسن بدر وعزت ابو عوف وتأليف عزة شلبي وإخراج مجدي أحمد علي عام 2001. ماذا عن المسرحية التي تردد انك ستعودين بها الى المسرح مع سمير غانم؟ - عدت للتعاون الفني مع سمير غانم في رمضان الماضي من خلال مسلسل "الستات جننوا فرحات" من تأليف وإخراج مدحت السباعي، وأنا اتوق للوقوف أمامه من جديد على خشبة المسرح. وكل ما في الأمر أننا ننتظر نصاً جيداً يعيدنا للتعاون. هل تستريحين للوقوف أمام ممثل دون آخر؟ - اتعامل مع كل زملائي في الوسط الفني بمنتهى الحب والتفاهم أمام الشاشة ولكن يبقى يحىى الفخراني "وش السعد" عليّ وأكون سعيدة جداً بالوقوف أمامه في أي عمل فني وهذا يظهر للجمهور كما لو كانت هناك كيمياء خاصة بيننا، وهو ما ظهر في اعمالنا المشتركة ومنها "لا" عن قصة مصطفى أمين وسيناريو وحوار عاطف بشاي واخراج يحيى العلمي و"مبروك وبلبل" و"للعدالة وجوه كثيرة" من تأليف مجدي صابر واخراج محمد فاضل. ماذا تمثل الجوائز بالنسبة اليك؟ - أشعر مثل أي فنان بالسعادة الكبيرة لحصولي على جائزة او شهادة تقدير، وكنت حصلت على عدد من الجوائز عن بعض أدواري ومنها جائزة احسن ممثلة عن دوري في مسلسل "سعد اليتيم" من تأليف مصطفى ابراهيم واخراج ابراهيم الشوادي في مهرجان القاهرة الرابع للاذاعة والتلفزيون وحصلت على شهادة تقدير العام الماضي عن دوري في مسلسل "للعدالة وجوه كثيرة" الذي مثل لي اشياء كثيرة ابرزها أنه كان العمل الأول الذي يجمعني وابنتي دنيا في أول تجربة فنية لها على الشاشة. بماذا تنصحين دنيا سمير غانم قبل التصوير؟ - اقول لها دوماً: "خليكي على طبيعتك لحد ما تكبري" وإياكِ والغرور، والحمد لله هي متفوقة في دراستها وتعمل في الفن بروح الهواية واعتذرت عن اعمال كثيرة عقب مسلسل "للعدالة وجوه كثيرة" لأنها كانت تريد أعمالاً في المستوى نفسه أو أفضل الى أن وافقت على المشاركة في مسلسل "زمن عماد الدين" من تأليف عبدالستار فتحي واخراج هاني لاشين. هل تنصحينها بالزواج من الوسط الفني؟ - في رأيي، من الأفضل ان تتزوج الفنانة فناناً مثلها، ولأننا شرقيون ولنا كفنانين مواعيد غير منتظمة فلن يتحمل رجل غير الفنان ظروف زوجته الفنانة. ماذا اخذت منك ومن والدها سمير غانم؟ - اخذت منا معاً التلقائية والطبيعية، واخذت من والدها الصوت الحلو والاذن الحلوة، واخذت مني الشكل وطريقة الاداء الهادئ. ما جديدك؟ - انتهيت اخيراً من تصوير دوري في مسلسل "اختطاف" امام مصطفى فهمي وعمر الحريري وتأليف احمد الخطيب واخراج ابراهيم الشقنقيري وجسدت فيه دور ممرضة تمر بظروف صعبة نظراً الى نشأتها في اسرة فقيرة تتولى مسؤوليتها. ولكنها بعد فترة لا تتحمل هذه المعاناة وتقرر التخلي عن كل القيم والمبادئ التي تربّت عليها من اجل تحقيق أهدافها واحلامها. كما انتهيت من تصوير دوري في مسلسل "عاصفة الشك" أمام رياض الخولي وغادة عبدالرازق وسيناريو وحوار ايمن عبدالرحمن واخراج باسم محفوظ وأجسد فيه شخصية سيدة اعمال تحاول خدمة البلد بشتى الطرق وهي على خلاف دائم مع زوجها رجل الاعمال الذي يريد تحقيق أهدافه ولا يربطها به سوى ابنها الذي يعالج في إحدى المصحات.