تبادلت ايرانوالولاياتالمتحدة "رسائل" لتهدئة حدة الحرب الكلامية المتصاعدة بينهما. وفيما أكدت واشنطن ان طريقة تعاملها مع طهران تختلف عن طريقتها في التعامل مع العراق، كررت الجمهورية الاسلامية تأكيد التزامها اعادة أفراد "القاعدة" الذين يعتقلون في أراضيها الى بلدانهم الأصلية، وأنها لن تتدخل في شؤون العراق. وقالت مستشارة الامن القومي في البيت الابيض كوندوليزا رايس ان الولاياتالمتحدة دخلت الحرب مع العراق بسبب علاقات بغداد مع الارهابيين وامتلاكها اسلحة غير تقليدية، الا ان التعامل مع ايران، على رغم وجود ظروف مشابهة، ربما يتطلب تبني اسلوب مختلف. وأضافت رايس: "قلنا على الدوام ان كل ظرف وكل موقف يتطلب رد فعل مصمم خصيصاً لمجموعة الظروف تلك". واتهمت الولاياتالمتحدةايران بأنها تمتلك برنامجاً سرياً للأسلحة النووية وأنها تحاول تقويض الوجود الاميركي في العراق من خلال دعم بعض الجماعات في العراق. كما اتهمت واشنطنطهران علانية بأنها لا تتخذ اجراءات كافية لقمع الارهابيين داخل حدودها ومن بينهم افراد من تنظيم "القاعدة" تقول واشنطن ان لهم علاقة بالتفجيرات الانتحارية التي وقعت في الرياض في 12 الشهر الجاري. وأوضحت رايس ان واشنطن "قلقة في شكل كبير حول ما يحدث" في الجمهورية الاسلامية، الا انها قالت ان صدام حسين "كان له تصنيف خاص يختلف عن تصنيف اي شخص آخر". وأضافت ان بوش سيناقش المخاوف الاميركية حول ايران مع زعيمي روسيا والصين اللذين سيلتقي بهما خلال جولته في اوروبا كما سينتظر تقريراً من وكالة الطاقة الذرية الدولية المتوقع في حزيران يونيو المقبل لتقويم خياراتها. التزام ايراني ومن جهتها، نفت الحكومة الايرانية علمها ما اذا كان الرجل الثالث في تنظيم "القاعدة" سيف العدل من بين عدد من افراد التنظيم المحتجزين لديها حالياً. وصرح الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي بأنه "اذا ما تبين ان سيف العدل في ايران، فسنتصرف بناء على التزاماتنا وبالطريقة نفسها التي تصرفنا فيها في السابق عندما اعدنا افراد القاعدة الذين اعتقلناهم الى بلادهم الاصلية". وسيف العدل المصري المولد وأحد الاعضاء البارزين في "القاعدة" وحزب الجهاد الاسلامي المصري المحظور، مطلوب لدى الولاياتالمتحدة لاتهامه بعلاقته بالهجمات على سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998. وعرضت واشنطن مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود الى اعتقاله. وانتشرت مزاعم بأن سيف العدل موجود في ايران وأنه شارك في التخطيط للتفجيرات الانتحارية التي وقعت في الرياض في 12 الشهر الجاري. وأقرت طهران بأنها تحتجز عدداً ممن يشتبه في انهم من اعضاء "القاعدة"، الا انها لم تفصح عن مزيد من التفاصيل. وقال مسؤولون ان المعتقلين لا يزالون رهن التحقيق. وصرح وزير الخارجية الايراني كمال خرازي في وقت متأخر أول من أمس انه "ستتم اعادة هؤلاء الذين يجب ان يعادوا الى بلادهم فيما ستتم محاكمة من ارتكبوا اعمالاً ضد ايران في ايران نفسها". وفيما اكد آصفي انه سيتم ترحيل سيف العدل اذا ما تبين انه رهن الاعتقال في ايران، الا انه نفى تكنهات الصحف الايرانية ان السلطات الايرانية ربما تقوم بتسليمه في عملية مبادلة بمسعود رجوي رئيس حركة "مجاهدي خلق" الايرانية المعارضة المسلحة التي تتخذ من العراق مقراً لها. وكان مساعد وزير الدفاع الاميركي دوغلاس فايث أعلن ان الرئيس جورج بوش "ممتعض" من ايران لايوائها مسؤولين من "القاعدة". وقال: "ما سمعتموه أخيراً حول ايران هو التعبير عن امتعاض جدي من جانب الرئيس ومسؤولين في الادارة لكون ايران تؤوي ارهابيين خصوصاً اعضاء مهمين من القاعدة".