صرح وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان "ارهابيي القاعدة المتمركزين في ايران" لعبوا دوراً في الهجمات الانتحارية التي وقعت في الرياض في 12 ايار مايو، معتبراً ان الدول التي "تؤوي ارهابيين تتصرف مثلهم". ونفت ايران مراراً وجود اعضاء من "القاعدة" في أراضيها. وقال رامسفيلد للصحافيين مساء اول من امس في البنتاغون: "لا شك في وجود عناصر من القاعدة في ايران وهناك تكهنات كبيرة في شأن دورهم في ما حدث في السعودية". وردا على سؤال عن الدور الذي يعتقد بأنهم لعبوه في اعتداءات السعودية، قال: "أعرف"، لكنه رفض ان يكشف ما يعرفه في هذا الشأن. وكانت صحيفة "فيلادلفيا انكويرر" نقلت عن مسؤولين في اجهزة استخبارات الاسبوع الماضي ان عناصر من القاعدة لجأوا الى ايران، من بينهم سعد نجل زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن والمصري "سيف العدل" الذي تتهمه الولاياتالمتحدة بالتورط في الاعتداءين اللذين استهدفا سفارتيها في دار السلام ونيروبي. ويعتقد مسؤولو الاستخبارات ان "سيف العدل" يترأس عمليات "القاعدة" في الخليج. وقال رامسفيلد انه لا يملك معلومات عن ان مشاركين في الهجمات في الرياض فروا الى طهران. واضاف: "لكنني رأيت كل ما ذكر في الصحف عن اشخاص في ايران ربما شاركوا او لم يشاركوا بطريقة او بأخرى في عملية التخطيط والمساعدة في الهجوم الذي وقع" في الرياض. واضاف ان معلوماته عن الدور الذي لعبوه جاءت من مصادر استخباراتية. وفي اشارة الى ايران قال الوزير الاميركي ان "الدول التي تؤوي تلك الشبكات الارهابية وتوفر لها الملاذ الآمن تتصرف مثل الارهابيين عندما تفعل ذلك". في موازاة ذلك، قررت الولاياتالمتحدة رفع احتجاج شديد اللهجة ضد ايران في جنيف، لأنها سمحت لعناصر في تنظيم "القاعدة" بتحضير وتوجيه الاعتداءات التي وقعت في الرياض انطلاقاً من الأراضي الايرانية. هذا ما نقلته "نيويورك تايمز" أمس عن مسؤولين في إدارة الرئيس جورج بوش لم تكشف اسماءهم. وقال هؤلاء إن الولاياتالمتحدة رصدت اتصالات تشير بقوة الى مسؤولية خلية صغيرة من عناصر في "القاعدة" تنشط من ايران، في هذه الاعتداءات. وقالت الصحيفة انه من المفترض أن يكون الاحتجاج الاميركي نقل أمس إلى مسؤولين ايرانيين بواسطة المسؤول في الاممالمتحدة الأخضر الابراهيمي. وسيتضمن الاعراب عن "القلق العميق" الذي ينتاب الولاياتالمتحدة حيال كون "أعضاء في القاعدة خططوا ووجهوا الاعتداءات في السعودية من ايران". وذكرت الصحيفة ان مسؤولاً رفيع المستوى في البيت الابيض، هو زلماي خليل زاد الذي كان سيشارك في اللقاء مع الرسميين الايرانيين في جنيف، سيمتنع عن ذلك للتعبير عن الاحتجاج على هذه المعلومات. وأضافت ان واشنطن ستنقل احتجاجها الى طهران أيضاً بواسطة بريطانيا التي تقيم علاقات ديبلوماسية مع طهران. وأكد مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي اف بي آي روبرت موللر صباح أمس خلال مقابلة مع شبكة "ايه بي سي" التلفزيونية الاميركية، ان واشنطن تعتقد بأن عناصر في "القاعدة" لجأوا الى ايران. وتساءل: "هل هناك عناصر من القاعدة في ايران؟ نحن نعتقد بالايجاب"، من دون أي توضيحات اخرى.